الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

كنوت همسون.. الثائر على الحضارة

 كنوت همسون
كنوت همسون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الكاتب النرويجي كنوت همسون، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الرابع من أغسطس، واحدًا من أهم الكتاب الذين عرفهم العالم خلال القرن العشرين، وما تزال روايته "الجوع" تعد واحدة من الروائع الأدبية في القرن الماضي.
ولد همسون في 4 أغسطس عام 1859، وقد حاز جائزة نوبل للآداب في عام 1920.
كان ينتمي همسون إلى عائلة ريفية فقيرة في سنوات حياته الأولى، وقد عاش طفولة قاسية في رعاية عمه الذي كان ينتمي إلى الحركة التقوية، وهي حركة دينية تأسست في ألمانيا خلال القرن السابع عشر، وأكدت على الخبرة الدينية الشخصية، ودراسة الكتاب المقدس.
سافر همسون إلى الولايات المتحدة في شبابه، قبل أن يعود إلى بلاده بعد أن مارس العديد من المهن الوضيعة لكسب رزقه، وقد جاءت عودته إلى وطنه بسبب المرض الذي أصابه في غربته، وبعد أن تمَّ له الشفاء سافر من جديد إلى الولايات المتحدة الأميركية، وقد أتاحت له هذه الإقامة الثانية التعرّف على الحياة الأمريكية في جميع جوانبها، وعلى هذه الخلفية، أصدر في عام 1889 كتابًا حمل عنوان "الحياة الثقافية في أميريكا الحديثة"، ثم نشر في السنة التالية مقالًا بعنوان: "الحياة اللا واعية للروح"، وقد انتقد فيه "المادية الأميركية الصاخبة".
وقد أصيب كنوت همسون أكثر من مرة بنوبة عصبية حادة، وفي أواخر حياته اشتدت عليه هذه النوبات حتى لم يعد يعي ما يقول وما يفعل.‏
في عام 1890، أصدر همسون روايته "الجوع" التي حققت له شهرة عالمية واسعة، وفي هذه الرواية يستنكر "الحضارة المادية" وجميع مظاهرها التي "لوثت الحياة الإنسانية" وجعلتها "غير محتملة"، ويقدم إدانة واضحة لها، وهذا ما قام به أيضًا في أغلب الروايات التي أصدرها خلال مسيرته الإبداعية الطويلة، ورغم ذلك، فقد وقف بجانب النازية في أثناء الحرب العالمية الثانية، ورأي أن هتلر قادر على أن "يقيم في ألمانيا مجتمعا جديدًا، متحررًا من كل الأمراض التي جلبتها الحضارة المادية".‏
وقد أضاء النرويجي "أنجار سلاتن كولو"، في كتابه: "كنوت همسون، الحالم والغازي"، جوانب جديدة في حياة صاحب رائعة "الجوع"، وأشار إلى أن بعض أفراد عائلة هذا الكاتب كانوا مصابين بالعفة والجنون، كما ألمح إلى أن السنوات القاسية التي مرَّ بها في طفولته وفي سنوات مراهقته وشبابه خلَّفت في نفسه جروحًا لم تُشف حتى عندما تقدمت به السن، وحصل على شهرة عالمية كبيرة.