الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

قال الفيلسوف.. كمال يوسف الحاج والقومية اللغوية

كمال يوسف الحاج
كمال يوسف الحاج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اللغة العربية هي من جملة ضوابطنا التاريخية، التي ينبغي لنا أن نقدسها حتى نزاول القيم العالية، بدون هذه اللغة لن يكون لنا عمارات فكرية شاهقة نتحدى بها الزمن الهروب".. هكذا قال كمال يوسف الحاج، الفيلسوف اللبناني المولود عام 1917، في قرية الشبانية، ومات فيها غيلة أثناء الحرب الأهلية اللبنانية 1976.
هذه النزعة القومية اللغوية، التي حاولت "احياء حركة فلسفية خلاقة تكون اللغة العربية قالبها الأوحد"، وهي محاولة تكرر من أكثر من وجه وان كان من غير سابق معرفة، محاولة مماثلة لزكي الارسوزي، تسجل تراجعا كبيرا في آخر كتب كمال يوسف الحاج "موجز الفلسفة اللبنانية" لتخلي مكانها لنزعة قومية لبنانية، على اعتبار انه لا فاصل بين القومية اللبنانية والفلسفة اللبنانية، وعلى اعتبار ان الفلسفة اللبنانية موجودة منذ مئات بل آلاف السنين، واللبنانولوجيا هو الاسم الذي اختاره كمال يوسف الحاج لمذهبه هذا، اما كيف تكون اللغة عربية والقومية لبنانية، فهذه صعوبة لا تجد لها في موجز الفلسفة اللبنانية حلا إلا عن طريق تمييز مصطنع وغير مقنع بين مفهومي "الأمة العربية" و"القومية اللبنانية.
حصل كمال يوسف الحاج على شهادة الاستاذية في الأدب العربي من الجامعة الأمريكية ببيروت، وعلى دكتوراه الدولة في الفلسفة من جامعة باريس عام 1950، وأصبح بعد ذلك أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية، نقل إلى العربية عام 1946، "رسالة في معطيات الوجدان البديهية" لبرجسون، ثم أصدر دراسة عن رينيه ديكارت 1954، وثانية عن هنري بيرجسون 1955، وفي عام 1956 اصدر "فلسفات" الجزء الأول، وفلسفة اللغة، وهو اطروحته للدكتوراه، ثم اصدر "في القومية والإنسانية" 1957، و"من الجوهر إلى الوجود" 1058، وكان آخر كتبه "موجز الفلسفة اللبنانية" 1974، الذي كان يفترض فيه أن يكون تمهيدا لموسوعة فلسفية ملحمية عن الفلسفة اللبنانية والفلسفة العربية والفلسفة العالمية.
حاول كمال يوسف الحاج في فلسفة اللغة ان ينشئ انطولوجيا للغة باعتبارها "أرقى مظاهر النشاط في الوجدان" وانطلاقا من المعادلة بين اللغة والأم، شدد على الدور القومي للغة العربية، باعتبار أن "الدفاع عن اللغة القومية هو دفاع عن أدق ما في وجدان الأمة"، وفي الوقت الذي نقد فيه "دعاة قتل اللغة العربية"، دعا إلى ان يكون اتصال لبنان بحضارة الغرب "من حرف العربية"، لأنه بدون أن "يصون لبنان عفاف اللغة العربية" لا يستطيع أن يلعب دور الأستاذ و"الإمام" في العالم العربي.