السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رئيس زيمبابوي يؤكد نزاهة الانتخابات.. والمعارضة تتهم الحكومة بالتزوير

 رئيس زيمبابوي إيمرسون
رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رفض رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا الجمعة اتهامات المعارضة بأن فوزه في الانتخابات تشوبه عمليات تزوير، مؤكدا ان الانتخابات تدشن بداية جديدة لبلاده بعد أن عانت القمع لنحو أربعة عقود في ظل حكم روبرت موغابي.
وقال منانغاغوا للصحفيين "لقد أجرينا فيما كانت عيون العالم علينا انتخابات حرة ونزيهة وموثوقة".
وأضاف أنه في حين "لا تخلو أي عملية ديموقراطية من العيوب" فإن هذه الانتخابات الأولى بعد موغابي هي بعيدة كل البعد عن تلك التي عرفتها البلاد سابقا.
وتفيد النتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات ليل الخميس الجمعة أن منانغاغوا فاز من الدورة الأولى بنسبة 50،8% من الأصوات مقابل 44،3 بالمئة لزعيم المعارضة نلسون تشاميسا في الاقتراع الذي جرى الاثنين.
لكن زعيم المعارضة نلسون تشاميسا أصر الجمعة على أنه الفائز في الانتخابات، ووصف النتائج الرسمية بانها "مزورة وغير قانونية وغير شرعية وتتضمن ثغرات كثيرة تقوض مصداقيتها". وقال خلال مؤتمر صحافي في هراري "لقد فزنا لن نقبل نتائج مزورة" متوعدا بالتوجه إلى القضاء.
وكان تشاميسا قال سابقًا عبر تويتر إن "مستوى التعتيم وتغييب الحقيقة والانحلال الاخلاقي وانحطاط القيم أمر صادم".
وأثارت اتهامات المعارضة للجنة الانتخابات بالتزوير تظاهرات احتجاج في هراري الاربعاء قتل خلالها ستة أشخاص عندما اطلقت قوات الجيش والشرطة النار على المتظاهرين.
وقال منانغاغوا الذي يتطلع إلى إنهاء عزلة بلاده وجذب الاستثمارات في ظل أزمة اقتصادية خانقة انه سيشكل لجنة مستقلة للتحقيق في ظروف سقوط قتلى.
ويواجه الرئيس تحديات هائلة لا سيما في ما يتعلق بإنهاض الاقتصاد الذي تركه موغابي في وضع كارثي بعد الاستيلاء على المزارع المملوكة من البيض وأمام التضخم الهائل وهروب رؤوس الأموال. وعليه أن ينهض كذلك بالمؤسسات الصحية والتعليمية المنهارة بعد أن كانت مزدهرة، في حين هاجر الملايين من سكان زيمبابوي بحثًا عن عمل.
ومد الجمعة يده إلى تشاميسا قائلا "لديك دور حاسم تؤديه في حاضر زيمبابوي ومستقبلها".
ومنانغاغوا هو الرئيس الثاني الذي تعرفه زيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا في 1980. وكان مقربا من موغابي واتُهم بالتورط في حملة ترهيب الناخبين خلال انتخابات عام 2008 عندما انسحب زعيم المعارضة مورغان تشانغيراي من الدورة الثانية بعد مقتل 200 من مؤيديه على الأقل.
وعندما أرغم موغابي على التنحي، اختاره الجيش ليتسلم زمام الأمور في نوفمبر وليقود حزب الاتحاد الوطني الإفريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية. حينها تعهد بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لطي صفحة سنوات من القمع
وقال الرئيس المنتخب إن "زيمبابوي مفتوحة لشركات الأعمال. نريد أن نحقق قفزة كبيرة واللحاق بسائر الدول النامية".
وقال تشارلز لوري من مؤسسة فيريسك مابلكروفت إن "مهمة منانغاغوا لم تكن مجرد الفوز في الانتخابات بل إقناع المجتمع الدولي بأن زيمبابوي تبدأ بداية جديدة من خلال الفوز بطريقة نزيهة وعادلة".
ووصف لوري قمع الاحتجاجات بأنه "عرض واضح حول كيف يعتزم منانغواغوا أن يحكم".
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات أكثر من 80 في المئة في معظم محافظات البلاد العشر. وفاز الحزب الحاكم بسهولة في الانتخابات البرلمانية.
وكان واضحًا أن منانغاغوا البالغ من العمر 75 عامًا هو الأوفر حظًا للفوز، لكن تشاميسا وهو محام في الأربعين من عمره، سعى إلى استقطاب الناخبين الشبان وسكان المدن.
من جانبه، هنأ رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا الرئيس المنتخب وتعهد العمل معه من كثب، داعيًا "كل القادة السياسيين وشعب زيمبابوي الى قبول نتائج الانتخابات".
ولكن تشاميسا كرر اتهام اللجنة الانتخابية ب"سرقة الانتخابات" لصالح الحزب الحاكم مثلما فعلت طيلة عقود.
ورفضت اللجنة الانتخابية المزاعم بالتحيز والتزوير كما أشاد المراقبون الدوليون بتنظيم الانتخابات في أجواء سلمية.
لكن مراقبي الاتحاد الأوروبي قالوا إن المرشحين لم يحظوا بفرص متكافئة، وأن حزب الاتحاد الوطني الإفريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية حظي بتغطية مكثفة في وسائل الإعلام الحكومية.
ودعا تشاميسا انصار المعارضة الى الامتناع عن القيام بأعمال عنف ووعد باللجوء إلى القضاء رغم ان حظوظه بتغيير النتيجة منعدمة تقريبا.
وبدت الشوارع والأسواق مزدحمة كالمعتاد في حين تمركزت شاحنة تابعة للجيش وشاحنتين مزودتين بمدافع مائية خارج مقر حركة التغيير الديمقراطي.
أما في ضواحي مدينة مباري فاحتفل أنصار حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي-الجبهة الوطنية بالفوز.
وقال تنداي مكدازي أخصائي تكنولوجيا المعلومات البالغ من العمر 32 عامًا، "هذه زيمبابوي جديدة، نحن سعداء". 
ولم يبد انزعاجًا من فوز منانغاغوا بفارق ضئيل، قائلًا إن "هذا برهان على أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة".