الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محمود صلاح يكتب: مأساة امرأة كانت ملكة (5 -١٢)

مأساة امرأة كانت
مأساة امرأة كانت ملكة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«زقنى.. أنا ملك ديمقراطى»

«الإذاعة» تبث خبر خطبة «فاروق وناريمان»

فاروق: ورثت عن أجدادى أمرين أفهم فيهم كويس جدًا «الستات والدخان»
اللواء الشعراوى يطالب عائلة «ناريمان» بالتوسط له للحصول على لقب الباشوية

الملك: محمد على بتاع دخان.. وجدودى بتوع نسوان.. وأنا كده وده مش عيب وليست تهمة
مصطفى صادق: «أصيلة هانم» أصيبت بعد إعلان الخطوبة بـ«العنطزة والنفخة الكذابة»


قبل إعلان خطوبته الرسمية لناريمان، أرسلها الملك فاروق فى رحلة إلى أوروبا، لتتعلم بروتوكول الحياة الملكية، وتطوف آثار ومتاحف دول أوروبا.. وعهد الملك فاروق إلى عبدالعزيز بدر سفير مصر فى روما بالإشراف على التدريب والدروس التى كان خبراء ومتخصصون وخبيرات يقدمنها لناريمان، والتى أقامت فى دار السفارة المصرية تحت شخصية ابنة عم السفير.


وكان السفير متحمسًا وفخورًا لأن الملك كلفه بهذه المهمة الخطيرة!
لكن زوجة السفير كانت على النقيض تمامًا.. وكانت متعجبة غير مقتنعة من أن الملك فاروق اختار فتاة مثل ناريمان. ليتزوجها ولتكون ملكة على مصر.
بعد عودة ناريمان من أوروبا، بدأ الملك فاروق يتردد عليها فى البيت كل يوم طوال أسبوعين، واعتقد الجميع أن الملك سيعلن رسميًا خطوبة ناريمان فى أية لحظة.
لكن فجأة تطورت الأمور على العكس!
فقد تشاجر فاروق مع «أصيلة هانم» أم ناريمان، لأنها رفضت أن يخرج الملك مع ابنتها فى نزهة بالسيارة عند المساء، خوفًا على سمعة ناريمان من ألسنة الناس، وثار الملك وخرج غاضبًا بعد أن هدد بإلغاء فكرة الزواج تمامًا!
واستنجدت «أصيلة هانم» بمصطفى صادق، عم ناريمان، الذى حضر إليها، وأقنعها بأن الاعتذار هو أفضل وسيلة لإنقاذ الموقف، وكان ذلك من رأى ناريمان أيضًا.
وفى مذكراته يقول مصطفى صادق إنهم اتفقوا على أن تسرع «أصيلة هانم» بالاتصال تليفونيًا بـ«بوللى»، لكى يبلغ الملك بأنها تعتذر، وأنها لم تكن تقصد من موقفها أنها لا تثق بفاروق.
لكن قبل أن تتصل أصيلة هانم بـ«بوللى»
■ قالت لها ناريمان: مامى نقرا الفاتحة الأول.. عشان ربنا يساعدنا!
وقرأ الجميع الفاتحة..
واتصلت «أصيلة هانم» بـ«بوللى». وكان الملك فاروق يتوقع أن تلجأ «أصيلة هانم» إلى الاعتذار. وطلب من «بوللى» فتح الاتصال التليفونى معه عندما تتحدث.
ورد «بوللى» عليها..
ـ وقال لها: الملك جه زعلان قوى.. ودى حكاية مش تمام!
■ قالت له: يا مسيو بوللى لازم تقدر موقفى.. ناريمان دى وحيدتى.. وأنا زى أى أم عاوزة أطمن عليها.
وبدأت تعتذر عما قالته للملك.
وفجأة تدخل الملك فى المكالمة.
■ وقال «لأصيلة هانم»: مش عيب تعملى كده؟
وارتبكت «أصيلة هانم» عندما اكتشفت أن الملك «على الخط» وأنه سمعها!
■ عاد فاروق ليقول لها: يا ستى ما تزعليش.. أنا قررت مافيش خروج ولا حاجة. وأنا جاى عندكم دلوقت!
■■■

وبعد أيام..
قرر الملك فاروق أن يعلن خطوبته رسميًا على ناريمان.
وأذيع الخبر فى الإذاعة.
وسمعه عمها مصطفى صادق فأسرع إلى التليفون يتصل بها ليهنئها. وكانت المفاجأة أن الملك يجلس بجوارها فى البيت.
■ وسألها: مين اللى بيتكلم؟
ـ قالت ناريمان: ده عمى مصطفى.
■ قال لها الملك: خليه ييجى بسرعة.. أنا عاوزه!
وأسرع عم ناريمان إلى بيتها. وعندما دخل وجد البيت مليئًا بالأهل والأقارب الذين جاءوا للتهنئة.
■ صافحه الملك فاروق، وقال له: عرفت يا سى مصطفى إننا ما بنضحكش على حد.. وإننا لما نقول كلامًا مستحيل نرجع فيه؟
لم يستطع عم ناريمان أن يرد!
■ فعاد الملك ليقول له: عاوز أقول لك حاجة. الناس بتقول إنى خطبت ناريمان فى خمس دقايق. وده صحيح. ولازم تفهم إنى ورثت عن جدودى حاجتين. أفهم فيهم كويس أوى.. الدخان والستات.
وصمت الملك برهة..
■ ثم عاد ليقول لمصطفى صادق: فى خمس دقايق ممكن أشم باكو دخان وأقول عليه إنه كويس أو على واحدة ست إنها حلوة.
وضحك فاروق..
■ ثم قال لعم ناريمان: إنت عارف محمد على كان بتاع إيه؟ كان بتاع دخان.. وكل جدودى كمان بتوع نسوان!.. بيقولوا عنى بتاع نسوان.. دى مش تهمة.. ده مش عيب.. والحمد لله إنهم ما قالوش عنى حاجة تانية!
قال فاروق ذلك أمام ناريمان والجميع.
واحمر وجه ناريمان من كلام الملك!
لكنه أيضًا أمام الجميع مد يده إلى شعر ناريمان.. وأخذ يداعبه بأطراف أصابعه!
■■■
وسرعان ما تم تحديد موعد الزفاف الملكى..
وفى هذا الجزء من مذكراته يبدأ مصطفى صادق عن ناريمان فى انتقاد مواقف وتصرفات «أصيلة هانم» أم ناريمان. ويقول إنها ذات يوم اتصلت به، وطلبت منه الحضور على وجه السرعة، لأنها اكتشفت شيئًا خطيرًا!
- وفوجئ بها تقول له: تصور.. أنا كنت فاكرة علب الملبس كلها حاتبقى دهب.. لكنهم غشونا.. وعملوا العلب نوعين. نوع فضة مطلى بالدهب. ونوع عادى خالص ومطلى بالدهب!
ويقول مصطفى صادق: إن «أصيلة هانم» أصيبت على إثر إعلان الخطوبة رسميًا بـ«العنطزة والنفخة الكذابة»!
ولم تعد «أصيلة هانم» زوجة أخيه التى كان يعرفها. وفجأة بعد إعلان خطوبة ناريمان لفاروق تغيرت تمامًا، وبدأت تلعب دور أم الملكة!
ويقول إنها لم تعد تصافحه إلا بأطراف أصابعها!

لكن الرجل -مصطفى صادق- كان أمينًا للغاية. حتى إنه أوضح بكل بساطة كل ما كان يدور فى نفسه بعد زواج ناريمان من الملك. وبعد أن أصبح هو نفسه.. «عم الملكة»!
يقول إنه كان ضابطًا صغيرًا يعمل حسابًا لرؤسائه.. وفجأة وجد جميع رؤسائه يعملون له ألف حساب!
وأصبح عندما يذهب فى الصباح إلى عمله فى رئاسة سلاح الطيران يستقبلونه بالبروجى وكراكون السلاح أمام الباب!
وذات يوم..
طلبه اللواء الشعراوى، مدير سلاح الطيران، ووالد ضابط الحرس الملكى صلاح الذى فكر ذات يوم فى أن يخطب ناريمان.
- وأغلق الرجل باب المكتب، وقال له: إنت عارف حكاية صلاح ابنى، ويمكن الملك يسمع أنه تقدم فى يوم لخطبة الملكة ناريمان. اعمل معروف لو سأل قوله إننا تقدمنا وإنكم إنتم اللى رفضتوه.
■ رد مصطفى صادق: دى مسألة بسيطة..
ـ قال له اللواء الشعراوى: ومسألة تانية.. إنت عارف إنى أقدم لواء فى الجيش. لكن الظاهر حظى واقف.. إيه رأيك إنك تتكلم مع الملك عشان ينعم علينا بالباشوية؟!
■ رد مصطفى صادق: والله يا أفندم حاعمل جهدى.
وذهب مصطفى صادق فعلًا، وتحدث مع الملك فاروق فى الأمر..
■ فقال الملك فاروق: هو أنا بأعطى الرتب؟ خلى حيدر يرشح اسمه.. وأنا موافق يا سى مصطفى!
■■■
وذهب مصطفى صادق إلى الفريق حيدر، وهو فطين أنه سيوافق. لكن حيدر رفض..
- وقال له: لو أنعم الملك عليه بالباشوية سيهيج الضباط كلهم.. اعمل معروف يا سى مصطفى سيبك من الموضوع ده!
■■■
ويعترف مصطفى صادق فى مذكراته بأنه بدأ يفكر فى المكاسب التى يجب أن يحصل عليها بعد أن أصبح.. «عم الملكة»!
ويقول: بعد الزواج الملكى أصبح وضعى شاذًا غريبًا. فقد كنت ضابطًا فى سلاح الطيران برتبة قائد سرب. وكنت أعيش فى شقة صغيرة تتكون من أربع حجرات فى شارع أبوبكر الصديق بمصر الجديدة. ولم يكن إيجار الشقة يزيد على سبعة جنيهات فى الشهر. بينما كان مرتبى أربعين جنيهًا. لكن هذا كان قبل أن تصبح ناريمان ملكة. وكان راتبى يكفينى. لكن بعد أن تغير الوضع أصبحت التزاماتى تزيد على الخمسمائة جنيه كل شهر. واضطررت لأن أبيع عدة أفدنة كنت قد ورثتها عن والدى حتى أغطى التزاماتى. فقد كان علىّ أن أبدو فى المظهر المشرف كعم للملكة ونسيب للملك!
وذهب مصطفى صادق ذات يوم إلى «أصيلة هانم» أم الملكة ناريمان..
■ وقال لها: إيه الحكاية.. ما فيش مساعدات ولّا إيه.. هو الملك مش يكون فى عينه نظر، ويعمل لنا ترتيب؟
لكن «أصيلة هانم» قلبت شفتها حسرة..
ـ وردت عليه، قائلة: كلنا فى نفس الحالة يا سى مصطفى.. لا أبيض ولا أسود!
كان على الاثنين أن ينتظرا الفرج!
كان فاروق قد سافر ليقضى شهر العسل مع ناريمان فى كابرى..
لكن العسل.. سرعان ما تحول إلى بصل!
فقد بدأت المشاحنات والمشاجرات بين فاروق وناريمان. وكان السبب دائمًا هو إلحاح ناريمان على أن تخرج مع فاروق عندما يخرج للسهر كل ليلة. ما جعل فاروق يتضايق ويشعر بالتبرم منها.
ـ وذات ليلة همست إحدى الوصيفات فى أذن ناريمان، قائلة: الحقى.. الملك سهران مع بنت حلوة فى الكازينو!
وظلت ناريمان مستيقظة حتى الفجر!
وفى كل ليلة يعود فيها فاروق من سهراته عند مطلع الفجر. كانت تنشب مشاجرة بينه وبين ناريمان!
وقرر فاروق أن يدعو مصطفى صادق عم الملكة للحضور إلى كابرى ليهدئ من ثورتها. ويبقى معها خلال سهرات الملك فى الليل!
■■■

ذات يوم اتصل أحد رجال قصر عابدين بمصطفى صادق..
■ وقال له: جهز نفسك عشان تسافر بكره.
ـ سأله عم الملكة: خير.. حصل حاجة؟
■ قال له: ما أعرفش.. لكن دى تعليمات الملك.
ـ قال مصطفى صادق: والباسبور.. أعمل فيه إيه؟
■ قال له موظف القصر: ما تحملش هم.. إحنا طلعنالك باسبور خاص.. وفيه حاجة تانية. الملك عاوزك تسافر خفيف. يعنى تاخذ معاك شنطة صغيرة وغيارين وبس!
ونفذ مصطفى صادق التعليمات..
ولم يحمل معه ملابس كثيرة. ولم يخطر على باله أبدًا أن الملك فاروق كان يدبر له مقلبًا.. على طريقة الملوك!
وسافر مصطفى صادق إلى كابرى..
وفوجئ عندما دخل فندق «سانت أوجست» الذى كان ينزل فيه الملك والحاشية بفاروق يستقبله استقبالًا باردًا..
عندما دخل كان فاروق يلعب الطاولة مع فريد الكسان..
■ وقال له: إنت جيت يا سى مصطفى.. وروه أوضته!
لكن المفاجأة أن ناريمان أيضًا التى كانت تجلس إلى جوار الملك. استقبلت عمها بنفس البرود!
وصعد مصطفى صادق إلى حجرته، وهو فى غاية الحيرة والارتباك من هذا الاستقبال. لقد كان سعيدًا، وهو جالس فى الطائرة لأن الملك استدعاه. وكان على استعداد لتقديم أية خدمة للملك حتى يكسب رضاه ويتقرب منه. لكنه صدم بهذا الاستقبال البارد!
لكن باب الحجرة سرعان ما انفتح ودخلت ناريمان. وأسرعت فى تأثر تلقى بنفسها بين ذراعى عمها..
- وقالت له، وهى تبكى: ما تأخزنيش يا أونكل لأنى قابلتك كده.. أصلى كنت خايفة الملك يرجعك.. وأنا هنا باسمع كل شىء يقولوه لى!
■ سألها عمها: يرجعنى ليه.. هو أنا عملت حاجة؟
ـ ردت ناريمان ودموعها فى عينيها: أصل الوصيفات قالوا لى الملك بيكره إنك تهتمى بحد غيره. حتى لو كان أبوكِ أو عمك!
***
وبدأت الملكة ناريمان تروى لعمها قصص الخلافات بينها وبين فاروق. بسبب إصرارها على أن ترافقه فى كل سهراته.
ـ قال لها عمها: لازم تتصرفى بحكمة.. ومش ضرورى تثيرى مشاكل معاه!
■ قالت ناريمان: يا أونكل ده سايبنى.. وبيخرج لوحده.. وعمره ما بيجى إلا مع وش الفجر!
يقول مصطفى صادق فى مذكراته إن ناريمان كانت لا تزال طفلة فى تصرفاتها. ولم تستطع أبدًا أن تستوعب الظروف التى عاشها فاروق قبل أن يتزوجها. وكانت تبكى كلما رأته خارجًا فى سهرة، وتتعلق بذراعيه!
وطلب فاروق من مصطفى صادق عم الملكة أن يظل معها كل ليلة حتى تنام. وبعد ذلك يلحق به حتى ينتهى من سهرته!
وذات ليلة كان جالسًا إلى جوار الملك..
ونظر إليه فاروق ثم انفجر فى الضحك..
■ ثم قال له: تعرف.. أنا ضربتك مقلب مظبوط.. خليتك تيجى بسرعة وببدلة واحدة.. وأنا قاصد إنك تقعد معانا على طول!
ثم ضربه فاروق على كتفه..
■ وقال له، وهو يقهقه: تعيش يا سى مصطفى.. وتاخد غيرها!
ويروى مصطفى صادق بقية ما حدث له فى كابرى. فيقول إن نقوده نفدت. لأنه كان يتصور أنه لن يبقى سوى يوم أو يومين. وذهب إلى ناريمان ليستدين منها فاكتشف أنها لا تحمل نقودًا. وسأل يوسف رشاد الذى كان ضمن الحاشية فوجده هو الآخر مفلسًا!
ومضت أيام قبل أن يكتشف مصطفى صادق. أن الملك فاروق له حساب مفتوح فى أى مكان. وأن من حق مرافقيه وحاشيته أن ينفقوا ما يشاءون.. على حساب صاحب الجلالة!
وقد اكتشف ذلك بالصدفة..
ذات ليلة دعاه يوسف رشاد لتناول كأس ويسكى فى بار الفندق.
ـ وسمعه يقول للبارمان: يمكنك أن تضيف الحساب.. على حساب صاحب الجلالة!
وفى مساء اليوم التالى.. وجه مصطفى صادق الدعوة ليوسف رشاد لتناول كأس ويسكى.. على حساب صاحب الجلالة!
■■■
وبعدها.. أصبحت كل نفقاته.. على حساب صاحب الجلالة!
ثم يعود مصطفى صادق فى مذكراته إلى العديد من تصرفات الملك فاروق الطائشة!
فيقول إنه ذات يوم كان واقفًا بجوار حمام السباحة فى سان ريمو. عندما اقترب منه الملك فاروق..
- وهمس فى أذنه: مصطفى.. زقنى فى الميه بسرعة.. أنا عاوز الناس تقول إنى ملك ديمقراطى!
- قال له مصطفى صادق فى دهشة: يا مولانا.. أزقك إزاى فى الميه؟
- قال له فاروق بلهجة جدية: الناس كلها بتلعب.. زقنى بسرعة!
وهنا رفع مصطفى صادق يده. ودفع الملك إلى حمام السباحة.. «بكل احترام»!
وأخذ الملك وهو فىالمياه يضحك حتى يلفت الأنظار لما حدث. ثم خرج بعدها ليبدأ لعبة جديدة. فكان يبحث عن الوصيفات ويلقى بهن فى الماء. وهو يتصور أن ذلك سيجعل المشاهدين يعتقدون فعلًا أنه ملك ديمقراطى!
وفى هذه اللحظة..
ظهرت السيدة تاتو أبوالعز وصيفة ناريمان!
وشاهدها الملك، وهى ترتدى ملابسها كاملة. فأسرع ناحيتها. ثم دفعها لتسقط فى الماء، وهى تصرخ من المفاجأة!
وانفجر فاروق فى الضحك كعادته..
ولم تتغير ملامحها عندما صعدت وصيفة الملكة من الماء. وهى ترتعد من البرد. وملابسها كلها مبتلة. وتلوثها الدماء!
وثارت وصيفة الملكة فى وجه الملك!
وبدأت تصرخ فى عصبية
■ وتقول: دى مش أصول.. ده كلام فارغ!
وتدخل أحد رجال الحاشية محاولًا أن يهدئ من ثورتها..
ـ وقال لها: وإيه يكون العمل لو رجعت مصر.. ولقيتى جوزك فى السودان؟ ده ضابط ولازم ينفذ الأوامر!
ويبدو أن فاروق كان يستمع لرجل الحاشية!
فقد لمعت عيناه..
■ وقال: فكرة كويسة.. برقية حالًا لمصر عشان ينقلوه السودان!
■■■
كانت ناريمان صغيرة السن بلا خبرة..
ولم يكن عندها القدرة على مواجهة دسائس الحاشية التى تحيط بالملك فاروق. وكانت معظم سيدات الحاشية.. ضد ناريمان ويحاولن الإيقاع بينها وبين الملك!
الوحيدة التى كانت فى صف ناريمان.. كانت تاتو أبوالعز وصيفتها!
ولم تكن ناريمان تعرف أن وصيفات الملكة يتم اختيارهن من العائلات الكريمة. وكانت تظن أن الوصيفة.. مجرد خادمة!
حتى إنها ذات يوم مدت ساقيها لوصيفتها تاتو أبوالعز: وطلبت منها أن تساعدها فى خلع حذائها!
لكن الوصيفة أعطت الملكة درسًا فى اللياقة والأدب!
واعتذرت الملكة.. للوصيفة!
ولم تكن ناريمان تعرف ماذا تفعل أمام مكائد سيدات الحاشية..
ـ وذات يوم قالت لها ناهد رشاد: إنت حاتعذبى نفسك لأمتى.. سيبيه واهربى بجلدك!
وانتهى شهر العسل.. لكن الرحلة لم تنتهِ!
طال شهر العسل حتى أصبح أربعة شهور. وكان الملك قد خطط لجولة فى بعض البلدان الأوروبية..
وكان يحاول أن يكون لطيفًا مع ناريمان.
خاصة عندما ظهرت علامات الحمل عليها فى مدينة «كان». وكان بالطبع يريدها أن تنجب له ولدًا.
■ وذات مرة قال لها، وهو يضحك: لو جبتى بنت.. حاخرب بيتك..
وعندما وصلوا إلى فيلا داستى..
طلبها لترقص معه التانجو‍!
لكنه كان يرقص بطريقة عسكرية وبمنتهى الوقار. حتى لا تضيع هيبته كملك!
ورفض أن يرقص معها أحد.. إلا عمها مصطفى صادق!
ومن ناحيته فكر مصطفى صادق عم الملكة فى أن يقف مع ناريمان موقف الدفاع السلبى أمام دسائس ومؤامرات رجال وسيدات الحاشية. حتى لا تكون شكواه سببًا فى مضاعفات عكسية عند الملك. الذى قد يغضب ويأمر بعودة عم الملكة على أول طائرة إلى مصر!
الملكة ودسائس الحاشية
كانت ناريمان صغيرة السن بلا خبرة..
ولم يكن عندها القدرة على مواجهة دسائس الحاشية التى تحيط بالملك فاروق. وكانت معظم سيدات الحاشية.. ضد ناريمان ويحاولن الإيقاع بينها وبين الملك!
الوحيدة التى كانت فى صف ناريمان.. كانت تاتو أبوالعز وصيفتها!
ولم تكن ناريمان تعرف أن وصيفات الملكة يتم اختيارهن من العائلات الكريمة. وكانت تظن أن الوصيفة.. مجرد خادمة!
حتى إنها ذات يوم مدت ساقيها لوصيفتها تاتو أبوالعز: وطلبت منها أن تساعدها فى خلع حذائها!
لكن الوصيفة أعطت الملكة درسًا فى اللياقة والأدب!
واعتذرت الملكة.. للوصيفة!
ولم تكن ناريمان تعرف ماذا تفعل أمام مكائد سيدات الحاشية..
ـ وذات يوم قالت لها ناهد رشاد: إنت حاتعذبى نفسك لامتى.. سيبيه واهربى بجلدك!
وانتهى شهر العسل.. لكن الرحلة لم تنتهِ!
طال شهر العسل حتى أصبح أربعة شهور. وكان الملك قد خطط لجولة فى بعض البلدان الأوروبية..
وكان يحاول أن يكون لطيفًا مع ناريمان.
خاصة عندما ظهرت علامات الحمل عليها فى مدينة «كان». وكان بالطبع يريدها أن تنجب له ولدًا.