تلعب الدولة دورا في توفير المواشي، من خلال استيراد كميات كبيرة منها، بجانب استيراد اللحوم المستوردة بالتزامن مع اقتراب حلول عيد الأضحى وهو الأمر الذي يفتح الباب أمام فتح الحديث حول أنواع المواشي وكيفية التفريق بين اللحوم المستوردة وبين اللحم البلدي، لاسيما مع وجود اتهامات تجاه اللحوم المستوردة في بعض الأحيان بضعف الجودة وعدم خضوعها للمعايير السليمة في التخزين والذبح، بل ويذهب البعض كذلك إلى أنه لا رقابة على تلك اللحوم وهل هي لحوم مهرمنة أم أنها سليمة.
وقالت الدكتورة عفاف عزت خبيرة التغذية، إن استيراد لحوم الأبقار الذي يحدث أمر له علاقة بنقص المخزون في مصر وهو ما يجعل العملية اقتصادية بحتة ويقرر المواطن في النهاية اختيار طبيعة أنواع اللحوم التي يرغب في شراؤها إما مستوردة أو محلية.وأضافت أن اللحوم المستوردة تمتاز بأنها رخيصة السعر مقارنة باللحوم البلدي ولهذا فإن المواطنين القادرين على الشراء البلدي يمكنهم شراؤها ومن يرغب في شراء اللحوم المستوردة سيشتريها وهو ما يشير إلى أن استيراد اللحوم المستوردة للتوفيق بين الفئات الاجتماعية المختلفة بجانب سد العجز أيضًا.
وحول معايير الاختيار قال الدكتور حمدي خطاب، أستاذ التغذية بقسم الإنتاج الحيواني بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند شراء الأضحية من بينها الحيوية والقوة والسلامة وهو ما يمكن الاستدلال عليه بالعديد من الأمور مثل لمعان وحيوية الصوف كما يجب التأكد من وجود لحمة بمنطقة القطانية وبوزن مناسب.
وتابع: يجب ربط العمر بالوزن حيث إن العمر الأنسب عادة يكون من عام إلى عام ونصف وبوزن 50 كيلو جرامًا إلى 60 كيلو جراما، مضيفا أنه من الأفضل شراء المواشي الصغيرة السن.
وحول الأخبار التي تتداول بين الحين والآخر بخصوص اللحوم المستوردة قال الدكتور سيد جاد المولي، رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطرى سابقًا، إن أولى الخطوات التي تتم فور وصول اللحوم أو رؤوس المواشي المستوردة من الخارج فحصها من قبل وزارة الزراعة والحجر البيطري للتأكد من سلامتها ومن خلوها من أية أمراض أو هرمونات.
وتابع: المعايير القياسية المصرية ترفض استيراد الحيوانات التي تمت معالجتها بالهرمونات الصناعية في أي طور من أطوار حياتها كما يجب ألا تتعدي الهرمونات الطبيعية المعدلات الطبيعية بالجسم، مضيفا أنه لا يوجد أي صعوبة في فحص تلك اللحوم والمواشي وفي حالة وجود أي مشاكل تشير إلى تأثيرها السيء على المواطنين يتم على الفور تجميدها ووقف استخدامها بالأسواق.
ويبقى من الآن عشرين يوما على بداية عيد الأضحى ما يجعل البيت المصري في حالة تأهب استعدادا لشراء الأضاحي ولحم العيد قبل اقتراب العيد تجنبا لارتفاع الأسعار وزيادة الطلب على اللحوم.
طالبت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية حقوق المستهلك وعضو بمجلس إدارة جهاز حماية المستهلك المستهلكين بتوخي الحذر من العروض المغرية اقتراب عيد الأضحى، لافتة إلى أن بعض المحال التجارية أو الأماكن الخاصة ببيع الشوادر تعرض اللحوم بأسعار متدنية مقارنة بالأسعار التي في السوق وهو ما يجب الحذر منه حتى لا يقع المستهلك فريسة في يد تجار اللحمة الفاسدة، التي يحاولون بيعها للشارع، مشيرة إلى ضرورة التأكد من ملصقات التغليف التي تغلف هذا النوع من اللحوم والتأكد من المكان وسمعته الذي يتم منه الشراء.
وطالبت من المستهلكين مراعاة عدم شراء اللحوم من أماكن غير معروفة مشددة على ضرورة استمرار أداء الأجهزة الرقابية لدورها من خلال القيام بالضبطيات في المناطق المختلفة من خلال تغطيتها وخاصة في الأحياء والمناطق الشعبية.
