الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مخرج عرض "كتمت" لـ"البوابة نيوز": المشاركة بالمهرجان القومي للمسرح شرف كبير.. والدعاية والإعلانات صعوبات تواجه الإنتاج المسرحي في السودان

حاتم محمد علي مخرج
"حاتم محمد علي" مخرج عرض «كتمت»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أول حوار له بعد وصوله القاهرة.. "حاتم محمد علي" مخرج عرض «كتمت» السوداني:
• العرض على المسرح القومي هو اختبار حقيقي لمسرحية «كتمت»
• العالم الثالث يتوحد في مشكلاته وأهم قضاياه الشباب وحرية التعبير
• نعاني ندرة في دور العرض المجهزة
بعد عناء ومشقة رحلته من السودان إلى قاهرة المعز، التي تحملها فريق المسرح القومي السوداني بأم درمان، ليشارك في فعاليات الدورة الحادية عشرة من المهرجان القومي للمسرح «دورة محمود دياب» وكان لـ «البوابة نيوز» حوار مع المخرج حاتم محمد على مدير المسرح القومي السوداني فور وصوله إلى مقر إقامته بالقاهرة.

• حدثنا عن مشاركة العرض كضيف شرف للمهرجان القومي؟ وكيف تم ترشيح العرض؟
- في الحقيقة لحق الترشيح عدة حوارات طويلة امتدت لفترة طويلة قبل انطلاق المهرجان، حيث كنا نقوم بنشر أخبار العرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومدى النجاح الذي حققه من خلال المقالات النقدية التي كتبت عن العرض، والتي ساهمت بشكل كبير في لفت الانتباه إلى العرض من خلال الصحف والمواقع العربية، وبعض الباحثين والمهتمين بالشأن المسرحي ومنهم الدكتور حسن عطية، الذي طلب منا نسخة من النص المسرحي عند زيارته للسودان.
أما عن المشاركة في المهرجان القومي للمسرح فهي تختلف عن أي مشاركة في أي من المهرجانات العربية، وشاركت بعدد كبير منها إلا أن طبيعة المهرجان القومي للمسرح مختلفة لأنه يضم كافة الأشكال والاتجاهات في الإنتاج المسرحي المصري، بالإضافة إلى كون المسرح السوداني هو ضيف شرف المهرجان وهو ما نعتبره شرف كبير، ويحقق للمسرحية الكثير من الفرص من خلال عرضها على الجمهور المصري. 
كما أن المشاركة تمثل لنا اختبار حقيقي للعرض المسرحي من خلال عرضها أمام مجموعة كبرى من النقاد والمسرحيين المصريين، ما سيعود بالنفع على التجربة المسرحية ونصبح قادرين على رؤية العرض من زوايا أخرى وبعيون مختلفة.

• ماذا عن العرض كتمت والقضايا التي يطرحها؟ 
- في العقود الأخيرة أصبحت دول العالم الثالث تعاني من نفس القضايا والإشكاليات التي تتشابه فيما بينهما، والتي تتمثل في الكثير من التحديات الاجتماعية ومنها قضايا الشباب، وقضايا الفساد والتمييز بسبب العرق أو الدين، وحق التعبير، وكيفية إيجاد المناخ الجيد والجديد لكل صوت ينادي بالتغيير للأفضل وهى إحدى المشكلات التي يعاني منها العالم العربي، وهذا ما يسمى بالمشاكل السياسية والاجتماعية أو التحديات.
ولكن تبقى أزمات التنمية وقضاياها وأزمات الشباب وتطلعات الأصوات الجديدة والأصوات الشابة والتي تظل مكبوتة ومضغوطة، وذلك لتراجع قضايا التنمية أمام أزمة كبرى وهي عدم رؤية الأنظمة الحاكمة لهذه الأصوات التي تنادي بالتغيير وضرورة معالجة قضايا التنمية وهذه الإشكاليات، ومنها قضايا المرأة والنهوض بالمجتمعات. 

• ما أهم الإشكاليات والتحديات التي يواجهها مخرجو المسرح السوداني في ظل هذا المناخ السائد في الآونة الأخيرة؟
- أهم الإشكاليات التي تواجهنا هي الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم الثالث ككل، والذي يرتبط ويتصل بالقضايا والأزمات الاقتصادية، فالمسرح ليس بعيدًا عن هذه التحديات لأنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بجمهوره، وهي إحدى المشكلات التي تتمثل في الإعلان أو تعريف الناس بوجود عمل فني أو عرض مسرحي، فأصبح من المستحيلات أن يكون لديك إعلان في أكثر من وسيلة إعلانية لاسيما القنوات التليفزيونية أو الراديو والصحف الورقية وهي إحدى المشاكل الرئيسية الخاصة بالإنتاج المسرحي.
ولأن المسرح هو من الفنون التي تحتاج إلى دعم وتمويل، لاسيما وأن صمود أي عرض مسرحي واستمراره في العرض أصبح يحتاج إلى جهد كبير وإعلان مستمر، بالإضافة إلى جوده ما يقدم على خشبة المسرح وأن يحقق توقعات وطموحات الجمهور وكيفية المحافظة على استمرار توافد الجمهور، وهذا يحتاج إلى دعم إعلامي كبير.
كما أن الإنتاج المسرحي يعاني فقرًا كبيرًا من حيث تلبية رغبة وتطلعات الممثلين والفنانين والقائمين على العملية الفنية ككل، حتى يخرج عرض مسرحي في صورة كبيرة.

 • ماذا عن دور العرض المسرحية في السودان، وهل هي مجهزة جيدًا؟ وماذا عن الكوادر البشرية المدربة، وأنواع الإنتاج المسرحي في السودان؟
- في الحقيقة هناك ندرة في دور العرض المسرحي في السودان لاسيما المسارح المجهزة جيدًا وتليق بتقديم عروض مسرحية ذات طابع متميز، فهناك 2 من الدور عرض منهم المسرح القومي السوداني بأم درمان والذي ظل صامدًا ضد الزمن، وهو المظلة التي يتنفس من خلالها كل المسرحيين والفنانين بالسودان، وهناك أيضا مسرح قاعة الصداقة، والذي تم تحديثه مؤخرًا إلا أنه يتبع لإدارة مختلفة ويُعد مسرحًا خاصًا وتكاليف إيجاره باهظة جدًا، ولا يستطيع لأي مسرحي أو مخرج حجزه. 
ويضم المسرح القومي بأم درمان الفرقة القومية والتي تضم مجموعة كبيرة من المسرحيين السودانيين من مختلف الأجيال، كما أن هناك لائحة مرنة تتيح لكل مخرج حرية الاستعانة بأي فنانين.
والعروض والتجارب المسرحية في السودان ظلت تقدم باستمرار وتتحايل على الظروف الاقتصادية والمشكلات الإنتاجية. 
وفي النهاية أحب أن أقول أن أحد مكاسب عرض "كتمت" هو عرضه على خشبة المسرح القومي المصري بتاريخه الطويل والممتد لفترات طويلة ومكسب للمسرحين القوميين المصري والسوداني وهذه التوأمة تؤكد قوة العلاقات بين البلدين، ونحن نعمل جاهدين على دعم الحياة المسرحية السودانية بالأعمال المصرية فبيننا تاريخ طويل وجميل وإعادة الروح للعلاقات الفنية المسرحية بين البلدين.
والمسرح القومي المصري له حالة وواقع خاص وصدى أخر بداخل نفوسنا، والمشاركة كضيف شرف هي رسالة أخرى تقدم للعالم العربي وللسودان على عمق العلاقات المصرية السودانية، ونتقدم بالشكر لكل العاملين بالمهرجان القومي للمسرح وعلى رأسهم الدكتور حسن عطية رئيس المهرجان لهذه الاستضافة الكبيرة. 
ويضم الوفد السوداني كل من الناقد الدكتور عز الدين هلالي أستاذ الموسيقى والدراما، والدكتور حاتم محمد أستاذ الموسيقى ومدير فرقة المسرح القومي بالسودان، والمؤلف نصر الدين عبدالله خميس، سينوغرافيا مبارك محمد عمر، إبراهيم الطيب، عادل قطر، محمد حسن صالحين، أمنية فتحي محمد، أمل محجوب داود.