الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الكرنك.. معبد السماء في القرية المُحصّنة

معابد الكرنك
معابد الكرنك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعكف وزارة الآثار على تمهيد وتأهيل الممرات الواقعة في المحور الثاني للزيارة داخل معابد الكرنك بين الصرح السابع والعاشر، استمرارًا لخطة الوزارة لتأهيل المواقع والمتاحف الأثرية المفتوحة لإتاحتها للزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن خطوات مشروع "انطلق"، الذي يستهدف جعل محافظة الأقصر أكثر إتاحة لاستقبال السائحين من ذوي الإعاقة وكبار السن.
يجمع معبد الكرنك مجموعة من البنايات والمعابد والاعمدة وأماكن الصلاة، ويُعد من أكبر المعابد في مصر القديمة وأفخمها، وقد سمي بهذا الاسم نسبةً لمدينة الكرنك، وهو اسم محرف لكلمة "خورنق" وهي كلمة عربية حديثة تعني "القرية المحصنة"، والتي كانت تُطلق على العديد من المعابد بهذه المنطقة في ذلك الوقت؛ وقد عرف المعبد في البداية باسم "بر آمون" أي معبد أو بيت آمون؛ وخلال عصر الدولة الوسطى أطلق عليه اسم "آبت سوت" وتعني "البقعة المختارة"، وتم العثور على هذا الاسم على جدران مقصورة "سنوسرت الأول"، وقد عرف المعبد بالكثير من الأسماء منها "نيسوت توا" أي "عرش الدولتين" و"إبيت إيسيت" أي "المقر الأروع".
ويرجع تاريخ معبد الكرنك إلى وصول ملوك الأسرة الحادية عشر إلى حكم مصر، وفي ذلك الوقت أعتبر أرضًا مقدسة، حيث أخد قطعة من الكرنك مكانًا لها قبل توحيد البلاد وتُعد شكل من أشكال عبادة الالة أمون، وقد كانت لها آثر مباشر في زيادة قوة وثروة آمون ودمجه تدريجيًا مع إله الشمس رع، ويُعد المصلى الأبيض لـ"سنوسرت الأول" ومحكمة المملكة الوسطى هي أقدم المباني داخل منطقة المعبد، وبدأ "سونسرت الأول" البناء في الفترة 1971 ق.م حتى 1926 ق.م، واستخدم الحجر الجيري في البناء. 
ومن التطورات التي حدثت في الفترة الماضية من هيئة الأثار ترميم جميع الأجزاء المتناثرة من جميع المعابد بداخل الكرنك وتطوير المنطقة الأمامية لواجهة المعابد وأخذ الصور واجهه للمعابد وعدة استراحات للزوار والصوت والضوء وهو ما يجعل الأثر يتكلم ويكشف ما لا يرى بدقة بالعين المجردة ليلًا، وقد تم الانتهاء من قبل ايضًا من كافة أعمال الإنشاء والتجهيز للممرات الداخلية المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة في متحف الأقصر، الذي يقع على كورنيش النيل في وسط مدينة الأقصر جنوب مصر والتي كانت تعرف في الماضي باسم طيبة، وهو يضُم عدد كبير من الآثار والقطع النادرة من التاريخ الفرعوني وتماثيل خاصة بملوك الأسر المختلفة ومومياوات نادرة لملوك وأمراء الفراعنة، وقد أفتتح المتحف الرئيس الراحل أنور السادات وكان معه ضيفه رئيس جمهورية فرنسا وقتها. 
وسيتم بدء العمل بعد ذلك في معابد ومقابر البر الغربي، وبجانب العمل في توفير ممرات مميزة للسياح من ذوى الاحتياجات الخاصة، تقوم هيئة الآثار بالحفاظ بصورة كبيرة للآثار وكافة الحجارة الأثرية الخاصة بالمعابد.