الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أطماع الفرس.. "تحرير درنة" يؤكد فشل الدور الإيراني في "ليبيا"

«تحرير درنة
«تحرير درنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«المرشد الإيرانى» اعتبر الحرب الأهلية بوادر «صحوة إسلامية».. و«الأمازيغ» يرفضون مخطط «الاستقلال» 
تقدم إيران نفسها للعالم ضمن سياستها التوسعية، على أنها حامية الأقليات وصوت المستضعفين، وتشارك لأجل ذلك فى حروب بـ«الوكالة» أوبشكل مباشر فى النزاعات الطائفية والمذهبية، فى الجبهات الأربع الأشهر «سوريا والعراق واليمن والبحرين»، إلا أن لـ«إيران» وجهة خامسة نادرًا ما ينظر إليها الباحثون، وهى المغرب العربى، خاصة ليبيا، بعد دخولها فى حرب أهلية موسعة منذ عام ٢٠١١.
تنظر «طهران» إلى المغرب العربى، خاصة ليبيا، على أنها تركتها التاريخية، وهى أحق بها، بالنظر إلى دولتها الشيعية «الفاطمية» التى تأسست منذ أكثر من ألف عام.
كانت البداية الفعلية للوجود الإيرانى فى ليبيا مع انطلاق الثورة الليبية فى ١٧ فبراير ٢٠١١، وما تلاها من حرب أهلية بين الفصائل، التى اعتبرها نظام الملالى بوادر «صحوة إسلامية»، وفق تعبير المرشد الأعلى على خامنئى.
وكثفت إيران خلال تلك الفترة جهودها للحصول على موطئ قدم بين الفصائل السنية المتناحرة، مستغلة الفوضى السياسية والأمنية، والخطاب العدائى عند العامة تجاه الغرب وإسرائيل، باعتبارهما يقفان وراء مخطط تقسيم الوطن العربى والإسلامى.
فحاولت التوغل، مستترة فى الشركات الإيرانية -الموجودة قبل الثورة منذ بداية الألفية الثانية- التى أسست فيما بعد خلايا تبشيرية شيعية بين العاملين فى هذه المشروعات.
هذه «الخلايا» لم تقف عند حد نشر التشيع فحسب، بل عملت على إحياء النزعة العرقية بين العرب والأمازيغ، خاصة المنتشرين فى منطقة جبل نفوسة (من أتباع المذهب الأباضى المقرب من الشيعة) وتشجيع الأمازيغ على الانفصال عن الوطن الأم.
أما الشكل الآخر للوجود الإيرانى فكانت بدايته فى طرابلس، إذ ادعى رجال أعمال لبنانيون أنهم يبحثون فى الداخل الليبى عن رجل الدين موسى الصدر، المختفى منذ أواخر سبعينيات القرن الماضى، ليتم اكتشاف فيما بعد أن مندوبى رجال الأعمال ينشرون كتب التشيع فى مكتبات العاصمة.
ومن ناحية التدخل العسكرى، حاول الإيرانيون، استقطاب بعض قادة الميليشيات وأمراء الحرب، ودعمهم وتمويلهم، خاصة فى مدينة مصراتة، فأرسلت مقاتلى ميليشيا حزب الله اللبنانى، للمشاركة فى حرب الإطاحة بنظام القذافى، من خلال تدريب المسلحين، خاصة الموالين لتنظيم القاعدة، وهذا ما أكده خالد الكعيم، معاون وزير الخارجية الليبى آنذاك فى تصريح إعلامى.
واستمر هذا الدور الإيرانى بعد الثورة إلى الآن، وهو ما أكدته وزارة الخزانة الأمريكية، فى تقريرها عام ٢٠١٦، إذ أثبت تورط إيران فى دعم عبدالحكيم بلحاج، زعيم القاعدة فى ليبيا، حيث عقدت طهران صفقة مع التنظيم عبر القيادى القاعدى عطية الله الليبى (جمال إبراهيم الشتيوى زوبية المصراتى)، وكذلك دعم عادل محمد محمود عبدالخالق من الجماعة الليبية المقاتلة.
حاولت إيران التواجد فى الشرق الليبى عام ٢٠١٣ خاصة مع سقوط حكم جماعة الإخوان بعد الثورة المصرية ٣٠ يونيو، فساندت الهاربين من جماعة الإخوان، والجماعة الإسلامية والجماعات الأخرى؛ لتمكينهم فى الشرق الليبى، وأطلقت بالاشتراك مع تركيا مخططًا لتدريب المقاتلين على يد أبوفهد الرزازى، فى درنة وسرت وبنغازى وفى الجبل الأخضر والصحراء الشرقية، لتأهيلهم لتأسيس ما يسمى بـ«الجيش المصرى الحر».
هذا التنظيم الإرهابى شارك مع غيره من التنظيمات المتطرفة فى احتلال مدينة درنة، كما نظم استعراضًا عسكريا فى شوارع المدينة لإرهاب الأهالى، وفى أبريل ٢٠١٤، أثبتت المعلومات الاستخباراتية حينها، قيام مسئولى الحرس الثورى الإيرانى بزيارة ليبيا سرًا لمقابلة قيادات هذه التشكيل الإرهابى، وتقديم الدعم لهم، الذى تمثل فى أجهزة فك شفرات اللاسلكى، وأجهزة تصوير ليلى.
ويعد تطهير مدينة «درنة» من الإرهابيين الموالين لتنظيم القاعدة -بعد تلقيهم الدعم والتمويل الإيرانى- ضربة موجعة لمخططات إيران فى ليبيا، إضافة إلى أن وعى الأمازيغ الليبيين، بخطورة الدور الإيرانى، الذى تكشف بعد أعوام من دعم الميليشيات التى شاركت فى تدمير الوطن العربى والإسلامى، دفعهم للعمل على وحدة الأراضى الليبية الممزقة، وعدم الانسياق وراء الدفع الإيرانى للمطالبة بالاستقلال، وهذان العاملان وغيرهما كشفا مع الزمن فشل المخطط الإيرانى لتدمير ليبيا.
استمر هذا الدور الإيرانى بعد الثورة إلى الآن، وهو ما أكدته وزارة الخزانة الأمريكية، فى تقريرها عام ٢٠١٦، إذ أثبت تورط إيران فى دعم عبدالحكيم بلحاج، زعيم القاعدة فى ليبيا، حيث عقدت طهران صفقة مع التنظيم عبر القيادى القاعدى عطية الله الليبى (جمال إبراهيم الشتيوى زوبية المصراتى).