الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المخاطر الاقتصادية لتهديد طهران بإغلاق مضيق باب المندب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هدد قائد فيلق القدس الجنرال «قاسم سليماني» بإغلاق مضيق باب المندب على خلفية استهداف ميليشيات الحوثى التابعة لإيران ناقلة نفط سعودية فى البحر الأحمر، حيث تعرضت الناقلة لأضرار بسيطة كادت أن تتطور فى أن يتعرض البحر الأحمر لكارثة بيئية. 
يأتى ذلك فى ظل إعلان طهران مسئوليتها عن الحادث، ردًا على التهديدات الأمريكية الأخيرة، فى المقابل أكد سليماني، أن البحر الأحمر لم يعد آمنًا لحضور القوات الأمريكية. فى السياق ذاته، لوح الرئيس الإيرانى «حسن روحاني» فى وقت سابق بإغلاق مضيق هرمز، ردًا على تصريحات ترامب بمنع تصدير النفط الإيراني، ومن هنا ظهر الخطر الإيرانى الناجم عن التحكم فى أهم المضايق العالمية. 
الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب
يعد مضيق باب المندب من أهم المضايق العالمية، وتزداد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز، حيث تمر من خلاله الصادرات الخليجية والمنتجات الواردة من شرق آسيا، ناهيك عن حاملات النفط. كما لم تنبع أهميته فقط من خلال التنافس الدولى بين الشرق والغرب، ولكن من خلال ارتباطه بقناة السويس، مما قلص من حجم المسافة بين القارتين، فضلًا عن مكانته الإقليمية التى أدت إلى التنافس الإقليمى فيما بين الدول للسيطرة عليه. 
كما يرتبط باب المندب من الجنوب بالمحيط الهندي، حيث يقع فى منتصف الطريق بين السويس ومومباي، يحده اليمن من الشرق وإريتريا وجيبوتى من الغرب. فى السياق ذاته، يكتسب المضيق أهمية كبيرة بسبب كمية النفط التى تمر به، والتى تقدر بحوالى ٣.٥ مليون برميل يوميًا. ويبلغ عرض المضيق حوالى ٣٠ كيلو مترًا، وهو ما يعد قيمة استراتجية كبيرة تجعل له خصوصية فريدة تميزه عن مضيق هرمز، كما تتم الملاحة فى الجزء الغربى من المضيق لأنه الأوسع من الجزء الشرقى الذى لا يصلح للملاحة الدولية بسبب ضيقه وسطحية المياه فيه، على أن يصل عمق المضيق لحوالى ٣١٠ أمتار. 
القوى الإقليمية وإغلاق مضيق باب المندب 
تعد المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من أكثر الدول تأثرًا فى حال تنفيذ إيران لتهديدها بإغلاق مضيق باب المندب. حيث أوقفت السعودية مرور ناقلات النفط التابعة لها عبر مضيق باب المندب حتى يصبح الوضع أكثر أمنًا، وذلك على خلفية استهداف ميليشيات الحوثى حاملة نفط سعودية. وفى نفس السياق هدد الحوثيون فى وقت سابق بإغلاق باب المندب لإجبار التحالف الدولى على إيقاف غاراته الجوية على اليمن، فى السياق ذاته، هدد زعيم الحوثيين «محمد علي» بأن القوة البحرية للحركة لديها القدرة على الوصول لأعلى البحار والموانئ السعودية.
الجدير بالذكر أن استهداف الحوثيين لناقلات النفط لم يكن وليد اليوم، ففى يناير لعام ٢٠١٧ تعرضت ناقلة سعودية كانت تقوم بدورية قرب ميناء الحديدة غرب اليمن لهجوم مسلح من قبل نفس الجماعة، مما أسفر عن مقتل اثنين من طاقم السفينة وإصابة ثلاثة آخرين، وأعلنت القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربى فى مايو ٢٠١٨ أنها تمكنت من تدمير زورقين كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية فى البحر الأحمر. 
كما يمثل إغلاق باب المندب تهديدا اقتصاديا كبيرا بالنسبة لمصر، حيث تمر سفن البضائع الداخلة إلى قناة السويس من خلاله، ووجود أى عائق لعملية المرور سيؤدى لإحجام الدول والشركات العالمية عن استخدام القناة، مما سيحرم مصر من عائداتها التى تمثل مصدرا هاما من مصادر الدخل القومي. 
مآلات إغلاق المضيق
سيترتب على إغلاق مضيق باب المندب مجموعة من المخاطر السلبية، التى من المؤكد أنها ستنال العالم أجمع، لاسيما الدول الكبرى والقوى الإقليمية، وسنعرض فيما يلى لأبرز النقاط الهامة فى هذا الشأن، ومنها الإضرار بحجم التجارة العالمية، سيؤدى التهديد بإغلاق مضيق باب المندب فى حالة حدوثه للتأثير على حجم التجارة العالمية.
تأتى هذه التخوفات بعد تأكيد نائب قائد الحرس الثورى الجنرال «حسن سلامي» أن بلاده تمتلك صواريخ باليستية مُخصصة لاستهداف القطع البحرية. وصدق على ذلك فريق متقاعد من البحرية الأمريكية «جميس لونز» من خلال تأكيده على أن الحرس الثورى وحزب الله ساعدا الحوثيين على إرساء موقعى رادار خارج اثنين من الموانئ اليمنية الرئيسية فى البحر الأحمر لاستعمال الصواريخ التى تعد نسخا متطورة من الصاروخ الصينى طراز سى -٨٠٢ المضاد للسفن، وهو ما يؤكد جدية التهديدات الإيرانية وبالتالي، الأضرار البالغة التى ستلحق بالتجارة البحرية العالمية.
ارتفاع سعر النفط. 
أكد مسئولون بمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) أن إغلاق مضيق باب المندب فى حالة حدوثه سيؤدى لارتفاع أسعار النفط ما بين ٥ دولارات و١٥ دولارًا لكل برميل، وإعاقة وصول ناقلات النفط من الخليج إلى قناة السويس، ومن هنا، ارتفاع تكاليف الشحن بإضافة ٦ الآف ميل بحرى لعملية العبور، فضلًا عن توقعات بوصول التكاليف الإضافية للنقل لأكثر من ٤٥ دولار يوميًا.