الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"أم مجدي" جبل ما يهزه ريح.. 52 سنة تعمل من أجل أبنائها

أم مجدى
أم مجدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مفيش حد قاللى بخاطرك غير النائب عبدالرحيم علي
اتكرمت لما شفت عيالى كبروا وخدوا شهادات عالية.. ولما النائب كرمنى بالأم المثالية
«عارفة يا مرتى الراجل فى الغربة يشبه إيه؟ عود درة وحدانى فى غيط كمون» حكاوى الأبنودى «قصة حراجى القط» عندما ترك قريته وسافر يعمل لينفق على أسرته، وذاق الأمرين، الغربة وعناء العمل.
هنا قصة أخرى ولكن تجسدها امرأة لا يهزها ريح، ولا يغيرها زمن، حملت طينها الصعيدى الأصيل، وقدمت من جنوب مصر، إلى أرض المحروسة، التى حرستها بعينيها، وقوتها، تكالبت الحياة على البنت الصعيدية كغيرها من الملايين الذين هاجروا من الجنوب، فى عامها الثامن عشر بعدما تزوجت فى سن مبكرة، كان لديها 6 أطفال، لا تمتلك من الدنيا سواهم، رحل والدهم، بينما انتظرها الهم والفقر على ناصية الشارع، كيف تحاربهما تلك السيدة، وهى تقف وحيدة، فى وسط ليل القاهرة.
فى أواخر الستينيات، كانت القاهرة تقسو عليها أوقات، بينما هى تهزمها بالصبر وبالنظرة فى عينى أطفالها، لا يمثل الألم بالنسبة لها سوى أن يُحرم أطفالها من العيش كباقى الأطفال، تجعلها الحياة على حافة الهاوية، كخيط لا تجذبه بقوة فتنقطع كل سُبلها فى العيش، حينها ربما تستريح، أما العذاب الأكبر سيكون عندما كانت تنظر من حافة شرفة لا تعلم ماذا يخبئ القدر لتلك الطفلة التى لم تتجاوز العشرين عاما، ترتدى قريناتها الأبيض، وترتدى هى الحزن، أم مجدى السيدة السبعينية، التى تقف على ناصية أحد شوارع حى العجوزة، من جوارها كان يمر نجيب محفوظ، ولكن لم يعلم قصتها لخط روايات تحكى قصتها ونضالها، أو حتى الخال، كان كتب وقتها نضال امرأة تفوق قصة حراجي، لظلت قصتها أيقونة للكثير، تبدأ رحلة أم مجدى على لسانها، عندما قدمت من سوهاج وعاشت هنا، ورحل زوجها، لم تكن تمتلك أسلحة سوى الدعاء إلى الله أن يقف بجانبها، أقامت فى أحد شوارع حى العجوزة، مع أبنائها الـستة، دبر الله لها الأمر وفتحت «كشك»، تقول أم مجدي: «أنا هنا من 52 سنة، شفت كل حاجة فى حياتي، نص قرن وأنا واقفة الوقفة دي، من وأنا عندى 18 سنة، مفتكرش إنى عشت زى البنات بعد ما جوزى توفى وأنا عندى 18 سنة، استحملت بلاوى فى حياتي، مرة من المحافظ مرة من البلدية، كل المحافظين والوزراء اتغيروا وأنا قاعدة هنا مفيش حاجة هزتني، 6 عيال وأنا عايشة بيهم قلة الفلوس كانت تعباني، بس تربيتى الصعيدية خلتنى عمرى ما أمد إيدي، اللى موجود أكله وعودت عيالى على دا، شايف الشجرة اللى قدامك دي، أنا زرعتها بإيدى شوف دلوقتى شكلها، اشتريتها وكان جوزى عايش بسبعة جنيه، عمرى ما فكرت حد يقوللى كتر خيرك، ولا حد من عيالى يردلى اللى عملته، كنت بلبس طاقية الكبير للصغير لحد ما كبروا، علمتهم 3 بنات و3 ولاد والحمد لله أصبحوا خريجين تجارة وحقوق ومهندس كمبيوتر، وابنى الكبير بيقف معايا، عمرى ما فكرت أبطل شغل، لأنى طول ما أنا عايشة هفضل أشتغل وأنا فى السبعين وبردو هبقى واقفة، عشان ممدش إيدى لحد، وأهو أحفادى حواليا وبناتى كلهم اتجوزوا ومبسوطة بيهم، ودا نسانى كل اللى تعبت فيه».
وتتابع: «مفيش حد قالى بخاطرك غير النائب عبدالرحيم علي، كرمنى وادانى الأم المثالية، والله ما شوفت فرحة بعد عيالى ما كبروا غير فرحتى بتكريمه، الوحيد وأنا هنا من 50 سنة أشوف نائب يسأل على الفقير، ويبقى بينهم، ناس كتير بتقول الفقراء بس مش بنشوفهم، أما هو دايما بيننا».
وتختم حديثها: «رسالتى للنائب عبدالرحيم على ربنا يكرمك ويوفقك وتفضل ضهر للغلابة، وربنا ما يكسرك لأنك مقوى ضهرنا، وكفاية يوم ما البلدية كانت بتضايقنى فى لقمة عيشى ورحتلك مجتش ناحيتى تاني، مش أنا لوحدى دا معظم اللى عندهم أكشاك».