السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أطماع الفرس.. الحوثيون.. ورقة طهران لإحياء "الإمبراطورية الفارسية"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحرس الثورى يعد أتباع الحوثى بالدعم الكامل فى 2015.. والجيش الإيرانى يهدد بإرسال قوات لليمن فى 2016
منذ اندلاع ما يُعرف بالربيع العربى الذى هبت عواصفه على المنطقة العربية منذ ٢٠١١، ومنها اليمن، تغير الدعم الذى قدمه نظام الملالى للحوثيين فى اليمن، رغم أن حكومة طهران دعمت ميليشيات الحوثى فى صراعها مع حكومة صنعاء المركزية قبل سقوط نظام عبدالله صالح؛ حيث دعمت أجنحة الحراك الجنوبى فى إطار سعيه لفكِّ الارتباط مع الشمال؛ لمواكبة الظروف السياسية فى الدول الإقليمية، خاصة فى اليمن؛ ما جعل على عبدالله صالح يتحالف مع الحوثيين فى اليمن، وهو ما فتح الباب أمام المزيد من التدخل الإيرانى فى اليمن.


هذا التدخل ظهر بشكل صريح، فى شهر مارس عام ٢٠١٥ حين وجه قائد الحرس الثورى الأسبق محسن رجائى رسالة إلى زعيم ميليشيات الحوثيين فى اليمن يحثه فيها على الاستمرار فى المقاومة ضد عمليات التحالف لإعادة الشرعية فى اليمن؛ حيث وعده فيها باستمرار الدعم الإيرانى لهم، وفى شهر مايو من العام ذاته اعترف قائد فيلق القدس للحرس الثورى الإيرانى «إسماعيل قائاني» رسميًّا بدعم الحوثيين عسكريًّا ولوجستيًّا.
وبجانب الدوافع الإيديولوجية تتمثل رغبة إيران فى ضرب استقرار المملكة العربية السعودية، وكذلك رغبتها فى احتلال جدة والرياض أحد الدوافع لدعم الحوثيين فى اليمن؛ حيث تبرر إيران ذلك برغبتها فى تحرير القدس، وتبرر ذلك بسعيها للبحث عن طريق لفلسطين واستخدام شعار «طريق القدس يمر من مكة والمدينة»؛ حيث يعد بديلًا للشعار القديم «طريق القدس يمر من كربلاء»، ولكنه يتضمن نفس المقصد، ولكن مع اختلاف المحطات نتيجة تحرير كربلاء، وذلك حتى تضفى غطاءً شرعيًّا يمكنها من التدخل فى السعودية؛ وذلك بهدف زيادة نفوذها إقليميًّا وعالميًّا.
تتعدد مظاهر دعم إيران للحوثيين ما بين القوة الناعمة والصلبة، فنجد أن إيران تحرص على إقامة شراكات مع الحوثيين لتغيير التوازنات والمعادلات السياسية اليمنية، وهو ما يعزز نفوذها فى اليمن، ومن ثم يمكنها من التأثير على التوازنات الإقليمية فى المنطقة العربية. كما تزود إيران الحوثيين بالأسلحة المختلفة سواء الثقيلة أو الخفيفة، وكذلك إمدادها بأنواع مختلفة من الصواريخ ومنها الصواريخ المضادة للسفن، وكذلك المتفجرات، ومنها الخراطيم المتفجرة، والتى اكتشفتها القوات الخاصة بالسعودية فى حدودها مع اليمن عام ٢٠١٧.
كما تزود إيران الحوثيين ببعض المتخصصين العسكريين من الشيعة العرب والأفغان؛ وذلك حتى ترفع من كفاءتهم القتالية، كما تسعى إلى تزويدهم بالمهارات والخبرات العسكرية التى يفتقدونها، وكذلك تقديم الخبرات التقنية لتعديل مخازن الصواريخ، وأيضًا تطوير نظام الألغام البحرية.
وفى إطار الحديث عن موقف المجتمع المحلى والدولى من دعم إيران للحُوثيين فيمكن القول: إن إيران تتعرض للانتقادات الشديدة من الساسة والقادة فيها، حيث يرون أن ذلك الدعم لا داعى له، حيث إنها لا تمس المصالح الإيرانية، فليس لإيران عمق استراتيجى فى اليمن، كما أن اليمن غير محتلة من داعش، وكذلك فإنها لا تجاور إسرائيل.
وهناك العديد من الدول المعارضة لدعم إيران للحوثيين، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية - فى ولاية الرئيس ترامب - رغم تأييدها الدور الإيرانى فى دعم الحوثيين فى ولاية الرئيس أوباما؛ حيث ترى أن أنشطة إيران التخريبية فى المنطقة العربية ودعمها ميليشيات الحُوثيين لن تستمر طويلًا، وأنها تخترق قرار مجلس الأمن الدولى رقم ٢٢١٦، كما أكدت رفضها دعم إيران للحوثيين لاستهداف السعودية، وتهديد الملاحة الدولية.
أخيرًا فإن دعم إيران للحوثيين ليس بجديد، ولكنه قد شهد تطورًا؛ نتيجة اختلاف السياق السياسى والوضع الاقتصادي، وما خلفته ثورات الربيع العربى من نتائج تأكدت سلبياتها وعواقبها الوخيمة على استقرار المنطقة، وتعدد مظاهر هذا الدعم ما بين استخدام وسائل القوة الناعمة والصلبة أيضًا، وفيما يتعلق بالرأى العام العالمى لهذا الدعم يمكن القول بشكل عام هناك معارضة شديدة من قبل أغلب الدول، ويمكن القول: إن قيام إيران بدعم الحوثيين يهدف إلى زيادة نفوذها إقليميًّا وعالميًّا، وكذلك لرغبتها فى التدخل لحلِّ الصراعات ما بين الدول كلاعب أساسى فى المفاوضات ومنها السورية والتأثير على أمن السعودية، وكذلك رغبتها فى تحقيق أمنها بالخصم من أمن الدول الأخرى والمنظومة الإقليمية؛ حيث تنظر إلى أمنها كمباراة صفرية؛ إما تكون طرفًا فائزًا وإما خاسرًا فيها.