الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أسنات إبراهيم تكتب: تعددت السيناريوهات وقاتل الأنبا أبيفانيوس واحد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سنوات من العمر مرت وأنا أقرأ عن الصراع الدامي بين الأب متى المسكين "رئيس دير أبو مقار السابق" والكنيسة الأرثوذكسية، ومع كل أزمة يتطرق إلى ذهني نفس السؤال والذي حتى يومنا هذا بلا إجابة "لماذا؟" فمن هو المسكين، سوى راهب اعتكف يدرس ويكتب، وإن جاز التعبير فهو مجرد عدد من الكتب، التي يتم عرضها في المكتبات خارج أسوار الكنائس. 
لم أسمع يومًا أنه قام بعمل مؤتمر دولي أو حتى إقليمي، لم يجمع "المسكين" المسيحيين من حول العالم واعتلى المنبر يعظهم بتعاليمه اللاهوتية وعظاته الروحية، ولا أخذ يطوف الكنائس معلمًا؛ فلماذا تزعجهم تعاليمه وكتبه والتي مُنعت من العرض داخل أروقة الكنائس في عهد الراحل البابا شنودة الثالث، وبعد أن اعتلى البابا تواضروس الكرسي المرقسي سمح بعرضها في معرض الكتاب القبطي الذي ينظم بالكاتدرائية ولمرة واحدة فقط دخلت كتب المسكين سور الكاتدرائية، وقام حافظو أو من يدعون بأنهم يحمون الإيمان والعقيدة المسيحية ولَم يهدأ لهم بال إلا بعد أن عادت الكتب من حيث جاءت.
وما أفهمه وتعلمته ودرسناه جميعًا، أن الفكر يقابل بالفكر والحجة بالحجة، فعلى مدار ثلاثين عامًا يكتب المسكين وتنتشر كتبه ويزداد اتباعه وتلاميذه، فلماذا لم ينجح حماة الإيمان والعقيدة في دحض أفكاره وتعاليمه -وأنا هنا لستُ بصدد مناقشة صحة التعليم من عدم صحتها- فالأمر خرج خارج أُطر الفكر والإيمان والعقيدة، فأصبح "عداوة وكراهية". 
فأين دين المحبة والبذل والتضحية؟ أين المسيح من هذه الأحاديث والأحداث، من أقامكم على الإيمان المسيحي حماةً؟ وأي إيمان تحمون، وممن تحموه؟ ومن أين لكم تلك النظرة المتعالية والغرور والكبرياء بمنطق "العلم"، فالمسيح الذي أعرفه وتعلمت من عظاته بالكتب المقدسة كان وديع ومتواضع القلب، أجيبوني على أي مرآة تنظرون، وأي مقياس تتبعون؟!. 
وفِي نهاية القصة الحزينة يقتل رئيس دير أبو مقار ما بين قلايته والكنيسة، وأيًا كان القاتل والسيناريوهات المطروحة ففي النهاية "الكراهية" هي القاتل الحقيقي، فإن كان إرهابي يريد شق الكنيسة من الداخل فأنتم من مهّدتم له الطريق وأوجدتم أرض المعركة، وإن كان راهب فهو نبتة شجرة "الكراهية" التي زرعتموها. 
لم يعد يهم من القاتل، فالمعركة مستمرة وتتساقط شجرة المحبة ورقة تلو الآخرة، ما بين الشماتة في الموت، وتبادل الاتهامات، وارتداء الذئاب لملابس الحملان. 
وفِي النهاية قتلك يا أبي آلمني كما ألمَّ الكثيرين، ولكنه كان كاشفا لمقابر الكراهية والتي اتخذت من الإيمان والعقيدة غطاء لها، وهذا أشد ألمًا من آلام القتل.