السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المسيحيون يستقبلون «صوم العذراء».. والكنيسة القبطية تعيش فترة عصيبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يا أم النور دبرى الأمور
المسيحيون يستقبلون «صوم العذراء».. والكنيسة القبطية تعيش فترة عصيبة
10 أيام من القلق وتضارب الأنباء 
مقتل الأنبا "إبيفانيوس" يعكر صفو احتفالات الصوم.. والقنوات المسيحية تتجاهل الحدث
شائعات عزل الرهبان تهيمن على مواقع التواصل.. و«أقباط أمريكا» يتهمون الأمن بالعبث بـ«أبو مقار»
يحل صوم العذراء مريم والاحتفال بـ«أم النور»، فى الوقت الذى تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فترة عصيبة لم تشهد مثيلها فى العصر الحديث، وهى الجريمة التى وقعت بمنطقة وادى النطرون بمحافظة البحيرة، وتحديدًا داخل أسوار دير أبو مقار الحصين، عندما وقع حادث مأساوى فى الساعات الأولى من يوم الأحد 29 يوليو الماضي، وهو مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس الدير، فى ظروف غامضة بعد العثور على جثته غارقة فى الدماء أمام قلايته داخل الدير.
وبينما استعدت الكنائس للاحتفالات، التى بدأت أمس الثلاثاء، وتستمر على مدار خمسة عشر يومًا، امتزجت مشاعر الحزن مع الاحتفالات بالصوم، ولم يسع الأقباط سوى مناجاة أم النور لكى تدبر الأمور. 
عشرة أيام مرت على الكنيسة مثل سنوات مثقلة بالهموم، ووقع المسيحيون بين شقى رحى؛ ما بين تضارب فى التصريحات الكنسية، وترويج الشائعات ممن يحاولون هدم الكنيسة المصرية وزرع الشقاق بين أبنائها وكهنتها.
ورغم أن حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس ضخم وخطير، ويحمل رسائل عديدة وخطيرة، إلا أن هناك بعض الملاحظات والمآخذ التى مرت بالحادث منذ وقوعه حتى هذه اللحظة، وتفاصيل عديدة ما بين معلنة وغير غامضة عن ذلك الحدث الجلل.

عشرة أيام من التضارب والشائعات
منذ مقتل الأنبا إبيفانيوس، وانتشرت الشائعات والبيانات التى تداولها البعض حول غموض مقتل الأسقف ورئيس الدير، الحدث برمته حمل قصص وحكايات طويلة، يعيشها المسيحيون هذه الأيام، وأدت لحالة من التخبط بين المسيحيين، وانتشرت عدة شائعات التى عاشها المسيحيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت الشائعة الأولى مساء السبت الماضي، حول تجريد الراهبان يعقوب المقارى وأشعياء المقارى من رتبتيهما الدينية، فيما أكد القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى تصريح خاص، عدم صدور أى قرارات بتجريد راهبين بدير أبو مقار، من رتبتهما الكهنوتية. 
كان ذلك بعد تداول عدد من المواقع القبطية، أنباء عن صدور قرار من لجنة الرهبنة التابعة للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتجريد الراهب القس يعقوب المقاري، ورجوعه إلى اسمه العلمانى شنودة وهبة عطالله جوارجيوس، بسبب عدم الخضوع لقرارات لجنة الرهبنة والأديرة وعدم الطاعة للآباء الأساقفة المنتدبين من قبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقيامه بأعمال أخرى مهينة للرهبنة.
وأيضا تجريد الراهب أشعياء المقاري، ورجوعه إلى اسمه العلمانى وائل سعد تواضروس ميخائيل، بسبب مخالفات بلغ عنها رئيس الدير ومساعده وتتعارض مع قوانين الرهبنة.
وبعد 24 ساعة الكنيسة أصدرت الكنيسة بيانًا بتجريد الراهب أشعياء، وأن قرار التجريد الخاص بالراهب أشعياء المقارى والذى صدر الأحد، تم بسبب عدم التزامه بمبادئ ونذور الرهبنة من «الفقر الاختياري، والطاعة والعفة»!!
ويعد ورود اسم يعقوب المقارى بتوجيه الأنظار إليه على أنه الجاني، وفى نفس الوقت علمت «البوابة» أنه تم إخضاع دير السيدة العذراء والأنبا كاراس، وادى النطرون، لإشراف الأنبا متاؤس رئيس وأسقف دير السريان، واستمرار الراهب يعقوب المقارى كمسئول عنه، وذلك بعد اجتماع عقد الجمعة الماضي، مع الراهب بحضور 3 من أساقفة الكنيسة.
وكان الأنبا دانيال، سكرتير المجمع المقدس، والأنبا متاؤس، رئيس دير السريان، والأنبا دانيال رئيس دير الأنبا بولا، زاروا دير العذراء والأنبا كاراس، الذى يقع فى وادى النطرون، وعقدوا جلسة مع الراهب يعقوب المقاري، لترتيب الأوضاع ودراسة سير العمل بالدير ليتم الاتفاق على إخضاعه لإشراف الأنبا متاؤس، مع استمرار الراهب يعقوب المقارى كمسئول عنه.
وكان الراهب يعقوب المقارى عمّر قطعة أرض بقرب دير البراموس، وأسس دير العذراء والأنبا كاراس، وسبق أن أصدر البابا الراحل، الأنبا شنودة الثالث، خطاب تفويض فى عام 2010 للراهب يعقوب المقارى للعمل فى أعمار دير الأنبا كاراس.
وينتظر الدير الاعتراف به من قبل المجمع المقدس، فى حال استيفاء كل الشروط الخاصة بالأديرة، وسبق أن أصدرت لجنة شئون الأديرة والرهبنة، قائمة بالأديرة المعترف بها والمزارع التابعة للأديرة، كنوع من تحديد الزيارات الخاصة بالأقباط، وأيضا تقنين التبرعات لتكون من خلال رؤساء الأديرة أو من يفوضونهم.
وردًا على بيان تجريد الراهب أشعياء المقارى من رتبته الكنسية، روج رواد التواصل الاجتماعى أن «وائل» هو الجاني، بسبب تجريده فى هذا الوقت الذى تتم فيه التحقيقات حول قضية مقتل أسقف دير أبو مقار.
وبعد أقل من 24 ساعة، أصدرت الكنيسة بيانا بأن التجريد لأسباب رهبانية فى المقام الأول، ولا علاقة لها بقضية مقتل الأنبا إبيفانيوس، فيما أكد المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية أن قرار التجريد الخاص بالراهب أشعياء المقارى والذى صدر الأحد، تم لأسباب رهبانية بحتة.
وأوضح المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية أن الراهب المجرد، سبق وأن تم التحقيق معه من قبل لجنة شئون الرهبنة والأديرة بداية العام الحالي، وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة ٣ سنوات، ولكن مجموعة من رهبان ديره، وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه بالدير وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ، وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير الأنبا إبيفانيوس، الذى رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا تواضروس الثانى، مشفوعًا بتوسلٍ من نيافته لقداسة البابا بقبول الالتماس، وهو ما حدث.

محاولات خارجية لإثارة البلبلة
وفى محاولة لإثارة البلبلة وزيادة الأجواء سخونة، تداول بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنه منسوب لأقباط أمريكا، مفاده «أن رهبان دير أبو مقار، أرسلوا استغاثة لهم تفيد بتعرضهم للتعذيب على يد الأمن، لإجبارهم على الاعتراف والحصول على معلومات بشأن مقتل الأنبا إبيفانيوس».
وكانت الحقيقة التى علمت بها «البوابة» من خلال أحد رهبان دير أبو مقار عكس ذلك تمامًا، حيث أكد الرهبان أن النيابة والأمن الوطنى يتعاملون معهم أفضل معاملة، وما يتم ترويجه من البعض ما هو إلا شائعات وافتراء، ومن بين الشائعات التى رددها البعض أيضا، أن الأمن يعبث بمتعلقات الرهبان، ووصل الأمر لدخولهم الهيكل المقدس، وهو الأمر الذى نفاه الرهبان أيضًا.
وعلى صعيد متصل، قال المحامى نجيب جبرائيل، بعد زيارة للدير، إن رجال الأمن والنيابة العامة وأجهزة البحث الجنائى وكل الأجهزة المعنية تتعامل مع جميع الرهبان على أعلى مستوى من الاحترام والتقدير ولخصوصية المكان ولطبيعة العمل الرهباني، وأن الجهات المعنية سالفة الذكر، لم تحاول اختراق خصوصية الدير من نحو الأماكن المقدسة أو المخطوطات أو المذابح.
وأضاف «جبرائيل»، أن تفتيش قلالى ومساكن الرهبان كان فقط بمعرفتهم وبحرص واحترام شديد وبقصد الاطلاع فقط بما يخدم التحقيقات، وأن رجال الأمن من النيابة كان عملهم قاصرا فقط على التحرى والتحقيق والمعاينة فيما يخص واقعة اغتيال رئيس الدير، دون التطرق مطلقا لأحوال الدير مثل حساباته أو ممتلكاته أو إنتاجات الدير.
وتابع «جبرائيل» أن التحقيقات مع الرهبان، وصلت إلى ساعات طويلة يمكن أن تصل لأكثر من ثمانى ساعات أو أكثر، وربما لأكثر من فترة، ولكن فقط أسئلة تخص تلك الواقعة، وربما يعاد التحقيق مع الراهب مرة أو أكثر، ولم يحدث أى وقائع للتعذيب البدنى أو المعنوى أو الإيذاء من أى نوع أو حتى حجز الرهبان أو إخراج أى لفظ لا يفيد التحقيق، علاوة على أن البابا تواضروس يتابع التحقيقات أولا بأول. 
ووسط كل هذا الكم من البلبلة والتساؤلات التى ما زالت مطروحة أمام الجميع، والتى لن تنتهى إلا بعد انتهاء التحقيقات وإغلاق القضية بإعلان اسم الجاني، يظل السؤال يطرح نفسه حول من المستفيد من تلك البلبلة داخليًا وخارجيًا، ولصالح من فى الداخل قبل الخارج تسير الأمور على هذا النحو من التخبط.
تجاهل القنوات المسيحية
وفى الوقت الذى اهتمت فيه الصحافة المصرية والأجنبية ومواقع التواصل الاجتماعي، بالحادث المأساوى لاغتيال الأنبا أبيفانيوس، كانت القنوات المسيحية والتى تُبث من داخل أسوار الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مثل قناة (ME SAT) والتى اهتمت ببث يوم الجنازة على رئيس الدير، ولكنها لم تضع الشارة السوداء، كنوع من الحداد على روح الأسقف.
أما قناة (CTV) وقناة (AGHABY) الأرثوذكسيتين فقد تجاهلتا الأمر بكامله، ما أدى لحالة من الاستياء وثورة انتقاد حادة من رواد التواصل الاجتماعى ضد تلك القنوات والقائمين عليها، فى حين أن نفس القنوات التى تجاهلت الحدث، تقوم بالاهتمام بالقضايا المسيحية والخاصة بموت أحد الشخصيات المسيحية العامة من العلمانيين أو آباء الكنيسة والأساقفة، بإذاعة أفلام تسجيلية عن سيرة حياتهم وأعمالهم الخيرية والروحية.