الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الجزيرة و"التيه" القطري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا تسعى قطر لتشويه الجيش المصري؟ قد يكون السؤال ساذجًا، لأن إجابته معروفة، لكن طرحه ضرورة تفرضها محاولات الدوحة المستمرة فى الإساءة لجيش هو عصب المنطقة وعمادها، ومع استمرار قناة الجزيرة فى التشويه.. يستمر طرح السؤال، وتستمر الإجابة عنه، ليس من قبيل الغضب، لكنها للتذكير الذى ينفع المؤمنين من الشعب القطري، عسى أن يضعوا نهاية للجرائم التى يرتكبها نظامهم الذى يعانى من عقد نقص أفقده صوابه فتمادى فى تيه وصلف.
للعام الثالث على التوالي.. تسىء قطر من خلال قناة الجزيرة للجيش المصري، ففى العام قبل الماضي.. عرضت القناة فيلم (العساكر) الذى تأسس بناؤه على كذب وافتراء، ولم يتعد كونه تحريضًا على الجيش، وفى العام الماضى عرضت فيلم (سيناء الأرض والإنسان والتيه) لتضيف تحريضًا جديدًا وتظهر عقد النقص التى يعانى منها النظام القطري، ومنذ أيام.. أعلنت القناة عن فيلم آخر تعرضه اليوم ويحمل اسم (سيناء.. حروب التيه) وسوف يتضمن نفس التحريض والإساءة وتشويه الحقائق.
سوف أتوقف فقط أمام مصطلح (التيه) الذى استخدمته قطر للعام الثانى على التوالى فى سلسلة محاولاتها اليائسة للنيل من جيش مصر، فقد أجمعت كل معاجم اللغة على أن (التيه) هو الكبر والصلف والضلال والعدول عن الصواب، وهو أيضًا الاضطراب الذهنى المعوق عند بلوغ الغاية، والإنسان الذى يتيه.. هو من يشرد خياله ويضطرب عقله.
وإذا توقفنا أمام هذه المعانى للمصطلح.. يتبادر إلى الذهن المثل الشعبى (تكلم الجزيرة تلهيك وتجيب اللى فيها فيك) والجزيرة هنا بديل لكلمة نعف عن ذكرها، فالذى يعانى من داء الكبر والصلف هو النظام القطري، فقد هيئ له أنه بأموال شعبه يستطيع أن يكون رقمًا صحيحًا بين الأنظمة العربية، وهو أيضًا من فقد رشده وعدل عن الصواب عندما خرج من اللحمة العربية ليرتمى فى أحضان تركيا وإيران، وهرول إلى أمريكا لتحمى عرشه بقاعدتها مقابل مليارات الدولارات، وهو النظام الذى شرد بخياله المريض حتى اضطرب عقله، فتخيل أنه قادر على قيادة المنطقة، أو لعب دور أساسى فيها، فراح يمول الإرهاب ويحرض الشعوب العربية ويؤوى العناصر الخطرة التى فرت إليه عندما فشلت فى تنفيذ مخططات الشر، 
لقد تحولت قطر بفعل نظامها المضطرب إلى أرض (تيه) حتى صارت ممرًا للإرهاب، ينطلق منها إلى دول المنطقة بغية تدميرها، أو (متاهة) أغلق نظامها كل الدروب التى تخرجها من ظلمة الوحدة والعزلة، ليكون شعبها الطيب ضحية لمن مرض خياله واحتار فى أمره العالم نتيجة (تيهه) فراح يهذى يمينًا ويسارًا، ربما يجد من يحميه أو يسانده، فوجد من يبتزه ويغذى خياله بأوهام فزاد مرضه.
سعى نظام قطر لأن يجعل من سيناء (متاهة) بتمويله للإرهاب واحتوائه لقياداته، ثم هيأ له نفس الخيال المريض أنه نجح، فإنطلقت أبواقه الإعلامية فى الدوحة وتركيا ولندن تسوق لانتصار وهمي، وحال كبره وصلفه دون معرفة الحقيقة، ولو عاد ولو لثوان إلى رشده لأدرك أن من يمولهم يتساقطون فى دروب سيناء بفضل (المتاهة) التى وضعهم الجيش المصرى فيها.
وعلى عكس الكثيرين.. لم يستفزنى ما تبثه الجزيرة من تشويه للجيش المصرى بتعليمات من نظامها أو من أجهزة استخباراتية تديرها، وعلى عكس الكثيرين أيضًا.. لن يسعدنى ثناء النظام القطرى على الجيش المصري، لأن الإساءة والثناء يصدران عن نظام لا علاقة له بالعسكرية، ولا يعرف شيئًا عن جيش مصر سوى أنه شوكة فى ظهر من يحرضه. لقد عجز نظام قطر عن حماية عرشه بجيشه فاستأجر من يحميه، وعجز أيضًا عن فهم حقيقة مهمة بسبب حالة (التيه) التى يعيشها، وهى أن كل محاولاته للنيل من جيش مصر سوف تبوء بالفشل، لأنه جيش ليس للإيجار، جيش لديه عقيدة، جيش تعداده أكثر من مائة مليون مقاتل، تسابق منه عدد قليل إلى الحدود لحمايتها ودحر من يقترب منها، والباقى ينتظر اللحظة التى يحمل فيها السلاح. لذلك لن نتوقف أمام خيال نظام قطر المريض إلا بالدعاء له عسى أن يعود إلى رشده، ولن تستفزنا قناة الجزيرة حتى لو سخرت بثها ضد الجيش المصري، فقط.. توقفنا أمام مصطلح (التيه) الذى دأبت على إستخدامه، لتستحضر ذاكرتنا ذلك المثل الشعبى (تكلم الجزيرة تلهيك..وتجيب اللى فيها فيك). 
وللمرة الثانية نؤكد أن تعففنا جعلنا نستخدم الجزيرة بدلًا من الكلمة الأصيلة فى المثل الشعبي.