الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"عطشان تعالى اشرب خد مني كوباية".. الـ"عرقسوس" جمع "علي ومحمد"

عطشان تعالى اشرب
عطشان تعالى اشرب خد منى كوباية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بشرة سمراء وقبعة سوداء، و«قلة» من النحاس، وصاج يحركه بأصابعه، يردد على نغماته عبارات «تمر هندى وعرقسوس بـ٢ جنيه» و«أحلى من العسل يا هندي».
وسط ميدان الجيزة يقف «على محمود» صاحب الـ٤٦ عاما، يبيع تمر هندى وعرقسوس، يقول: «ببيع المشروبات الساقعة من فترة طويلة من ساعة ما وعيت على وش الدنيا، وأنا شغال فى الشغلانة دي، وارث الشغلانة أبا عن جد» ويضيف: «أبويا كان شغال نفس الشغلانة دى طول عمره، بس تقدم عمره، ومبيقدرش يشتغل دلوقت».
ويحكى الرجل الأربعينى بنبرة ممزوجة بالسعادة عن طريقة شغله: «بشترى مستلزمات العصير فى بداية الأسبوع، واشتغل بيها لآخره، بحضر التمر الهندى من الفجر، والعرقسوس بنقعه الصبح قبل الشغل بساعة علشان عمره قصير وبيبوظ على طول، والزبون لو شربه ولقى طعمه مش حلو مش هيرجع يشترى منى تاني».
ويقول «على»، «أيام أبويا كوباية العرقسوس كانت بملاليم، بس دلوقت بقت بـ٢ جنيه، علشان كل حاجة غالية، ويضيف «بنزل الشغل أول ما الشمس تطلع، وأفضل ألف فى الحر لحد ما أخلص اللى معايا، علشان لو فضلت حاجة لتانى يوم بتبوظ».
على بعد أمتار من «علي» يقف طفل، وجه مربع، على رأسه قبعة حمراء، لا يتجاوز خمسة عشر عامًا، يحمل على ظهره «قربة»، ممتلئة بعصير التمر الهندي، وبعض قطع الثلج، يربط على بطنه حزاما معلقا به عدد من الكوبايات الزجاج، يطوف فى ميدان الجيزة، ينادى بصوته الطفولى «تعالى تمر هندى.. تعالى تمر هندى».
يقول محمد أحمد: «أبويا راجل شغال شغلانة على قده، قولت أشتغل أى حاجة تجيب فلوس أساعد بيها والدي، لسه جديد فى المهنة، بقالى أسبوع، أبويا اشترى لى العدة من السوق، وأمى بتساعدنى فى عمل العصير، والحمد لله ربنا بيكرم وبترزق بالحلال».
واختتم محمد: «عايز أكمل تعليمى وأدخل ثانوى عام، علشان أتوظف وظيفة حلوة، وأكون حد محترم، بدل البيع فى الشوارع».