السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

دراسة حديثة عن علاقة القضاء بـ "الكاريكاتير"

المستشار الدكتور
المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أحدث دراسة للفقيه المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة عن علاقة الفن بالقضاء خاصة رسم الكاريكاتير للفنان الأشهر صلاح جاهين بعنوان: "مواجهة موضوعية بين ريشة صلاح جاهين في الكاريكاتير وسلطة وزير العدل. دراسة ميدانية لمفهوم الإبداع وتأثيره على وعى المجتمع" نشر على موقع نادى قضاة مجلس الدولة".
يقول الدكتور محمد خفاجى خاضت الصحافة المصرية معارك ضارية في سبيل حرية التعبير سيما فن الكاريكاتير كإحدى الوسائل المعبرة عن النقد الساخر، وقد يظن البعض أن الفن بمفهومه الشامل يبتعد إلى أبعد نقطة عن القضاء، والرأى عندى أن علاقة الفن بالقضاء علاقة وثيقة من حيث أن كلاهما يرمى إلى الإبداع كلٍ في نطاق أدواته، والإبداع في الأصل لا ينفصل عن حرية التعبير، بل يتدفق عن طريق قنواتها، ولا يكون على خلاف أهدافها، وقهره عداون عليها، والدول المتقدمة هى التى تكفل لمواهب المبدعين وملكاتهم الذهنية الفرص التى تلائمها، وعلى الأخص من خلال تشجيعها وتقرير المزايا التى تخصها ؛ وعلى هذا النحو فإن الإبداع يعد رافدًا من روافد حرية التعبير ويتمخض فى عديد من صوره - حتى ما كان منها رمزيًا - عن قيم وآراء ومعان يؤمن المبدعون بها ويدعون إليها، ليكون مجتمعهم أكثر وعيًا واستنارة نفاذًا إلى الحقائق والقيم الجديدة التى تحتضنها، ومن ثم كان الإبداع عملًا إنشائيًا – وهو تعبير قضائى – إيجابيًا، حاملًا لرسالة محددة، أو ناقلًا لمفهـوم معين، مجاوزًا حدود الدائرة التى يعمل المبدع فيها، كافلًا الاتصال بالآخرين تأثيرًا فيهم، وإحداثًا لتغيير قد لا يكون مقبولًا من بعض فئاتهم فى المرحلة الأولى ثم تثبت الأيام أن المبدع كان على صواب.
ويذكر الدكتور محمد خفاجى وإذا تحدثنا عن فن رسم الكاريكاتير المحبب لقلوب الناس وعقولهم، لقدرته ببساطة في التعبير عنهم وعن همومهم بأسلوب ساخر وضاحك، فإنه يقفز في ذهن الذاكرة الفذ الفنان المبدع صلاح جاهين الذى أثرى فن الكاريكاتير برسوماته في صحيفة الأهرام وكان في ذلك الوقت لا يقل قوة وتأثيرًا عن أي مقال صحفي، بل يفوق، قدرته الفذة على النقد البناء في قضايا الرأى العام بأسلوب ساخر.