«أنا الصاحب فى وقت الهم فضفضلى أشيل عنك تشيل عني، مين غيرى تحكى معاه.. أنا شايف حياة متقفلة فى وشى ومهما أتعب ما بوصلشي، هفضل كده لأمتى.. يا صاحبى يا صاحبى لينا رب كبير يعنى أتفاءل بالخير، هو اللى عالم بينا وبحالنا».. يأتى صوت الأغنية من بعيد، وكأنه يصف حال «عراقى الشاذلي» مسلم الديانة والذى حالفه الحظ ليلتقى بـ«جرجس» صديق عمره الأمين وشريك الكفاح، تقابلا معًا منذ ما يقرب من ٢٠ عاما، جمعت بينهما التجارة والعمل المشترك ورغم إقامة «عراقي» فى قرية أخرى، إلا أنه قرر مشاركة صديقه «جرجس» فى محله المخصص لبيع «الحدايد والبويات» والواقع بقرية «طنط الجزيرة»، أو بلد الوحدة الوطنية كما أطلق عليها جيرانها بباقى القرى المجاورة. وتوطدت بينهما الصداقة بعد الشراكة، ١٧ عاما، أى قبل صناعة هذا العمل السينمائى الحديث والذى يجسد طباع الشعب المصرى منذ القدم. وعن صديقه القبطى يقول العراقى «أنا شايف الموضوع مش غريب علينا جرجس عشرة عمرى وصاحبى اللى طلعت بيه من الدنيا، كل الحكاية أنى قابلت واحد جدع وأمين وهو شاف فيا الصدق والإخلاص، وقررنا نتشارك مبصناش لاختلاف الدين لأننا فى الأول وفى الآخر ولاد بلد واحدة ولينا رب واحد وهو اللى هيحاسبنا، وتعاليم الإسلام والمسيحية مذكرتش أبدًا إننا نقاطع بعض عشان خاطر اختلاف الدين بالعكس ده الرسول وصانا على النصارى». ويختتم: زفاف بنت جرجس كان من يومين، وكنت شايل همها أكنها بنتى بالظبط روحتلهم من أول النهار أنا وأسرتى وبدأنا نجهز كل حاجة مع بعض وعزمت قرايبى وأصحابى كأنه زفاف بنتي.
