السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

واسيني الأعرج.. قراءة الرواية للتراث

واسيني الأعرج
واسيني الأعرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلافًا للجيل التأسيسي الذي سبقه، تنتمي أعمال واسيني الأعرج الذي تمر اليوم 8 أغسطس ذكرى مولده، والذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائمًا عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها إن اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
ولد واسيني في الثامن من أغسطس 1954 بقرية سيدي بوجنان الحدودية- تلمسان، بالجزائر، يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي.
وقوته التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية.. فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها.
وحين قراءتنا للنص الروائي عند واسيني نجد أن الرواية تتعلق وتتعانق بمجالات معرفية مختلفة ومتنوعة، وخاصة المعارف التراثية التي تؤصل هذه الرواية في الثقافة، عبر جملة من الأنساق اللسانية التي تعارضها، أو تناقضها، أو تنفيها، أو تثبتها.. مما يجعل هذه الرواية تتحقق وجوديا بوصفها نصا، أي بوصفها إجراء لسانيا، يحول الرسالة اللغوية إلى مركز قوة متعال، يمارس سلطة غير تواصلية، يحرر الذات من أي تسلط لغوي، مما يجعلها تنفتح على مجالات دلالية واسعة، وتتمتع بحرية مطلقة.
فالنص الروائي "نوار اللوز" يتقاطع مع نص "سيرة بني هلال" على مستوى الشكل وعلى مستوى الدلالة، ما جعل هذا التقاطع فعلا إيحائيا تنتجه الإحالة بوصفها بنية غايتها التدلال.. إن مثل هذا التقاطع يؤدي وظيفة أساسية على مستوى القراءة، سواء أكان ذلك على مستوى قراءة الرواية للتراث، أم على مستوى القراءة التفسيرية للقارئ الفعلي، بحيث يزود القارئ بجملة من التوقعات، والمعارف، والمواضعات، والتقاليد التي تمكن من فهم النص من خلال الحوار الذي يقيمه القارئ سلبا وإيجابا مع النصوص المتقاطعة.