في مارس الماضي، صدر عن دير أنبا مقار آخر كتاب للأنبا إبيفانيوس، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام بعنوان "ميامر الأعياد الإلهية للأنبا بولس البوشي أسقف مصر"، من مخطوطات دير أنبا مقار، حيث قدم تحقيق للمخطوطات التى تتناول "ميمر" هي كلمة سريانية معناها (قول) وهو مقال أو سيرة قديس، والجمع هو ميامر.
ومن سطور الكتاب جاء "كما أنه من العدم إلى الوجود كوَّنها، فلما فقدت (نعمة) الوجود الأبدي، كان من عدله أن ينقلها من عدم الحياة إلى البقاء الدائم في الملكوت بلا انتهاء، كما يليق به، فلم يوصِّل إلينا ذلك بلاهوته الأزلي، لأننا غير قادرين على احتماله، بل تفضَّل وتجسَّد وأوصل الحياة الأبدية بجسده باتحاده بلاهوته الأزلي، ثم ظهر غالبًا للموت والفساد بقيامته المقدسة، وأوصل إلينا نحن تلك الحياة بالنسبة (أي بواسطة) إلى ذلك الجسد المأخوذ منا، لأنه كما صار الموت الذي قبلناه من أبينا آدم (إذ) لم يكن غريبًا منا، بل قبلناه بالنسبة إليه؛ كذلك هذه الحياة أيضًا لم تَصِر غريبة منا، بل صارت إلينا بالنسبة لتجسُّد الإله الكلمة، والمعمودية، والاشتراك أيضًا بذلك الجسد المُحيي بأخذنا من سرائره المقدسة".