الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البريلوية".. الصوفية التكفيرية في باكستان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنتشر الطريقة القادرية، التى تنسب إلي سلطان الأولياء، أبومحمد عبدالقادر بن موسى بن عبدالله الجيلانى (٤٧٠ هـ - ٥٦١ هـ) فى العديد من دول العالم، خاصة فى بلاد الشام والعراق ومصر وشرق أفريقيا، إوساهمت هذه الطريقة فى نشر الإسلام فى قارتى أفريقيا وآسيا، من خلال رحلات شيوخها ومريديها، وتعد الطريقة من خلال فروعها المختلفة أشهر الطرق الصوفية فى العديد من دول العالم، فهى الطريقة الأبرز فى دولة باكستان وتسمى هناك الطريقة «البريلوية». و«البريلوية» طريقة صوفية أسسها أحمد رضا خان تقى على خان ١٨٦٥-١٩٢١م، نسبة إلى مدينة بريلى فى ولاية اوتر برادش بالهند أيام الاستعمار البريطانى التى ولد بها، وأخذ على خان الطريقة الصوفية القادرية من شيخه الميرزا غلام قادر بيك. وتنتشر «البريلوية» كطريقة منفصلة عن الطريقة القادرية الأم فى شبه القارة الهندية كلها، «الهند، باكستان، بنجلاديش، بورما، وسريلانكا» إضافة إلى تواجد أقليات لها فى «إنجلترا، جنوب أفريقيا، كينيا، ومورشيوس».
المعتقدات
توصف هذه الطريقة بالغلو الديني، حيث تعتقد بقداسة الأولياء، وأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم والأولياء لديهم قدرات خاصة على التحكم فى الكون، خاصة عبدالقادر الجيلانى من خلال علمهم بالغيب، فيقول مؤسس الطريقة أحمد رضا خان فى كتابه «خالص الاعتقاد» ص ٣٣: «إن الله تبارك وتعالى أعطى صاحب القرآن سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم علم جميع ما فى اللوح المحفوظ».
واوصلت الطريقة البريلوية بالنبى إلى مرتبة الألوهية، وهذا ما أورده مؤسس الطريقة أحمد رضا خان فى كتابه «حدائق بخشش» ٢/١٠٤ الذى يقول فيه: «يا محمد لا أستطيع أن أقول لك الله، ولا أستطيع أن أفرق بينكما، فأمرك إلى الله هو أعلم بحقيقتك» وبناء على هذا المعتقد تبنوا عدة آراء مغالية فى الدين كاعتقادعم أن النبى ليس بشرا بل نور من نور الله، وأن كل الخلائق من نوره، كما أورد ذلك أحمد يارخان فى كتابه «مواعظ نعيمية» ص ١٤.
طقوسهم 
بحكم القرب المكانى من إيران ومن الهند ذات الديانات المتعددة، أخذت هذه الطريقة العديد من طقوس الشيعة والديانات الهندية، فبعدت بذلك عن أصل الطريقة القادرية، ويقيم «البريليون» احتفالات خاصة على مدار العام أشهرها ذكرى المولد النبوى الذى ينفقون فيه الأموال الطائلة، إلى جانب احتفالات الأعراس على قبور الشيوخ والأولياء مثل عرس الشيخ الشاه وارث فى بلدة ديوه، حيث يشعلون الشموع والقناديل ويرددون الأشعار والغناء مثل الأعراس، ويعتقد البريليون أن التخلف عن هذه الاحتفالات أو الأعراس من أكبر الذنوب عند الله وأنها أعظم وأخطر من ترك الصوم والصلاة.
وتتعدد المزارات الصوفية عامة فى باكستان وأشهرها مدينة ملتان الباكستانية التى يسمونها «مدينة الأولياء» لكثرة ما فيها من قبور ومزارات.
ولهم طقوس خاصة فى الصلاة والأذان حيث يصرون على تقبيل الإبهامين عند الأذان ومسح العينين بهما، ويعتبرون تارك هذا الفعل مبتدعا يعادى رسول الله والدين الإسلامي، وألفوا فى ذلك العديد من الكتب والرسائل العلمية التى تتحدث عن فضل هذا الطقس فى جلاء البصر مثل كتاب «منير العينين فى تقبيل الإبهامين».
السياسة 
تراجع الدور الذى قامت به الطريقة البريلوية بعد بداية حركة الجهاد الأفغاني، حيث تنافت مع مبادئ المتشدديين الذين فتحت لهم جنبات دولة باكستان وأدى ذلك إلى انتشار عدة طرق ومذاهب أخرى تتسم بشيء من الاعتدال، مثل الطريقة «الديوبندية» التى تنتهج المذهب الحنفي.