الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حشود في استقبال عهد التميمي بعد إفراج الاحتلال عنها

 عهد التميمي
عهد التميمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجمعت حشود لإلقاء التحية على الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، التي أصبحت رمزا للمقاومة الفلسطينية، بعد خروجها من السجن، اليوم، إثر قضائها عقوبة لمدة ثمانية أشهر لصفعها جنديين إسرائيليين.
ونقلت عهد، 17 عاما، ووالدتها ناريمان التي سجنت أيضا بسبب هذه الواقعة من سجن شارون في إسرائيل إلى قريتهما النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة حيث كان حشد في استقبالها.
وشكرت عهد، التي وضعت على كتفيها كوفية باللونين الأبيض والأسود، الحشد الذي أتى لاستقبالها، وقالت: "المقاومة مستمرة حتى انتهاء الاحتلال".
ورافق عهد ووالدتها جنود إسرائيليون حتى بلدتهما النبي صالح، حيث سلمت الفتاة باكية على أقارب وأصدقاء أتوا للترحيب بها عند طريق صغير مؤد إلى القرية. وتوجهت بعدها مع والديها إلى منزل الأسرة وسط حشد يردد هتافات.
وبعد ذلك أحاط باسم التميمي والد عهد بابنته وزوجته في طريقهما إلى منزل العائلة وسط هتافات للحشد "نريد أن نعيش أحرارا".
وزارت عهد أقاربا فقدوا أحد أبنائهم ويدعى عز التميمي في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في البلدة في يونيو الماضي.
وفي مؤتمر صحافي عقدته في قريتها، أعلنت عهد أنها لن تجيب عن أي أسئلة قد توجهها لها وسائل الإعلام الإسرائيلية، مبررة ذلك بأن الصحافة العبرية حاولت تشويه القضية التي تدافع عنها، بحسب بيان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأشارت عهد إلى أنها ستكمل دراستها الجامعية في مجال القانون، لإيصال قضية الأسرى للعالم عبر المحاكم الدولية، مؤكدة أن فرحتها بالتحرر من سجون الاحتلال منقوصة ولم تكتمل، لبقاء 29 أسيرة في سجن شارون.
وزارت عهد قبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله حيث وضعت باقة من الزهور قبل توجهها إلى مقر السلطة الفلسطينية.
وفي بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "الفتاة الفلسطينية عهد التميمي تشكل نموذجا للنضال الفلسطيني، لنيل الحرية والاستقلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة".
وأضاف عباس، الذي استقبل التميمي أن "المقاومة الشعبية السلمية هي السلاح الأمثل لمواجهة غطرسة الاحتلال، وإظهار همجيته أمام العالم أجمع".
بدورها، أشادت عهد بجهود عباس، ومتابعته لأوضاعها، ودعمه الكامل لعائلتها.
وحرصت السلطات الإسرائيلية على الحد من التغطية الإعلامية لإطلاق سراح عهد التميمي ووالدتها من خلال نشر معلومات متناقضة حول المكان الذي ستعودان منه إلى الضفة الغربية المحتلة.
وأوقفت السلطات الإسرائيلية السبت إيطاليين اثنين وفلسطينيا بعد أن رسما لوحة جدارية لعهد على الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية.

- "طفلة في السجن"
كانت عهد أوقفت في 19 ديسمبر 2017 بعد أن تم تصويرها في تسجيل انتشر بشكل واسع على الإنترنت.
وظهرت عهد في التسجيل مع ابنة عمها نور التميمي تقتربان من جنديين إسرائيليين يستندان إلى جدار صغير في باحة منزلها في بلدة النبي صالح الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ أكثر من خمسين عاما. وطلبت الفتاتان من الجنديين مغادرة المكان وقامتا بركلهما وصفعهما.
تنتمي عهد إلى اسرة معروفة بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي وتصدت لجنود إسرائيليين في حوادث سابقة وانتشرت صورها في كل أنحاء العالم.
ويرى الفلسطينيون في عهد التميمي مثالا للشجاعة في وجه التجاوزات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويعتبر العديد من الإسرائيليين في المقابل أنها مثال على الطريقة التي يشجع الفلسطينيون فيها أولادهم على الحقد.
بالنسبة إلى المدافعين عن حقوق الإنسان سمحت قضية التميمي بتسليط الضوء على ممارسات المحاكم العسكرية الإسرائيلية ومعدلات الإدانة المرتفعة جدا "99% للفلسطينيين". وبما إن إسرائيل تحتل عسكريا الضفة الغربية يحاكم الفلسطينيون المقيمون فيها امام المحاكم العسكرية.
وقال عمر شاكر، مدير مكتب "هيومن رايتس ووتش" في إسرائيل: "سيفرج عن عهد التميمي لكن المئات من الأطفال الفلسطينيين لا يزالون وراء القضبان ولا أحد يعيرهم أي انتباه" منددا بـ"سوء المعاملة المزمن" الذي يتعرض له القاصرون في هذه السجون.
وكانت عهد في الـ16 لدى اعتقالها وحكم عليها بالسجن ثمانية أشهر في 21 مارس بعد أن وافقت على "الإقرار بالذنب" وأمضت عيد ميلادها الـ17 في السجن.
وأفرجت السلطات الإسرائيلية عن عهد ووالدتها قبل ثلاثة أسابيع على انقضاء عقوبتهما في تقليد سائد بسبب الاكتظاظ في السجون الإسرائيلية، بحسب ما أفادت غابي لاسكي، محامية عهد ووالدتها.
ونالت المراهقة عقوبة قاسية "ثمانية أشهر" مقارنة بتلك التي صدرت بحق الجندي الإسرائيلي إيلور عزريا "السجن تسعة أشهر" لقتله الفلسطيني عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس بينما كان ممددا أرضا ومصابا بجروح خطرة من دون أن يشكل خطرا ظاهرا، بعد تنفيذه هجوما بسكين على جنود إسرائيليين.