"إذا رحل الجسد فستبقى محبة الناس والسيرة الطيبة بينهم"، هكذا كان الدافع الذي أجبر طالبة ترميم الآثار بالإسكندرية برسم الفنان الراحل محمد شرف خلال جدارية بمنطقة سان ستيفانو شرق المحافظة، وذلك بعد رحيله بأسبوعين تقريبا، حيث شهدت جنازته حضورا شعبيا نظرا لحب الناس له وحفظهم لإيفيهاته.
٨ ساعات متواصلة كانت هي المدة التي استغرقت لرسم الفنان الراحل محمد شرف خلال جدارية بكورنيش الإسكندرية وتحديدا بمنطقة سان ستيفانو، وتقول سارة رجب، طالبة ترميم آثار ومصممة الجدارية: "إنني قمت بالعمل بدون أكل ولا شرب، وسط إعجاب من المارة والتذكير بإفيهاته الشهيرة".
وأضافت أن غياب فنانين الصف الأول عن جنازة وعزاء الفنان محمد شرف كان الدافع وراء رسم الجدارية بمنطقة سان ستيفانو"، مشيرة إلى أن الجدارية الفنان لم تكن الأولى لي في منطقة سان ستيفانو، بل تعد رقم أربعة وكان يسبقها جدارية اللاعب المصري محمد صلاح والمحترف في صفوف الفريق ليفربول، والتي نالت إعجاب الكثير من قبل المواطنين".
وأشارت إلى "أن محمد شرف فنان لم يأخذ حقه، وأن الجدارية تعد تكريما له بعد وفاته، وأنني فوجئت خلال 48 ساعة حققت 52 ألف مشاهدة، فضلا عن تعليق للفنانة بدرية طلبة على رسمتها، واتصال شكر من أسرته، مما ادخل الى قلبي البهجة والسرور".
وعن تفاصيل الجدارية، قالت ان الأمر جاء بالصدفة عندما كنت جالسه مع أصدقائها على أحد الكافيتريات بمنطقة سان ستيفانو، ووردت على ذهنها رغبة رسم جدارية، وبالفعل انتقت حائطًا بالمنطقة ذاتها، وبعد أخذ الإذن من أصحابها المالكين لها، بدأت في رسم لوحاتي، لان الرسم في الشارع يحتاج إلى تصريح من الحي".
وأضافت "أنني استخدمت في رسم الجدارية ألوان اللاكيه بتكلفة 400 جنيه، وأن سر نجاح تلك الجدارية هو دافع الحب في نفوس الإسكندرانية للفنان محمد شرف، وما تلقته من تعليقات المارين بجانبها بأشهر الكلمات والعبارات "لشرف" والتي حفظوها ورسخت في أذهانهم من الأعمال الفنية له.
