الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ابن عربي.. أبرز فلاسفة التصوّف

 إبن عربي
إبن عربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يأتي الفيلسوف محيي الدين بن عربي، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم في عام 1165، كواحد من أقطاب الفكر الإسلامي والتصوف؛ وقد ألهمت أفكاره مفكرين وفلاسفة كثُر في مشارق الأرض ومغاربها، لما تنطوي عليه من قدرة استبطانية وتأملية عميقة الغور، وللسبب نفسه، فهو يمثِّل قنبلة موقوتة لهؤلاء الذين يدورون في فلك النص والحرف.
ولد ابن عربي في مدينة مرسية لأب مارسي وأم أمازيية، ويشتهر عند الصوفيين بالشيخ الأكبر والكبريت الأحم، ويعتبر واحدًا من كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين على مر العصور.
كان أبوه علي بن محمد من كبار أئمة الفقه والحديث، ومن المعروفين بالزهد والتقوى والتصوف، وكان جده قاضيًا وعالمًا أندلسيًا كبيرًا، فكانت نشأته في مناخ ديني، وقد انتقل والده إلى إشبيلية التي كان يحكمها آنذاك السلطان محمد بن سعد، وكانت حينذاك عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس، وما إن بدأ يتكلم حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء، فقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات السبع، وقرأ عليه كتاب الكافي، فأصبح مستوعبًا للقراءات والمعاني والإشارات، وهو ابن العاشرة، وذلك قبل أن يسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه ترتحل بين البلاد، حتى استقر به المقام في دمشق طيلة حياته، وبات واحدًا من أعلامها حتى وفاته عام 1240.
لا شك في أن استعداد محيي الدين الفطري، بالإضافة إلى نشأته في بيئة دينية، وتردده على المدارس الرمزية، كلها عوامل ساهمت في تعميق البعد الروحاني عنده في سن مبكرة، فما إن تمَّ العقد الثاني من عمره حتى غرق في أنوار الكشف والإلهام، وبمجرد أن أصبح على مشارف العشرين، أعلن أنه جُعِل يسير في الطريق الروحاني، وأنه بدأ في الاطلاع على أسرار الحياة الصوفية، وأن عددًا من الخفايا الكونية قد اتضحت أمامه، وأن حياته سلسلة من البحث المتواصل والسعي لتحقيق الكمال لتلك الاستعدادات الفطرية، وأصبح عاكفًا حتى ظفر بأكبر قدر ممكن من الأسرار، والأكثر من ذلك أنه حين كان لا يزال في قرطبة تعرف على أقطاب العصور البائدة من حكماء فارس والإغريق كفيثاغورس، وأفلاطون، وأمبيذوقليس، وهذا هو سبب شغفه بمعرفة جميع الدرجات التنسكية في كل المذاهب والأديان عن طريق أرواح رجالها الحقيقيين بصفة مباشرة، وقد ألف كتاب الفتوحات المكية الذي يمكن تتبع أقواله فيه.
من أهم مؤلفاته كتاب "تفسير ابن عربي"، و"قائمة مخطوطات ابن عربي"، و"الفتوحات المكية"، المكوُن من 37 سفر و560 باب، وقد وُصف بأنه من النصوص الصوفية الموغلة في التعمق، وأن لغته رمزية وبها إشارات إلهية، و"فصوص الحكم"، و"ديوان ترجمان الأشواق"، و"شجرة الكون".
وقد توفي في 16 نوفمبر عام 1240.