الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

روسيا تنقذ سوريا من مخلب إيران وتهزم مشروع نظام "الملالي"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أوشك النظام السوري على فرض سيطرته بالكامل على كل أنحاء البلاد، وذلك بعد خوضه معارك عارمة منذ فبراير 2018 ضد تنظيم "داعش" الإرهابي والمعارضة المسلحة في منطقتي درعا جنوب البلاد، والغوطة الشرقية شرق العاصمة دمشق.
وبالرغم من اقتراب النظام السوري من الانتصار، وإعلان موسكو سحب قواتها من قاعدة حميميم في سوريا فور إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قوات روسيا قد أتمت مهمتها على أكمل وجه. وعلى الرغم أيضا من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بأن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها في سوريا، تبقى إيران الخاسر الوحيد في هذه المعركة بالرغم من أنها الحليف الميداني الأول لقوات بشار الأسد من خلال ميليشيات فيلق القدس وحزب الله.
لماذا؟ 
أولا: اتخذت إيران المرجعية الدينية أساسا لها في حربها في سوريا، فقد اعتمدت فقط على قواتها والميليشيات الشيعية التابعة لها في المنطقة، كحزب الله. واضطهدت تماما كل الطوائف الأخرى التي كانت تؤيد النظام. فضلا عن ذلك أرادت السيطرة على النظام السوري وجعله لقمة سائغة لتحقيق أهدافها متخذة من الأراضي السورية قاعدة لها لمواجهات عسكرية مباشرة مع أعدائها الإقليميين كالسعودية وإسرائيل. بل حاولت استبعاد الكيان الروسي تماما من الصورة، الأمر الذي أوقعها في فخ الصراع مع الكرملين، الأب الروحي للنظام السوري.
من يحارب الجميع يخسر
دفعت التحركات الإيرانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعب دور الوسيط بين كل الأطراف المعنية في القضية السورية، واتخاذ عدد من الخطوات لتأمين النظام السوري لكي يتخلى نهائيا عن الدعم الإيراني له تتمثل في الآتي:
اولا: دعا بوتين الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن للتعاون مع النظام السوري للتخلص من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية. ففي إبريل الماضي، التقى (علي المملوك) مدير المخابرات السورية مع (عدنان عصام الجندي) رئيس مديرية المخابرات العامة في مدينة المفرق الأردنية، تبعد حوالي 50 كيلو مترا عن درعا السورية، لمناقشة سبل التعاون الاستخباراتي بين البلدين في مواجهة الجماعات المتطرفة والوصول إلى اتفاقية بشأن المتمردين السوريين المتواجدين في درعا في الجنوب السوري.
ثانيا: انتزع بوتين أيضا اتفاق مع نتنياهو ينص على أن تقبل إسرائيل ببقاء الأسد في منصبه مقابل أن تنسحب ميليشيات طهران وحزب الله بشكل كامل من مرتفعات الجولان. وقام ألكسندر لافرونتيف المبعوث الخاص لبوتين المعني بالملف السوري، بزيارات متعددة في منتصف الشهر الماضي. شملت الزيارات كل من إسرائيل وإيران لتنفيذ اتفاقية خروج الميليشيات الشيعية من الجولان. حيث كانت تندس تلك الميليشيات التابعة لطهران داخل القوات السورية مرتدية الزي الرسمي للجيش السوري.
ثالثا: أقنع بوتين الولايات المتحدة الأمريكية بأنها وبرغم فشلها في سوريا إلا أنها نجحت في تحقيق بعض أهدافها، كما أعلن ترامب فيما بعد.
فقد تحقق الهدف الأسمى لإدارة الرئيس الأمريكي من خلال القضاء على تنظيم داعش. كما أن سوريا لم تكن يوما في دائرة الهيمنة الأمريكية. وما يهم ترامب بالفعل كان تقليص الدور الإيراني في المنطقة إرضاء لحلفائه الأساسيين: السعودية وإسرائيل. وهو ما تحقق بالفعل.
رابعا: أقنع بوتين أيضا الإدارة المصرية التي لم تتخل يوما عن دعم الجيش الوطني السوري في التصدي للإرهاب للوصول لمرحلة انتقالية مستقرة وإنهاء الحرب الدائرة. بان الوصول الى نقطة تحديد الشعب السوري لمصير بلاده. هو انتصار للاستراتيجية المصرية الرافضة منذ اليوم الاول للازمة لكل أشكال التدخل الخارجي التي تنتهك السيادة السورية. 
وبهذه التحركات استطاع الدب الروسي إنقاذ سوريا من المخلب الإيراني ووضع حد لإنهاء الأزمة التي استمرت لأكثر من سبع سنوات متتالية.