الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

احتفالية مدارس الأحد تضع الأب متّى المسكين في مرمى النيران مجددًا

احتفالية مدراس الأحد
احتفالية مدراس الأحد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صورته فى احتفالية مدارس الأحد يشعل فتيل الأزمة بين الأقباط 
مؤيدون: مبادرة لإعطائه حقه.. ورافضون: طمس للتاريخ الكنسى ونكاية فى البابا شنودة 
«عظما رزقا» تشن هجومًا على «فيسبوك»: لن نسمح بتزوير تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية 
عضو بـ«حماة الإيمان»: الصورة بمثابة سقطة لمنظمى حفل مدارس الأحد.. وجرجس فريد: مهاجموه يعتقدون أنهم وحدهم على دراية بالعقيدة الأرثوذكسية
لم يدرك القائمون على حفل مئوية مدارس الأحد، التى نظم عشية الأربعاء الماضي، أن ظهور صورة للأب متى المسكين، ستقلب الدنيا رأسًا على عقب، وأن الأمر سيحدث بلبلة كبيرة داخل الأسرة المسيحية، فهذا سعيد بما أطلق عليه «مبادرة الكنيسة فى إعطاء الرجل حقه»، وذلك غاضب من ذكره بين عظماء الكنيسة خاصة أن تعاليمه كما يراها البعض قد تكون مختلفة فى بعض الأحيان عن الكنيسة الأرثوذكسية المسيحية. 
ورصدت «البوابة» ردود الأفعال المتباينة تجاه الأب المثير للجدل دومًا حال ذكر اسمه، فقد أثار مرة أخرى ظهوره على سطح الحياة الكنسية أزمة جديدة، حيث تمزقت الآراء فى اتجاهات معاكسة، حيث قال ماجد وديع رئيس جمعية المحافظة على التراث المصرى وأمين عام جمعية فنون المشربية والأرابيسك تعقيبا على الأمر: «أبونا متى المسكين سيظل أيقونة مصرية وباعث الرؤية الآبائية المستنيرة فى الكنيسة القبطية خلال العصر الحديث رغم دعاة التشدد والانغلاق والتقليد السماعي». 
فيما شن أقباط هجوما حادا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضد منظمى الحفل، ونشروا بعض كتاباته ونصوصه، التى ينتقد فيها الخدمة فى مدارس الأحد، ويصف أسلوب تدريسها بـ«العقيم الذى يسير على نهج التعليم المدني». 
وقال الباحث القبطى مينا أسعد كامل: «الراهب الراحل متى المسكين كان يختلف كثيرًا مع مشروع مدارس الأحد الناشئ وقتها، فكيف تظهر صوره بالشكل الذى يوحى أنه كان من رواد هذه المدارس، وفى حضور قيادات الكنيسة»، 
وأضاف: «ذلك يعد إهانة غير مقبولة لعظمة الحدث والمتواجدين، وينبغى محاسبة المسئول عنها، مهاجمًا المنظمين قائلا: «تعمد منظمو احتفالية مدارس الأحد وضع صور الأب متى المسكين، على اعتبار أنه من رواد هذه المدارس، وأن ذلك «تزييف للتاريخ وسقطة كبيرة»، وأن ما حدث ليس إلا «انتحارا للمنطق». 
ودافع جرجس فريد، عن الأب الراحل قائلا: «لا أعرف لماذا تتحاملون على الأب والعلامة القمص متى المسكين، هذا لا يليق»، مستنكرا موقف البعض تجاهه، ومعتبرا فى ذلك الهجوم اعتقاد ممن يقومون عليه بأنهم وحدهم الذين على دراية بالعقيدة الأرثوذكسية، وأنهم يعظون أنفسهم الحق فى مهاجمة أى شخص لا يروق لهم، موضحا أن مثل ذلك الهجوم الذى يشن على القمص، فإنه فى ذلك زيادة لشعبية ووجهات نظره تجاه الكنيسة والعقيدة من الشعب القبطي، خاتما حديثه لمن يهاجمون القمص: «من أنتم حتى تهاجمونه؟!». 
واتفق مجدى ناشد، الخادم بأسقفية الشباب، وعضو رابطة «حماة الإيمان»، مع من هاجم المسكين بقوله: «وجود صور الأب متى المسكين بمثابة سقطة لمنظمى حفل مدارس الأحد العظيم»، متسائلًا: «كيف لشخص أثار بلبلة فى الكنيسة القبطية على مدار ٤٠ عامًا بأفكاره وتمرده على قيادات الكنيسة أن يكرم ويظهر على أنه أحد رواد مدارس الأحد؟»، مضيفا أن الراهب متى المسكين كتب نقدًا وهجومًا لاذعًا على مدارس الأحد فكيف يكرم فى احتفالية مئويتها، معتبرا ذلك «تزويرا للتاريخ» ويجب محاسبة المسئول عنه. 
وشنت صفحة «عظمة زرقا» والمعروف عنها هجومها الدائم على البابا، حرباَ كبيرة على الأمر، وقامت بنشر منشورات مدفوعة الأجر، جاء فيها: «لن نسمح بتزوير تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، والراهب متى المسكين لم يكن له علاقة بها نهائيا، ولا حتى بمؤسسها الأرشدياكون حبيب جرجس، كما أنه لم يخدم بها إطلاقا، بل كان يردد بأنه نظام عقيم وذلك حسب مذكراته الشخصية». 
وهاجمت الصفحة محبى الراهب الراحل، قائلة إن ردودهم على الأمر ليس به أى موضوعية، وأن هناك من يقول إن ذلك كان تكريما لكتبه وعلمه، وآخرون يقولون إن بذرة محبة من الكنيسة تجاه العلامة، وآخرون يقولون إن الأمر لا يرتقى للحديث عنه، وإنما من وجهة نظر القائمين على الصفحة بأن ذلك تحايل على الحقيقة. 
وقال المهندس يوسف زكي، فنان قبطي، إنه تتلمذ على يد مثلث الرحمات البابا شنودة لمدة 12 سنة منها 3 سنوات بالإكليريكية - سنتان بمعهد الرعاية والتربية - وسنتان بقسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية وسنتان وأنا أدرس بقسم الفن القبطى للحصول على دبلوم - و3 سنوات أثناء دراستى وتحضيرى لماجستير فى لاهوت الأيقونة القبطية، وأنه طيلة هذه السنوات كان من ضمن محاضرات البابا لنا محاضرات للرد على أخطاء القمص متى المسكين اللاهوتية وكان حزينا لهذه الأخطاء طوال الـ12 سنة، وذلك بجوار محاضراته الأخرى فى اللاهوت والمواضيع الروحية والعقائدية - وكنت أنا وكل الطلبة حزانى لنفس السبب - ونجد الآن من يكاد يؤله الأب متى المسكين - لا عن دراسة وفهم ولكن عن مجرد عاطفة حب لشخصه - ويبرئونه من أخطائه - أرجو من هؤلاء أن يطالعوا ردود البابا شنودة عليه وهى فى كتب كثيرة كان آخرها كتاب بدع حديثة ويردون على البابا شنودة ويقنعوننا أنه كان خطأ والراهب متى كان على صواب، احترامنا له كراهب متصوف شىء ولكن هذا لايمنع أن له أخطاء لاهوتية فى 48 كتابا من كتبه جمعها نيافة الأنبا بيشوى رئيس قسم علم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية فى كتاب واحد ليرد عليها، ولا هى فقط عواطف مندفعة من تلاميذه دون دراسة ولا فهم لأخطائه اللاهوتية - ده إذا كانوا دارسين لاهوت أصلا. 
فيما تساءلت ميرا مشرقى قائلة: «ليه محطوش صورة البابا شنودة، معلم الأجيال، اللى فى عصره نهضت مدارس الأحد والإكليريكية وأصبح لها فروع وافتتحت معاهد متخصصة للدراسات، النهضة دى كلها ماهى امتداد لمدارس الأحد، ولا المراد طمس تاريخ وفضل هذا البطريرك العظيم». 
فيما قال عادل سمير، الخادم بكنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة، إنه كان يتمنى أن يحتفى بالأنبا إثناسيوس المتنيح والأنبا يؤانس المتنيح والأنبا بيمن المتنيح وأن يكرم الأنبا موسى أسقف الشباب فى مئوية مدارس الأحد، بدلا مما حدث. 
ليرد عليه رامى قائلا: «بإيمانى البسيط والضعيف، أين أبونا متى الآن؟ 
عند ربنا، وهو كان له جهاد عظيم ومقالات روحية ورهبانية لا أحد يستطيع أن ينكرها، كما أنه – والكلام للخادم - له أخطاء لاهوتية وعقائدية لا أحد يستطيع إنكارها أيضا، وسعى البابا كيرلس والبابا شنودة عن التصدى لها، والتى أيضا من الممكن أن يكونا قد تراجعا عنها قبل نياحته، إذا فلماذا نحن الآن نتعب قلوبنا تجاه الأمر ما بين مؤيد ومعارض، خاصة وأن ذلك التعب الفكرى تجاه شخص هو حاليا بين يدى الله، ومن الممكن يكون فى مكانة عالية على مقدار جهاده ونسكه الشديد، فهو لمولاه ومولاه فاحص القلوب والكلي. 
وأضاف الخادم، وهل البابا تواضروس بحكمته كان سيوافق على عرض جزء لأبينا متى فى حفلة مدارس الأحد لو هناك اعتراض على أن اسمه يتذكر فى حفلة مدارس الأحد؟ وهل تفأجأ البطريرك بالعرض بدون علم؟!. 
وبحسب رامى مكرم، ليس لدى موقف ضد الأب متى المسكين، بل بالعكس أقرأ له وأحب كتاباته، ولكن ظهوره فى حفل مئوية مدارس الأحد لم يكن إلا نكاية فى البابا شنودة وهناك من يحاول تشويه البابا شنودة ومحو سيرته ويحارب أى عمل يحاول إظهار تاريخه ومواقفه.