داخل أحد الأزقة، بمدينة بنها، التابعة لمحافظة القليوبية، عاشت أسرة بسيطة، مأساةً كبيرة، بعد العثور على نجلهم جثة هامدة، فى ظروف غامضة، داخل مسكنهم، فمجرد أن تردد الخبر إلى مسامع أهالى المنطقة سرعان ما ألقيت الاتهامات نحو «الأب»، وذلك بسبب خلافاته المستمرة منذ سنوات مع نجله المتوفى، لكن الجهات القضائية برأته، وأمرت النيابة العامة بإخلاء سبيله، بعدما تبين أن المتوفى كان يعانى من نوبات صرع تفقده توازنه.
تلك الواقعة تعددت حولها الروايات، فالرواية الأولى كشف عنها الجيران، حينما توجهنا إلى منطقة الحادث، وحسب تلك الرواية فإن «حاتم»، مصاب بالصرع منذ سنوات، والمشاجرات والمشاحنات بينه وبين والده «بلبل» كانت لم تنته، خاصة بعد انفصال الأب والأم، حيث أراد الأب الزواج من أخرى، فلم يجد سوى المنزل، الذى يقيم فيه مع أبنائه، والمقيد باسم نجله منذ سنوات، فطلب من نجله أكثر من مرة ترك المنزل لكنه رفض. فقبل الواقعة بيوم نشب خلافٌ بين المتوفى وشقيقه ووالده، بسبب اتهامهم له بسرقة مبلغ ٥٠ جنيهًا، أما عن يوم الحادث فكانت عقارب الساعة تشير نحو التاسعة والنصف صباحًا، حيث كان «حاتم»، جالسًا أمام منزله يحتسى كوب الشاى كعادته، وبعد لحظات توجه داخل المسكن، مرت ساعة تلو الأخرى حتى تأخر عن عمله، حينها توجه صاحب العمل ليستفسر عن الأمر، وحينما توجه لطرق الباب وجده مفتوحًا، الأمر الذى بات يثير استغراب الجميع، وكانت المفاجأة حينما وجدوا «حاتم» غارقًا فى دمائه بالداخل، لتنتهى تلك الرواية، وأصابع الإتهام تشير إلى الأب.
أما الرواية الثانية؛ فكانت على لسان نجل شقيق الأب، والتى نفت جميع الاتهامات التى لاحقت الأب بعد وفاة نجله، فكشفت تلك الرواية عن غياب الأب عن المنزل يوم الحادث، ووجوده فى سكن نجله الثانى، بمنطقة كفر الجزار، والاتهام الوحيد الذى وجه للأب من خلال أسرته، هو أنه ترك نجله بمفرده، وهو يعلم بتدهور حالته بسبب نوبات الصرع، التى تصيبه فجأة، والتى كانت بالفعل سببًا فى ارتطام رأسه بجدار المنزل، وأسفرت عن وفاته فى الحال، بالإضافة إلى أن قصة الخلاف الذى نشب قبل الواقعة بسبب ٥٠ جنيهًا كان مشادة لحظية بين الأب ونجله، وانتهى فى الحال، قائلًا: «مفيش أب هيقتل ابنه عشان ٥٠ جنيها».
كانت البداية بتلقى اللواء إيهاب خيرت، مدير أمن القليوبية السابق، إخطارًا من العقيد طارق عبدالعزيز، مأمور قسم أول بنها، مفاده العثور على جثة «حاتم. ب»، ٣٥ سنة، داخل منزله، بالانتقال والفحص بين أن الجثة ملقاة على الأرض، وبها كسور بالرأس، وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والده «بلبل»، بائع بلالين، بسبب خلافهما على مبلغ ٥٠ جنيه، وحرر محضر بالواقعة، وبإحالته للنيابة العامة، أمرت بإخلاء سبيل الأب من التهمة المنسوبة إليه بعدما تبين من خلال تقرير مفتش الصحة، أن الوفاة نتجت عن إصابة المتوفى بنوبة صرع شديدة أدت إلى ارتطام رأسه بجدار المنزل.
