الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حقول الغاز الشمسي - 2

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدثنا فى المقال السابق عن الغاز الطبيعى وحساسيته المفرطة للأحداث العالمية مما يؤثر مباشرة، وبشكل سلبى، على امداداته وأسعاره، وانتهينا إلى تعادل الكهرباء المنتجة حاليًا من محطات الخلايا الشمسية - تقريبًا - مع كلفة الغاز المستخدم فى المحطات الحرارية. 
ونتحدث اليوم عن إرهاصات الطاقة الشمسية، فطبقًا للتطورات المتسارعة فى السوق العالمية، تهاوت أسعار الخلايا الشمسية بنحو تسعين فى المائة مما كانت عليه منتصف العقد الماضى. ففى ذلك الوقت، لم يكن الاستثمار فيها أمرًا محبذًا مع أسعار تخطت السبعة ملايين دولار للميجاوات مركب، لتتجاوز تكلفة الإنتاج 13 سنت دولار لكل كيلوات ساعة، أى ثلاثة أمثال كلفة الرياح، والتى لم تبلغ سعر الميجاوات، حينها، 1،3 مليون دولار.
فى ذلك الوقت، هيمنت الشركات اليابانية، على الأسواق العالمية بنسبة تخطت 55%، بينما توزعت النسبة الباقية بين الشركات الأوربية والأمريكية، وبعض الدول الآسيوية كالصين والهند وماليزيا. ولحث المواطنين على الاستثمار فى نظم الخلايا الشمسية أعلى الأسطح أُعلنت برامج تعريفة تغذية Feed-in-Tariff بالغة الكُلفة، فأقرت ألمانيا 45 سنت يورو لكل كيلوات ساعة، تلتها إسبانيا بسنوات بنحو 35 سنت يورو، ولحث المستهلكين على الاستثمار، أعلنت عن خفض سعر التعاقد سنويًا، بمعنى أن من يتعاقد هذا العام يحصل على سعر أعلى من نظيره فى العام المقبل. إلا أن الحكومة الإسبانية أوقفت البرنامج فى يناير 2012 جراء العبء المادى على الميزانية. 
فى تلك الأثناء، وتحديدًا عام 2004، أصدرت الصين قانون الطاقة المتجددة ليعبر عن إرادة سياسية لتعظيم الاستثمار فى الطاقة المتجددة، أردفته بهدف إنشاء 1000 ميجاوات من طاقة الرياح بنهاية العام التالى. بدا الهدف طموحًا أكثر من اللازم، فألمانيا التى تتصدر مشهد طاقة الرياح حينها لم تزد قدراتها المضافة سنويًا عن بضع مئات من الميجاوات، إلا أن الإحصاءات أظهرت تخطى الهدف بإنشاء 1500 ميجاوات ليتأكد العالم أن هناك تحركًا صينيًا جادًا وغير مسبوق، فاتجهت الشركات العالمية لفتح خطوط إنتاج ودخلت أخرى فى شراكات صينية، وافتتحت المكاتب الاستشارية العالمية فروعًا لها هناك. ليس هذا فحسب، فالصين التى اعتادت أن تدهش العالم، اتبعت منهج مضاعفة القدرة سنويًا، فبلغت قدراتها فى العالم التالى 3000 ميجاوات، ارتفعت فى الذى يليه إلى 6000، وهكذا، حتى أزاحت ألمانيا عن الصدارة فى عام 2010، ولم يكد العالم يفيق حتى استيقظ على تسونامى صينى فى مجال الخلايا الشمسية، وللحديث بقية.
mohamed.elkhayat@yahoo.com