الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما هذه القسوة، وهذا السواد الدامس الذى طمس على قلوبكم؟ من أنتم أيها المدعون للتدين؟ ومن أين جئتم بكل هذه القسوة؟ من أنتم يا من نصبتم أنفسكم المتحدثين باسم الله على الأرض؟ وتقومون بأعمال الله نيابة عنه وكأنه أعطاكم توكيلا منه بذلك، (حاشا لله)،
هؤلاء الظلاميون يكفرون هذا ويلعنون هذه، ويوزعون الجنة والنار على الخلائق كيفما شاءوا وكأنهم ملاكها، كيف لإنسان أن يشمت فى موت إنسانة لم تؤذه، ولم يكن حتى يعرفها، ويشمت فى موتها وكأنه المخلد الذى لن يأتيه الموت أبدا؟، كيف يجرؤ على صب اللعنات وقذفها بالعهر بعد أن ماتت وذهبت إلى رب كريم غفور رحيم؟ ألم يتذكر هؤلاء اللاعنون المتسترون بعباءة الدين قول الرسول الكريم «اذكروا محاسن موتاكم؟» لم يقل لكم العنوهم وادعوا عليهم بالجحيم!، يا من تدَّعون الفضيلة وأنتم تهللون إلى سبى النساء ونكاح البهائم ونكاح الزوجة الميتة وإرضاع الكبير، وكأن الأسلام نزل من السماء لفرض قيود على المرأة فقط!!!، وتنشرون الكراهية بين الناس وتحرضون ضد من يخالف فكركم العنصرى المريض، إن الدين معاملة قبل أن يكون حجاب وجلباب، الدين إنسانية، يا من لا تعرفونها، فالإنسانة هياتم رحمها الله وغفر لها كانت متشبعة بالقيم الإنسانية، وبشهادة كل من يعرفها قريب أو غريب، وكانت محبة للوطن وللخير، فقامت بزيارة أبطال الشرطة المصابين فى أحداث مذبحة كرداسة الإرهابية، ولم تحرض يوما ضد الوطن كما يفعل أصحاب الذقون والجلابيب، ومن يسير على نهجهم وفكرهم المتطرف ولم تقتل ولم تسرق ولم تؤذ أى إنسان، بل كانت محسنة لوجه الله ساعدت الكثير من الأسر الفقيرة والمريضة وساعدت كل من لجأ إليها من أصدقاء وأقارب وجيران.
كانت إنسانة طيبة القلب، أما اللاعنون الشامتون فى موتها، فمنهم من لديه الملايين من الأموال، ولم نسمع أنه ساعد فقيرا أو ساهم فى مستشفى أو مدرسة أو صندوق «تحيا مصر»، بل يشترون القصور والسيارات الفارهة ويتزوجون بأكثر من زوجة تصغرهم بعشرات السنين، هؤلاء المرضى النفسيون موزعو صكوك الغفران، إن من يستحق اللعنات ليل نهار أنتم وأمثالكم، من الإرهابيين والخونة، والمرتشين ومن يهينون ويعذبون المرأة والطفل تحت مسمى تهذيب وتأديب باسم الدين والدين برئ من أمثالكم. 
لقد شوهتم صورة الدين، بأشكال وتعاليم مخيفة ومرعبة، ضد الإنسانية، حتى تتمكنوا من السيطرة على المجتمعات، إن الراقصة بإنسانيتها وقلبها الطيب أفضل منكم ومن زيفكم وكذبكم وتجارتكم بالدين.
قال الله تعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ»، وقال أيضا: «وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»، إذًا فالحكمة ورقة القلب والإنسانية هى السبيل إلى الله، وليس الجلباب أو الذقن والحجاب. 
أنتم تنفرون الناس من الإسلام بفكركم المتشدد المريض، وعنصريتكم الفجة. 
الإنسان حسابه مع الله وحده فهو الأعلم بعبادة وهو يدخل من يشاء فى رحمته، وليس أنتم أيها الضالون المضلون، فهى إنسانة طيبة توفاها الله، فما علينا إلا الدعاء لها بالرحمة من الله عز وجل طالما أنها لم تؤذ إنسانا ولا حيوانا، فلنترحم عليها وعلى الطيبين، أما أعداء الإنسانية الظلاميون فلهم الخزى والعار والاحتقار، هؤلاء اللاعنون لو نظروا لأنفسهم لوجدوها مليئة بالأخطاء الفادحة، والتى لا تغتفر لما اقترفوه من ظلم للغير، لكن أخطاءهم فى الخفاء دائما ويظهرون بمظهر المتقين الأخيار، يا من لعنتموها وقذفتموها بعد موتها من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.