الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

فضيحة جديدة لأردوغان في "إدلب"

أردوغان
أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع تهديد النظام السوري بعملية عسكرية واسعة لاستعادة محافظة إدلب في شمال البلاد، تكشفت تفاصيل الخدعة التركية هناك، والتي تقوم على اللعب بورقة "جبهة النصرة" المتطرفة، عبر دعوتها علنا لحل نفسها، فيما تسعى سرا للإبقاء عليها.
وذكرت صحيفة "الوطن" السورية في 4 أغسطس، أن جبهة النصرة المحسوبة على تنظيم القاعدة، والمنضوية حاليا تحت ائتلاف "هيئة تحرير الشام" المتشدد، رفضت مجددا مطالبة تركيا بحل تشكيلتها الناشطة في إدلب والاندماج مع التشكيل الجديد "الجبهة الوطنية للتحرير"، الذي تم تشكيله مؤخرا في المحافظة برعاية أنقرة.
وأضافت الصحيفة أن أنقرة كانت دعت "قيادات النصرة" إلى حضور اجتماعات تشاورية في تركيا عقدتها على مدار 3 أسابيع لبحث مصير إدلب في ظل ترقب إطلاق الجيش السوري حملة عسكرية حاسمة في المحافظة.
وحسب الصحيفة، رفضت "النصرة" رفضا قاطعا حل نفسها والانضمام إلى "الهيئة الوطنية للتحرير" أو أي تشكيل جديد، مبدية تخوفها حول مصير مقاتليها الأجانب الذين ترفض دولهم الأم عودتهم إليها، وتطالب بتصفيتهم في إدلب.
كما أصرت "النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" في سوريا، حسب الصحيفة، على تمسكها بنهجها و"عقيدتها وثوابتها"، مهما كلفها الأمر.
وتابعت الصحيفة أن "النصرة" تخشى أيضا استهدافها من قبل الائتلاف الجديد "الجبهة الوطنية للتحرير"، الذي يطالب بعض فصائله بتصفية "النصرة".
وحذرت الصحيفة من أن طلب تركيا لـ"النصرة" بحل نفسها شكلي، والهدف منه ذر الرماد في العيون لأنها مستفيدة من وجود هذا التنظيم المتطرف، وتعتبره أقوى فصيل مسلح يستطيع مواجهة الجيش السوري في هجومه المرتقب لاستعادة السيطرة على إدلب.
وفي مطلع أغسطس، توسعت قاعدة "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تشكلت قبل شهرين بطلب ورعاية من تركيا، مع انضمام "جبهة تحرير سوريا" بجناحيها "حركة أحرار الشام الإسلامية" و"حركة نور الدين الزنكي"، و"ألوية صقور الشام" و"جيش الأحرار" و"تجمع دمشق"، إليها، علما أنها ضمت 11 فصيلا في بداية تشكيلها.

وفي 26 يوليو الماضي، أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة.
وقال الأسد، في مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الروسية "منذ بداية الحرب، حينما سيطر الإرهابيون على بعض المناطق في سوريا، أكدنا بوضوح أن واجبنا كحكومة يكمن في تحرير كل شبر من الأرض السورية".
وأشار الأسد إلى الإنجازات الميدانية الأخيرة التي حققها الجيش السوري، لا سيما استعادة كامل منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق وتحرير معظم أراضي جنوب غرب البلاد.
وتابع الرئيس السوري "الآن هدفنا هو إدلب، لكن ليست إدلب وحدها، وهناك بالطبع أراض في شرق سوريا تسيطر عليها جماعات متنوعة".
وأضاف أن من بين هذه الجهات تنظيم "داعش"، الذي بقيت لديه بؤر صغيرة، وكذلك "جبهة النصرة"، وتشكيلات متطرفة أخرى.
وتابع "لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها".


وتسيطر "هيئة تحرير الشام" المحسوبة على تنظيم القاعدة على الجزء الأكبر من إدلب وعلى مناطق جنوب حلب وشمال حماة، حيث تتواجد أيضا فصائل إسلامية مسلحة من أبرزها حركة "نور الدين الزنكي" و"هيئة أحرار الشام".
وتشهد إدلب وريفها اقتتالا بين الفصائل المسلحة وتشكيلاتها المتعددة، وكذلك عمليات اغتيال وتفجير ممنهجة، وسط صراع هذه الفصائل للسيطرة على مناطق النفوذ في الشمال السوري.
ومنذ 5 يونيو الماضي، حولت مدينة سلقين في ريف إدلب إلى ساحة لعمليات القتل والثأر المتبادلة، بين تنظيم "داعش" من جهة، وهيئة تحرير الشام، من جهة أخرى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، إن الاشتباكات لا تتوقف بين الجانبين منذ 5 يونيو، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى في صفوفهما.
وأضاف المرصد أن داعش قام أيضا يومي 9 و10 يونيو بإعدام خمسة من عناصر "تحرير الشام" في مدينة أريحا الواقعة في القطاع الجنوبي من ريف إدلب.
وتابع أن "التنظيم قام بإعدام الأشخاص الخمسة، عبر ذبحهم وفصل رءوسهم عن أجسادهم، بعد أن عمد لإلباسهم اللباس البرتقالي، وكتب على جثثهم عبارة (الدولة الإسلامية ولاية إدلب..جزاءًا ووفاقا)، حيث يعمل داعش في شمال سوريا تحت اسم "ولاية إدلب".
وأشار المرصد إلى أن عملية الإعدام جاءت ردا على أحداث قرية كفر هند، بريف مدينة سلقين، التي استهدفت عراقيين، بتهمة أنهم "خلايا نائمة تابعة للتنظيم"، بالإضافة لإعدام 6 أشخاص آخرين من قبل هيئة تحرير الشام، بتهمة الانتماء لداعش وتشكيل خلايا نائمة".
وكان 22 عراقيا يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش قتلوا في حملة مداهمة لهيئة تحرير الشام في كفر هند في 5 يونيو، على خلفية اتهام هيئة تحرير الشام لعائلة عراقية بالانتماء لداعش.

وحسب المرصد السوري، فإن عناصر هيئة تحرير الشام اعتقلوا أيضا أفرادا من ذات العائلة، فيما أسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة مسلحين تابعين للهيئة.
وفر بعض عناصر تنظيم داعش من العراق بعد هزيمة التنظيم العام الماضي، واستقروا في مناطق الشمال السوري والمناطق القريبة من الحدود مع العراق.
يذكر أن أنقرة تردد ليل نهار أنها تسعى لتحجيم دور قوات سوريا الديمقراطية، التي ترى فيها امتدادا لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور، إلا أن كثيرين يرون أن لها أطماعا في سوريا ولذا رعت الجماعات المسلحة في إدلب وريفها ودخلت في تفاهمات مع الروس جعلت من إدلب منطقة استقطاب وتجميع للمسلحين وعائلاتهم ممن قضت المصالحات والمواجهات بانتقالهم أو انسحابهم إلى المدينة وريفها، كما تتهم أنقرة بأنها اولت مرارا "تأهيل" جبهة النصرة لأن تكون القوة الرئيسة، التي تستخدمها كورقة مساومة ضد دمشق، بالإضافة إلى ما يتردد حول أن تركيا تسعى لإقامة قواعد عسكرية في إدلب، خاصة في جبل عيسى، ثاني أعلى قمة في سوريا، والذي يمكنها من رصد مساحات واسعة من أراضي شمال ووسط سوريا، خاصة حلب وحمص وحماة.