رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

خلايا إخوانية تهاجم مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس

الدكتور عبد الرحيم
الدكتور عبد الرحيم على
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجح مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، بعد ما يُقارب العام من إطلاقه، في إحداث نشاط سياسي فكري ملحوظ يهتم بدراسات الإسلام السياسي وقضايا الإرهاب، ضمن جهوده لكشف محاولات توظيف بعض الأطراف للإسلام وحقيقة أنه دين تسامح ومحبة.
وتميز المركز عن غيره من مراكز الدراسات والبحوث السياسية المختصة في فرنسا وأوروبا عموما، بمطبوعاته وإصداراته الفكرية المُعمقة، وشبكته الإخبارية الغنية "المرجع" باللغات العربية، والفرنسية والإنجليزية، والألمانية، وبتنظيم العديد من أهم المؤتمرات والندوات بحضور سياسي فرنسي هام، ما أسهم في التعريف بخطر تنظيم الإخوان المسلمين على الدول الأوروبية وليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، وقدم لصانع القرار ورجل السياسة حقائق تسهم في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلام العالمي.
ويرى المركز أن قضايا تيار الإسلام الحركي والإرهاب والبحث فيها، في حاجة مُلحة أكثر من أي قضية أخرى، لجهد ملموس وحقيقي في مجال المعلومات، ويحرص على استكمال غير المتاح ويعالج المتوفر منها، خاصةً بعد أن أصبحت تلك القضايا تقض مضاجع الجميع في الشرق والغرب ليس فقط بسبب الإرهاب الذي يحصد أرواح الأبرياء بلا تمييز، ولكن بسبب نشر أفكار تحاول تغيير العالم نحو الأسوأ، خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير، وحرية العقيدة، والموقف من المرأة، والفن، وغيرها.
وحذر المركز في هذا الصدد من تغلغل بعض الجماعات الإسلاموية في المُجتمعات الأوروبية والغربية عموما ذات النظام العلماني المُنفتح على ثقافة الآخر، بدل السعي للاندماج والتفاعل مع تلك المجتمعات.
وأبرزت فعاليات المركز الغنية، التي تابعها العالم، دور قطر والإخوان في تمويل وصناعة الإرهاب الدولي، ونجحت في كشف عدد من الأذرع المالية للإخوان المُنتشرة في الغرب، وعمليات تبييض الأموال، والصفقات المالية ذات الصلة بالرهائن الغربيين والإفراج عنهم لتمويل الجماعات الإرهابية، وقدم المركز في هذا الصدد العديد من الشهادات الحية والوثائق المؤكدة.
وبعد نجاحه في كشف دور المال القطري في تمويل الإرهاب العالمي، وظهور العديد من الحقائق، تعرض المركز ورئيسه البرلماني والباحث د.عبدالرحيم علي، بشكل خاص منذ مايو الماضي إلى هجمة شرسة من خلايا إخوانية نائمة مموّلة قطريا، بتحريض بعض الإعلام الفرنسي على المركز بمحاولة اتهامه بمعاداة السامية، لعلمها باستحالة مهاجمة المركز بحجج أخرى، وذلك بعد تأكيد المركز تأييد مواقف الدول العربية والإسلامية الرافضة لنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس المحتلة.
وانطقلت الحملة ضد المركز على يد "رومان كاييه"، الذي يعرف نفسه متخصصًا في شئون الحركات الإسلامية، وهو في الحقيقة فرنسي اعتنق الإسلام قبل سنوات وانضم إلى التيار السلفي المتشدد، وتعتبره جهات فرنسية خطرًا على الأمن القومي، وتوقفت بعض القنوات عن دعوته للمشاركة في ملفاتها السياسية باعتباره خبيرًا في الحركات المتطرفة.
ومن جهة أخرى، كشف المركز في تقرير حديث، جهود حكيم القروي أحد أبرز الوجوه الموالية للإسلاميين في فرنسا، لتسهيل صعود الإخوان في الأراضي الفرنسية خاصةً، بفضل التمويل والاستثمار، بسبب ارتباطه بجماعة الإخوان المدعومة من قطر التي تضخ أموالاً طائلة في أوروبا بشكل عام وفرنسا بشكل خاص.
وفي هذا الصدد كشف تقرير نشرته حديثا صحيفة "لاكروا" الفرنسية، أن استثمارت قطر في فرنسا تبلغ 40 مليار يورو، ما يجعلها أكبر داعم لجماعات متطرفة بجزء كبير من استثماراتها الكثيرة، لتعد فرنسا بذلك ثاني وجهة للاستثمارات القطرية في الخارج.
ويضم مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس في هيئته الاستشارية كلا من رولان جاكار رئيس المرصد الدولي لمكافحة الإرهاب والخبير الاستراتيجي في الإرهاب لدى مجلس الأمن، ريشار لابفيير الباحث والأخصائي في مجال الإرهاب مؤلف كتاب "دولارات الرعب"، الباحث والكاتب عثمان تزغارت مؤلف كتاب "وصايا بن لادن"، والمُختص بقضايا الإخوان في أوروبا الكاتب يان هامل.
وفي هذا السياق حذر رولاند جاكار من الدعم القطري الأهم في العالم لكل الحركات الإسلامية، بعد إنشاء ما يزيد على 2000 مؤسسة تدعمها قطر في مختلف الدول لتمويل الإرهاب، فيما أكد ريتشارد لابفيير أن المُستفيد الأول من جرائم الإرهاب في المنطقة هم جماعات الإخوان المُسلمين.
المرجع
أطلق مركز دراسات الشرق الأوسط من العاصمة الفرنسية مشروع "المرجع" الدولي، الذي يضم شبكةً إخباريةً إلكترونية مُتخصّصة في دراسات الإسلام السياسي بالفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، لتزويد صانع القرار العربي والأوروبي بما يلزم من معلومات موثقة لمواجهة الجماعات الإرهابية وحلفائها في العالم، ومُحاصرة تحركاتها في الأوساط الدولية، وإطلاع الرأي العام الغربي والأمريكي على جرائمها ومحاولاتها التأثير على تقاليد وقيم التسامح وحوار الحضارات.
ويتضمن المشروع كذلك إصدار العديد من الأبحاث والدراسات التحليلية، منها مجلة "المرجع" التي تطبع وتوزع في لندن، ونيويورك، وباريس، وهامبورغ، والقاهرة باللغات الأربع، وتشكل مرجعاً حقيقياً للباحثين في ظاهرة الإرهاب على مستوى العالم في المستقبل القريب.
وعن أهمية المشروع يقول رئيسه الدكتور عبدالرحيم علي، إن العالم يواجه اليوم جُملة من التحديات، أهمها القدرة على التصدي للإرهاب، وزحف أفكار التَّطرف والتّعصب الأعمى الذي تنشره جماعات الإسلام الحركي في العالم بشكلٍ مُنظم ومُمول ومُخطط ودقيق.
ولفت إلى أن انكسار شوكة تلك الحركات في دول عديدة بالعالم العربي في السنوات الأخيرة، كما في مصر ودول الخليج العربي وغيرها من الدول، جعلها تتطلع لغزو أوروبا، أملاً في إيجاد أرضية سانحة للانتشار والتمَدد ونشر أفكارها بشكل واسع، بتكثيف عمليات التجنيد للجيل الثاني من المهاجرين، يساعدها في ذلك تمويل سخي من دول عدة لها مصلحة في انتشار هذه التنظيمات في أوروبا، مثل قطر، وتركيا، وإيران، مُستغلين هامش الحرية والديمقراطية الواسع في الدول الأوروبية.