الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني في حوار لـ"البوابة نيوز": الحوثيون زرعوا مليون لغم أرضي بتكنولوجيا إيرانية.. الميليشيات جندت 20 ألف طفل.. ونطالب بممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية

وزير حقوق الإنسان
وزير حقوق الإنسان اليمني في حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فجر محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني، مفاجأة من العيار الثقيل، مؤكدا أن ميليشيات الحوثي قامت بوضع أكثر من مليون لغم أرضي يتم نشره في اليمن بتكنولوجيا إيرانية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ميليشيات الحوثي الإيرانية تسعى إلى تفخيخ مستقبل اليمن أيضا من خلال تجنيد الأطفال وزرع الألغام حيث تم تجنيد نحو ١٥ - ٢٠ ألف طفل.
واتهم في حواره مع "البوابة نيوز" إيران بدعم ميليشيات الحوثي التي تضرب بكل المرجعيات عرض الحائط، منتقدا المجتمع الدولي الذي يقف حتى الآن صامتا تجاه الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الحوثية.
ودعا أحرار العالم أن يتحركوا ويوقفوا هذا النزيف اليمني من خلال العمل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإنهاء الانقلاب الحوثي، مطالبا الأمم المتحدة بتسليم خرائط الألغام للمناطق التي تم تحريرها قائلا إنه بالرغم من تحريرها منذ ثلاث سنوات إلا أننا حتى الآن لم نحصل على هذه الخرائط وعلى العالم كله والأمم المتحدة أن تقف ضد ميليشيات الحوثي وأن توقف هذه الجريمة التي ترتكب بحق الشعب اليمني فهي جريمة لا تسقط بالتقادم".
وشدد على أن الحوثيين هم المجرم الاول والسبب الرئيسي لوصول اليمن الى هذا النفق المظلم،متسائلا "لماذا يتم الصمت والسكوت على هذه الأزمة من قبل المجتمع الدولي فالذي انقلب بالسلاح يجب ردعه وإعادته إلى مساره الصحيح وعلى كثير من المنظمات أن تتحلى بالإنصاف والحيادية فعلا وليس قولا ولكننا نجد هناك صمت كبير ومريب تجاه ما يجرى في اليمن.
وإلى نص الحوار..

في البداية ماذا عن حقيقة الوضع الإنساني في اليمن حاليا؟
الوضع الإنساني في اليمن كارثي منذ سبتمبر ٢٠١٤ حينما سيطرت ميليشيات الانقلاب على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء وما يزال هذا الوضع في تدهور بالرغم من كل الجهود الانسانية التي تبذل سواء من قبل التحالف العربي او المنظمات الدولية والامم المتحدة.
ما هو المخرج للأزمة الراهنة من وجهة نظرك؟
المخرج الأساسي لحل الأزمة الإنسانية في اليمن هو ضرورة إنهاء الحرب ولن يتم إنهاء الحرب بشكل حقيقي إلا إذا تم إنهاء الانقلاب وبالتالي يتم إنهاء الأزمة الإنسانية.
إلى أي مدى يتعاطى المجتمع الدولي مع أزمة اليمن.. وهل أنت راضٍ عن هذا الأداء؟
المجتمع الدولي حتى الآن لا يقوم بواجبه تجاه الشعب في اليمن حيث ترتكب ميليشيات الحوثيين جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتقوم بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان سواء بالقتل أو الاختطاف والاعتقال للنساء وضرب لأي مظاهرات سلمية وزرع الألغام حيث تقوم بزرع أكثر من مليون لغم أرضي يتم نشره في اليمن بتكنولوجيا إيرانية يتم تصديرها هذه الأيام وراح ضحية الألغام الألف من أبناء الشعب اليمني إضافة إلى القصف العشوائي سواء في تعز أو عدن او عدد من المناطق اليمنية حيث يتم ضرب المنازل والشوارع الآمنة مما يسبب ضحايا كثر من المدنيين وخاصة من النساء والأطفال وهي كلها جرائم لا تسقط بالتقادم وتدعو الضمير الإنساني لان يتحرك وندعو الامم المتحدة لان تتحمل مسئوليتها تجاه ما يجري في اليمن
ماذا عن المواطن اليمني.. وكيف يواجه انتهاكات الحوثيين؟
الآن المواطن اليمني يعيش أسوأ مراحله بسبب أفعال هذه الميليشيات وهناك قرارات الأمم المتحدة التي لم تنفذ حتى الآن وهناك مبادرة خليجية ومخرجات الحوار اليمني التي توافق عليها اليمنيين وكل هذا يقف أمام ميليشيات مدعومة من إيران وتضرب بهذه المرجعيات عرض الحائط وللأسف المجتمع الدولي حتى الآن صامتا ونحن ندعو كل احرار العالم أن يتحركوا معنا ويوقفوا هذا النزيف اليمني من خلال العمل على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وإنهاء الانقلاب.
هناك مشكلة تجنيد الحوثيين للأطفال في اليمن..هل هناك إحصائيات محددة بأعداد من تم تجنيدهم؟
في الحقيقة إن ميليشيات الحوثي الايرانية لم تدمر حاضر اليمن وانما تسعى إلى تفخيخ مستقبله أيضا من خلال تجنيد الأطفال وزرع الألغام، فتجنيد الأطفال والذي يقدر بـ ١٥-٢٠ ألف طفل هو رقم تقديري مبدئي وأعتقد أنه إذا استمر على ما هو عليه فسيكون هذا الرقم اكبر بكثير، وللأسف كثير من هؤلاء الأطفال يذهبون ضحية الصدام في الجبهات والاقتتال خاصة أنهم لم يدربوا وليسوا مهيئين للدخول في مثل هذه العمال الإرهابية، وقامت جماعة الحوثي بتحويل الأطفال من المدارس الى ساحات الإرهاب وجعلت كثيرا من المدارس مراكز للتدريب العسكري ومراكز قيادة وأهداف عسكرية كما منعت مرتبات المدرسين وأصبحت مرتباتهم موقوفة منذ ما يقرب من العامين مما جعل الكثير من المدرسين يسعون إلى أعمال بديلة لسد احتياجاتهم اليومية وبالتالي أصبحت العملية التعليمية تعاني من نزيف شديد وتسرب للأطفال، وهم يستغلوا هذه العملية لجعل الأطفال وقود في عملياتهم الإرهابية التي يخوضونها ضد الشعب اليمني وهذه جريمة حرب كبرى، خاصة أن كل المنظمات الدولية تشير إلى أن أغلب المجندين في الحوثي من الأطفال.
وكيف تتعاملون مع هذه الإشكالية لحماية الأطفال؟
لابد من تضافر جهود المجتمع الدولي لإلزام هذه الميليشيات بمنع تجنيد الأطفال، ونحاول إعادة تأهيل الأطفال ولكنها عملية صعبة والأخوة في مركز الملك بن سلمان يساهمون بفاعلية في إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال وعلى الأمم المتحدة أن تساعدنا في هذا الأمر.

وماذا عن أزمة زرع الألغام، كيف يتم التعامل مع هذه الكارثة خاصة مع الألغام البحرية؟
هذه الميليشيات تقوم الآن بتصنيع الألغام بمختلف أنواعها بشكل لعب أطفال وزجاجات مياه وإلغام مموهة وقامت بزراعة ما يقرب من مليون لغم طبقا لإحصائيات البرنامج الوطني للألغام، إضافة إلى الألغام البحرية وكلنا نعلم أن اليمن تطل على أهم مياه وسواحل دولية فقاموا بزرع الألغام في البحر الأحمر وباب المندب، وبالتالي مرور العواصف يذهب بها إلى المياه الدولية مما يعيق حرية وسلامة الملاحة الدولية، وبالطبع فإن هذه الألغام تحصد كل يوم ضحايا جدد من أبناء الشعب اليمني والميليشيات لا تزرع هذه الألغام في مناطق معينة وإنما تزرعها في كل مكان حتى داخل البيوت، ففي بعض المناطق التي تم تحريرها وجدنا أن الأسر عندما تعود إلى منازلها وبمجرد فتح الباب يتم نسف المنزل بشكل كامل وهو ما يسبب نزيف مستمر، فالمناطق التي تحررت منذ ثلاث سنوات وحتى الآن لم نحصل على الخرائط.
هل خاطبتم الأمم المتحدة للحصول على هذه الخرائط؟
بالطبع طلبنا من الأمم المتحدة تسليمنا خرائط الألغام للمناطق التي تم تحريرها منذ ثلاث سنوات ويصعب جدا عودة الميليشيات إليها إلا أننا حتى الآن لم نحصل على هذه الخرائط وعلى العالم كله والأمم المتحدة أن تقف ضد ميليشيات الحوثي وأن توقف هذه الجريمة التي ترتكب بحق الشعب اليمني فهي جريمة لا تسقط بالتقادم.
ماذا عن المساعدات ومواد الإغاثة؟
للإسف يسعى الحوثيون لاستغلال الأزمة الإنسانية في اليمن من خلال استمرارها ويقوموا بحجز ومنع المساعدات الإنسانية والأمم المتحدة لديها وثائق وأحداث موثقة بأنه تم توقيف العديد من السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية التي أرسلها مركز الملك سلمان بن عبد العزيز وكذلك مجلس تنسيق المساعدات الخليجية والتي كانت تذهب للاغذية أو معالجة الكوليرا كذلك فإنه يتم نهب الكثير من المساعدات الإنسانية وبيعها في الأسواق بصنعاء وغيرها من المدن وللأسف المجاعات ليست موجودة إلا في المناطق التي تحت سيطرة الميليشيات أما المناطق التي تحت سيطرة الشرعية فإنه بالتعاون مع الأشقاء في الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان هناك جهود كبيرة تبذل لذلك لا نشهد أي مجاعة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية، ولكن للأسف الميليشيات تقوم بعرقلة دخول المساعدات من أجل استغلالها سياسيا أمام العالم.
ماذا بعد معركة تحرير الحديدة.. هل أنتم مستعدون لما بعد ذلك؟
حال تم تحريرها فإن الأوضاع في اليمن ستتغير، واعتقد أن العد التنازلي للحرب سيبدأ، فميليشيات الحوثي لن تستمر بعد إعادة الحديدة لأنها توفر لها الغطاء المالي لاستمرار المعركة والحكومة اليمنية تسعى الى خلق فرص السلام بأكثر من طريق ووافقت على كل مبادرات السلام إلا أن الميليشيات رفضت دخولها ونحن الآن ندعو كل الأطراف إلى أهمية احترام القانون الإنساني وحقوق الإنسان سواء في الحديدة أو غيرها من المناطق وتوفير ممرات آمنة لحركة المساعدات الإنسانية، وهناك الآن سفن موجودة في ميناء الحديدة إلا أن الميليشيات لا تسمح للشاحنات بدخول الميناء لأخذ هذه المساعدات سواء أغذية أو أدوية.
ماذا عن تقارير المنظمات الدولية بشأن الوضع في اليمن.. كيف تقيمونها؟
هناك مفاهيم مغلوطة ومعلومات مضللة وتقارير غير صحيحة سواء منظمات دولية كبيرة فالميليشيات من خلال اللوبي الإيراني في بعض المنظمات الدولية استطاعت أن تزيف الحقائق والحقيقة أن هناك انقلابا في سبتمبر ٢٠١٤ وبدا الانقلاب ثم قامت مقاومة ضده في أنحاء اليمن وبطلب من الحكومة اليمنية حينما عجزت عن مواجهة هذا الانقلاب تدخل التحالف العربي في مارس ٢٠١٥ اي بعد ستة اشهر من الانقلاب وبالتالي فان الحرب بدات من الانقلاب وليس من دخول التحالف العربي، كما أن الميليشيات لم تترك مؤسسة حكومية بالمناطق التي دخلت فيها لا ودمرتها ونهبتها ووصل الأمر إلى ضرب قوارب هروب النازحين في عدن وقصف عشوائي في تعز وتدمير المدارس والمستشفيات وزراعة الألغام وتجنيد الأطفال ومع ذلك لا نجد منظمة دولية تتكلم عن ذلك وانما تتناولها بعض المنظمات الدولية على استحياء ولكن الحقيقة ان المجرم الأول هو من سبب كل هذا الدمار فالسبب الرئيسي في هذا التفق النظلم الذي دخلناه هي ميليشيات الحوثيين، فلماذا حتى الان يتم الصمت والسكوت على هذه الأزمة من قبل المجتمع الدولي فالذي انقلب بالسلاح يجب ردعه وإعادته إلى مساره الصحيح وعلى كثير من المنظمات ان تتحلى بالإنصاف والحيادية فعلا وليس قولا ولكننا نجد هناك صمت كبير ومريب تجاه ما يجري في اليمن.
ماذا عن دور الجامعة العربية تجاه الأزمة في اليمن؟
في الحقيقة أن مواقفها حتى الآن جيدة وهي محصلة الإرادات العربية وترمومتر حالة الضعف الذي يعيشه العالم العربي حاليا وأن التدخل في شئونه الداخلية ويراد تقسيم المجتمعات والدول العربية على أساس طائفي ونتمنى أن تضطلع الجامعة العربية بدورها الريادي كما كانت ولكن دورها محل اشادة وهم على تنسيق دائم معنا.