الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" تحقق في "جريمة السايس والمدمن".. يقتل صاحب جراج طمعًا في الإيراد.. وشهود عيان: الضحية كان بدون رأس.. ونقطة دم على البنطلون أوقعت الجاني.. والمتهم: قتلته ومن حقي المكان

محرر البوابة مع احد
محرر البوابة مع احد الجيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يقاوم الشاب العشريني مرضه بالثراء السريع، حتى طالت يده أقرب الناس إليه ورب عمله، الذي طالما أنفق عليه وعينه حارسًا لأرضه وماله ووضعه ليكون أمينًا فى غيابه على ما يملك، ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن، فاختمر بذهن الشاب العشريني قتل رب عمله ليحصل على ساحة ألف متر المتواجدة أمام مرور عبود، ويحصل على إيرادها اليومي، بعدما تأكد بأن والدته قد تنازلت عن الجراج له دون غيره من عائلته.

سيطر الشيطان على عقله ليقوده إلى كيفية التخلص منه دون عقاب، فقام باستدراجه إلى حديقة مجاورة لساحة الانتظار خاصته تسمى" المشتل" وانقض عليه في لحظة غدر ليحطم رأسه بعصا خشبية مسننة لينهي حياته، وبعدما تأكد من وفاته خطر بباله الإفلات من العقاب فقام بالصراخ: "الحقوني الحجاجي وقع على حجر" فتجمع أهالي المنطقة وأسرعت سيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى وهو جثة هامدة وقد فارق الحياة.
"البوابة نيوز" توجهت إلى مسرح الجريمة لتكشف كواليس وحكاية السايس "الضحية" والمدمن "القاتل".
في البداية تجولنا لنرصد مسرح الجريمة بداخل المشتل وآثار الدماء المتناثرة هنا وهناك، وقال أحد مستأجرين الجراج: "سمعنا في البداية صوتاعاليا وبعدها صراخا واستغاثة من حسين القاتل من داخل المشتل يطالب بالاتصال بسيارة إسعاف تنقل أحمد صاحب المكان" الضحية" بسبب سقوطه على حجر أثناء تناولهم وجبة الإفطار وبالفعل جاءت قوات الشرطة والنجدة وتم نقل أحمد للمستشفى ولكن خلال ساعة تلقينا خبر وفاته". 
وأضاف الشاهد بأن أحمد "القاتل" كان مدمنًا للمخدرات وليس له أحد في الحياة إلا حراسته للجراج والعمل بداخله والجراج منذ آلاف السنين يمتلكه "الحجاجية" وأكثر من وريث فلا يمر أيام إلا وتحدث مشاجرة بينهم على ملكية تلك الساحة، وآخر مشكلة حدثت بين القتيل وابن عمه بسبب استدعاء أتوبيسات وركنها بداخل الساحة دون مقابل فنشبت مشاجرة ولكن تمكنا في النهاية من حلها". 
وأخذ عامل أطراف الحديث معللا على كثرة المشادات التي كان دائمًا يفتعلها حسين للاستيلاء على المكان من الضحية: "أحمد كان شخصا طيبا هادئ الطباع قليل الحديث.. يذهب إلى المسجد لإقامة شعائر الصلاة ومنذ قدومه للمنطقة لم نجد منه السوء.. تربى معانا بتلك الكلمات الممزوجة بكل معاني الحزن والأسى التي قالها "محمد.س" 22 سنة "عامل بالجراج". 
وأضاف: "انتقلت إلى تلك المنطقة وأنا أجد عم أحمد حجاج في ذلك المكان وكان يعمل معنا فترة طويلة، وذلك منذ قدوم "حسين"، لم نجد منه افتعال المشاكل بينه وبين العاملين، وكان دائمًا ما تحدث بينهم مشادات كلامية بينه وبين أحمد حجاج، وأتذكر أنه في أحد الأيام قام حسين بدخول الغرفة الخاصة بهم، وكان صوتهما يعلو بداخل المكان لحسابات خاصة بينهما على ركن السيارات "المني باص" داخل الجراج.. وقمنا بتهدئة حدة تلك المشادة بينهما". 
وتابع الجار: "يوم الواقعة نشبت بينهما مشاجرة كبيرة على الإيرادات وارتفع صوت حسين وتم فض المشاجرة بينهما وذهبنا إلى العمل ولكن لم نتوقع أن يقدم حسين على قتل أحمد" وفي صباح اليوم وجد أحد العمال جثة أحمد داخل الحديقة وبها جرح قطعي بالرأس وآثار للضرب وأن آثار الدماء لاتزال إلى الآن داخل الحديقة".

فيما قال محمد أحد العمال: قطعة الأرض كان تمتلكها "عائلة الحجايجة" وأنهم هم الورثة لتلك الأرض وقاموا بتأجير تلك الأرض إلى والد حسين ولكن توفى والد حسين وتم تسليم الساحة إلى "أحمد حجاج" بعقد جديد لينوب عن حسين وقام أحمد بمشاركة حسين على ذلك، وتفاجأ الجميع بصوت أحد الأشخاص يقول بان يوجد أحد الأشخاص مقتول داخل الحديقة لنتفاجأ بالعثور على جثة أحمد داخل الحديقة، وشكل الجثة كان ممتلئا بالدماء ويوجد آثار ضرب عديدة على الوجه ومنطقة الرأس".
تعود تفاصيل عندما تبلغ لقسم شرطة الزاوية الحمراء من مستشفي معهد ناصر باستقبالها "أحمد حسن عبد المعطي" سنة 47 سايس (توفي إثر إصابته بكسر بعظمة الجمجمة وتهتك بالمخ ونزيف داخلي وتوقف عضلة القلب).
بالانتقال والفحص تم التقابل مع شقيقة موظف بقطاع الإنتاج بمركز البحوث الزراعية ومقيم بذات العنوان وبسؤاله قرر بأن شقيقه يدير ساحة انتظار سيارات كائنة خلف مرور عبود ويتردد على الساحة لمتابعة سير العمل إلا أنه تلقي اتصالا هاتفيا من الأهالي بوفاة شقيقه وفور وصوله اكتشف سرقة هاتفه المحمول، ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب.
بإجراء التحريات وجمع المعلومات بالمنطقة المتاخمة لساحة الانتظار عمل المجني عليه أمكن التوصل إلى شاهد صاحب كشك، والذي قرر بأنه وفي وقت معاصر على اكتشاف الواقعة شاهد المجني عليه صحبة حسين حسن محمد رفيع 23 سنة عاطل خلف أحد المشاتل الكائنة بشارع ترعة الإسماعيلية ـ دائرة القسم.
وبتكثيف التحريات تبين أن الأخير وراء ارتكاب الواقعة، وبتقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم أسفرت إحداها عن ضبطه، وبمواجهته بما وردمن معلومات وما أسفرت عنه التحريات أيدها، واعترف بارتكاب الواقعة بقصد الانتقام من المجني عليه وقرر بوجود خلافات سابقة بينهما بسبب إيرادات الساحة المؤجرة لوالدته والمجني عليه من الحي إلا أنه منذ ثلاثة سنوات استغل المجني عليه عدم إلمام والدته القراءة والكتابة وقام بأخذ بصمتها على تنازل عن إيرادات الساحة لصالحه وتوفت عقب ذلك الأمر الذي أثار حفيظته فخطط للتخلص منه.
وفي سبيل ذلك تمكن من استدراج المجني عليه لأحد المشاتل الكائنة بشارع ترعة الإسماعيلية بدعوى مشاهدة بعض المواتير الخاصة بالسيارات وغافلة وتعدى عليه بعصي خشبية سبق وأن قام بإخفائها داخل المشتل محدثا إصابته التي أودت بحياته واستولى على هاتفه المحمول ولاذ بالفرار.
تم بإرشاده ضبط الأداة المستخدمة في ارتكاب الواقعة "مدممة" والهاتف المحمول المستولى عليه بمكان إخفائهما بساحة انتظار السيارات.