الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى وفاته.. ماذا كتب طه حسين عن "أهل الكهف" لتوفيق الحكيم؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الأديب توفيق الحكيم من الأسماء البارزة التي تاريخ الأدب الحديث، والذي تحل ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم من عام 1987 والذي عاصر عمالقة الأدب العربي مثل طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد أمين وسلامة موسى.
ونال العديد من الجوائز على أعماله الأدبية، منها قلادة الجمهورية عام 1957، جائزة الدولة في الآداب عام 1960، ووسام الفنون من الدرجة الأولى، وقلادة النيل عام 1975.
كتب عميد الأديب العربي طه حسين عن توفيق الحكيم مقالًا بعنوان "أهل الكهف" ضمّنه كتابه "فصول في الأدب والنقد"، بعد أن أصدر الحكيم مسرحية "أهل الكهف"، والتى أحدثت نقلة كبيرة في الأدب المسرحي وبداية لظهور ما عُرف بالمسرح الذهني.
قال طه حسين في مقاله: إن قصة أهل الكهف ذات خطر، لا أقول في الأدب العربي المصري وحده، بل الأدب العربي كله، تؤرخ في الأدب العربي عصرًا جديدًا، وحققت كل ما أُريدَ للقصة التمثيلية في أدبنا العربي.
وأضاف طه حسين: إن قصة أهل الكهف أغنت الأدب العربي، وأضافت ثروة لم تكن له، ويمكن أن يقال إنها قد رفعت من شأن الأدب العربي، وأتاحت له أن يَثبت للآداب الأجنبية الحديثة والقديمة، ويمكن أن يقال إن الذين يُعنُون بالأدب العربي من الأجانب سيقرءونها في إعجاب خالص لا عطف فيه ولا إشفاق ولا رحمة لطفولتنا الناشئة، بل يمكن أن يقال إن الذين يحبون الأدب الخالص من نقاد الأجانب يستطيعون أن يقرءوها إن تُرجمت لهم ويجدوا فيها لذة قوية، ويجدون فيها متاعًا خصبًا، وسيثنون عليها ثناءً عذبًا كهذا الذي يخصّون به القصص التمثيلية البارعة التي ينشئها كبار الكُتاب الأوروبيين.
ويرى عميد الأدب العربي أن النقاد يتبين لهم من خلال هذه القصة أنه يوجد فيها روح مصري ظريف وروح أوروبي قوي، كما أن موضوعها لم يخترعه الحكيم وإنما استكشفه، وفرقٌ ظاهر بين الاستكشاف والاختراع، ولعل الاستكشاف يكون أضعف في كثير من الأحيان من الاختراع، وهو في قصتنا صعب عسير، القصة موجودة في القرآن الكريم، وهو قبل أن يوجد في القرآن كان معروفًا في القصص المسيحية التي لها حظ من التقديس، ويكفي أن تعلم أنه حديث أهل الكهف الذين أشفقوا من اضطهاد ملك رومي للمسيحيين، ففرّوا بدينهم من هذا الملك الظالم، وأووا إلى الكهف، فناموا فيه ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعًا، ثم بعثهم الله عز وجل فأنكروا الناس، وأنكرهم الناس، فعادوا إلى كهفهم، وفيه قبضهم الله إليه.