الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تشويه تماثيل الشخصيات التاريخية في ميادين مصر.. سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وكارثة عند الخبراء.. آخرها تمثال الخديو إسماعيل.. ونحّاتون: مهزلة وضياع لقيمة العمل الفني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«تشويه تماثيل الشخصيات التاريخية في ميادين مصر».. ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة، لتثير الرأي العام، في الأوساط الثقافية والشبابية، لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تقوم لجان تابعة للمحافظات بترميم، وتلوين التماثيل في الميادين الحيوية بالمدن، غير أن عددًا من الخبراء المعنيين بالنحت والترميم، اعتبروها تشويها.


وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من السخرية من قبل الشباب خاصة، وكان آخر تلك الوقائع، ترميم وتلوين تمثال الخديو إسماعيل الكائن بمحافظة الإسماعيلية، ما أثار اشمئزازهم، الأمر الذي دعا المحافظ إلى إبداء أسفه وتأكيده على عودة التمثال كما كان.

وظهرت معالم القبح المختبئة تحت شعار التجميل في العديد من الأعمال، فنجد خلال العام الماضي على سبيل المثال لا الحصر، تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض الذي كان المسئولين بالحي يحاولون نقله إلى بورسعيد لتوسعة الميدان ولكن المفاجأة كانت من نصيب الجميع خاصة أنه بدلا من أن يتم النقل والإزالة بصورة صحيحة تم استخدام ونش في إزالة التمثال بصورة خاطئة الأمر الذي تسبب في تلف أجزاء من التمثال وكسره لتتحول الواقعة إلى فضيحة.

وتكرر ذلك بذات المحافظة وفي العام نفسه حيث قام العاملين بالتجميل بمجلس المدينة بطلاء تمثال "حصان الخردة" للفنان التشكيلي حسام حسين، باللونين الأبيض والأسود، الأمر الذي أفقد العمل جماله وقيمته الفنية، وحوله من تمثال ذي صورة جمالية، إلى صورة ساخرة.

وخلال شهر أغسطس من عام 2016 أيضًا تمثال أم كلثوم بالزمالك حيث قام المجملون بمحافظة القاهرة، بطلاء التمثال بالدوكو مما أدى لتشويهه ومحو المعالم الجمالية للتمثال علاوة على تحويل شكل أم كلثوم إلى شكل امرأة أفريقية.

وفي ذات الشهر من نفس العام، كنا على موعد آخر من تمثال أحمد عرابي مسقط رأسه وسط ميدان المرور بقرية «هرية رزنة» التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث كان قد شوهه المسئولون عن التجميل بالمحافظة، بدهان وتلوين التمثال بصورة تفتقر إلى الجمال والفهم بقواعد التجميل وإعادة الترميم وهو ما أثار حالة من الغضب بعدما تم طلاء التمثال باللون الأخضر.

ونادى الكثير من النحاتين والفنانين بضرورة أن يكون هناك موقف حاسم خلال تلك السلبيات فقال النحات طارق الكومي، صاحب تمثال أم كلثوم بالزمالك الذي تم تشويهه إن ما يحدث ما هو إلا مهزلة مكتملة الأركان من المسئولين الذين يفترض أن يكون لديهم متخصصين يتولون مسألة الترميم والتجميل بصورة تتجنب وقوع الأخطاء الكارثية المستفزة.
وأضاف: إذا أردنا أن نمنع تكرار مثل تلك الحوادث فيجب أن يكون هناك رد فعل جراء أي واقعة من وقائع التشويه بحيث يتم مساءلة المسئولين عنها، مشيرًا إلى أنه في هذا الصدد المسئولية تقع في يد نقابة التشكيليين والمجلس الأعلى للثقافة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري وهي مسئولية تتعلق بدورهم في تجميل أو تشويه الميادين العامة، مطالبًا بوضع حد لهذه الفوضى والعشوائية التي انتشرت في ربوع وميادين مصر على حد قوله.


ومن جانبه قال النحات حسام حسين، إن هذا ما هو إلا إصرار على القبح وبمثابة ضياع لقيمة العمل الفني وللجهد الذي قام به الفنان لأوقات طويلة من العمل الذي استطاع أن يلقي الإعجاب، ويجعله في الوقت ذاته بمثابة بصمة فنية وتاريخية داخل المنطقة التي يوجد بها، مستنكرًا غياب الحس الفني والإداري لدى المسئولين الذين يقع على عاتقهم ضرورة الاعتناء بتلك الأعمال التي تحظى باهتمام دولي ومحلي في الوقت نفسه.