الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"القومي للمسرح" ينظم ندوة عن السودان

جانب من الندوة
جانب من الندوة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقدت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته الحادية عشرة، اليوم، ندوة حول المسرح السوداني، بالمسرح القومي، شارك فيها المخرج حاتم محمد علي مدير المسرح القومي السوداني، ود. عز الدين هلالى أستاذ الموسيقى والدراما بجامعة الخرطوم، د. حسن عطية رئيس المهرجان، والفنان يوسف إسماعيل مدير المسرح القومي، وعدد من الكتاب والنقاد المسرحيين من مصر والسودان.
ادار الندوة د. محيي عبدالحي، الذي رحب بالحضور وقدم نبذة عن الضيفين الكبيرين وتاريخهما الفني والأكاديمي في المسرح السوداني، وأعلن أن الندوة تناقش عدة محاور مثل بدايات المسرح السوداني، وحركة النقد والتأليف في المسرح السوداني.
وقال الدكتور عز الدين هلالي: فخور بوجودي في المسرح القومي، الذي وقفت على خشبته ممثلا في السبعينات والثمانينات، وتحدث عن الفارق بين العلوم والفنون، مضيفا أن العلوم تتقدم والفنون تتطور، وتناول المسرح السوداني الذي ينقسم إلى فرق مسرح الدولة والفرق الخاصة، والفرق الزائرة التي تأتي من خارج السودان، مؤكدا أن إلصاق المسرح السوداني بالمسرح العربي فقط هو ظلم بين، لأن المسرح السوداني منفتح على افريقيا بنفس القدر.
واضاف هلالي، أن المسرح في السودان، بدأ عام ١٨٩٩ خلال فترة الإحتلال وكان مسرحا ضعيفا، وأول نشاط لمسرح الجاليات كان عام ١٩٠٥، ثم بدأ المسرح الأكاديمي من خلال المدرسة التي أنشأها رفاعة الطهطاوي عام ١٨٨٠ والتي أغلقها المهدي بعد ذلك، حيث بدأت الجالية المصرية من خلال ثلاثة عروض منها "التوبة الصادقة"، وقد بدأ الاحتلال في التفريق بين الجالية المصرية وبين الشعب السوداني، والفرقة الوحيدة التي جاءت واستمرت فرقة يوسف وهبي، ثم جاء الرائد علي عبداللطيف، الذي كان ضابطا بالجيش ويهوي المسرح وكان يأتى للمسرح متخفيا، هناك أيضا الجالية السورية والجالية الإنجليزية.
وأوضح أن المسرح السوداني بدأ بالإعتماد على القصص، وكانت البداية من خلال قصة قصيرة بعنوان "المأمور" لعرفات عبدالله، وجاء شاب سوداني هو "معاوية نور" إلى القاهرة ودرس النقد المسرحي ولديه العديد من المؤلفات، وكان الكثيرون يعتقدون أنه مصريا، ثم تناول أول فرقة منظمة ولديها جدول لعروض ممتدة وذلك عام ١٩٢٠ والتى أجهضت وتم إيقافها عام ١٩٢٤.
وأكد أن المسرح في كلية "جوردون" بدأ على يد فنانين مصريين، نظرا لأن أية محاولات سودانية كان يتم إجهاضها، ثم ظهر المسرح في الأندية على مثل نادي الضباط، ونادي خريجى المدارس، ونادي المريخ وغيرها على يد توفيق وهبى، وفي عام ١٩٤٦ بدأ أحمد الطيب في العمل بشكل علمي وأكاديمي لتطوير المسرح السوداني، وسافر في بعثة لدراسة المسرح بالخارج، وتم إنهاء بعثته بعد عامين دون إبداء أسباب.
أما حول علاقة المرأة السودانية بالمسرح قال: إنها بدأت عام ١٩٣٣ من خلال فرقة المسرح والموسيقى وكانت من شروطها وجود فتاة في كل عرض مسرحي ومنذ ذلك التاريخ دخلت المرأة السودانية للمسرح.
وفي عام ١٩٦٧ بدأ مسرح المحترفين وكانت عروض المسرح القومي تجوب جميع الولايات، مشيرا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي حافظت على وجود مسرح منتظم على مدار العام، وفي نفس العام بدأت ارهاصات معهد الفنون المسرحية في السودان.
وفي عام ٦٩ توقفت الفنون تماما بسبب الإنقلاب العسكري في السودان، ثم توقف المعهد وأعادوه بعد سنوات عديدة بشرط تحويله إلى كلية وكانت هذه خدعة أدت إلى تحجيم دوره، وقد تم تدمير المسرح من خلال الإستيلاء على الميزانيات المخصصة للمسرح وتم الإكتفاء بمهرجان مسرحي واحد فقط ترعاه الدولة إلى جانب المهرجانات الخاصة والمستقلة.
ومن جانبه قال المخرج حاتم محمد علي، إن المحطات التي تحدد مسارات المسرح السوداني كثيرة، ولكن لابد من الإشارة إلى أن المسرح في السودان كان مرتبطا بالحركة الحياتية بشكل مباشر، وكذلك ارتباط المسرح بنشاط الجاليات من خلال الأندية الإجتماعية.
وأضاف: تلك القضايا مازالت ملحة ومهمة، ومن خلال طبيعة العروض نكتشف أن المسرح كان على اتصال مباشر بالمجتمع السوداني، صحيح انه كان هناك حالات خمول وتراجع ترتبط بما يحدث على السطح من احداث سياسية، حيث ارتباط الموسم المسرحى بوزارة الثقافة ووزارة المالية أدى لازدهار المسرح ثم الفرق المستقلة أيضا والتي كانت تعمل بجوار النشاط الحكومي، وكان المسرح يعمل على مواجهة كل الظروف والضغوطات، ولكن ظلت القضايا الإجتماعية هي الشغل الشاغل للمسرح السوداني وتجلى ذلك في أعمال عديدة.
يذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري تنظمه وزارة الثقافة في الفترة من ١٩ يوليو الجاري وحتى ٢ أغسطس المقبل.