الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بيت السحيمي.. بقعة من الوجد والعشق الإلهي

بيت السحيمى
بيت السحيمى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر هذا البيت الأثرى من أجمل البيوت الأثرية التى تعود للعصر الفاطمى فى مصر، والتجول فيه يعود بك إلى أجواء تلك العصور، فهو رغم عمره الذى يتخطى ٣٥٠ عامًا، فإنه لا يزال يحتفظ ببهاء معماره، وزخارفه الإسلامية كما عاشت به الكثير من الأسر الارستقراطية. بنى هذا البيت فى عام ١٦٤٨م، وترجع تسميته إلى آخر من سكنه وهو محمد الأمين الحربى السحيمي، وهو أحد علماء الأزهر، وكان شيخًا للرواق التركى فى الأزهر آنذاك.. ويُعتبر البيت نموذجًا لعمارة البيوت السكنية ذات الخصوصية العالية التى امتازت بها بيوت القاهرة القديمة ذات الطابع الدينى فى التصميم، حيث يُراعى الخصوصية وحرية الحركة داخل البيت، إلى جانب مراعاة المناخ وتغيراته، ما جعله درة العمارة العثمانية وتاجها. تم بناؤه على مساحة ٢٠٠٠ متر مربع، ويتكون من ١١٥ غرفة، وهو الآن تابع لصندوق التنمية الثقافية، وتشهد جدرانه كل ليلة على الأمسيات الشعرية والحفلات الروحانية للمنشدين وجلسات خيال الظل والأراجوز التى يعشقها الأطفال ويحبها الكبار. ونظرًا لقيمته التاريخية والمعمارية، قرَّرت الحكومة المصرية عام ١٩٩٧ إنشاء مشروع تنمية متكامل للبيت والمنطقة الفاطمية بأكملها تحول الآن إلى واحة ثقافية متنوعة المجالات تحفل بالندوات والورش والحفلات. وتقام بهذا البيت عروض فنية عدة متنوعة تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية، من بينها عروض «خيال الظل»، و«الأراجوز» كونها إحدى المفردات الثقافية والجمالية التى أبدعها الوجدان الجمعى المصري. وعلى الرغم من أن عمر البيت لا يتجاوز ٣٥٠ عامًا، فإن موقعه وتصميمه كفل له مكانة مميزة فى تاريخ المعمار الإسلامي، كما ساهم فى تنمية المنطقة المحيطة به، فتحول من منطقة أثرية مهجورة إلى منطقة نشطة سياحيًا، سواء من السياح الأجانب أو المصريين، فأغلب المصريين يُحبذون الذهاب له للاستماع إلى الإنشاد الديني، ومن ثم الخروج والاستمتاع بالسير فى شارع المعز وسط محلات الصاغة والذهب، على أرضية مصقلة لا تطأها السيارات. ويتسم المنزل بضم فنون النجارة التقليدية الإسلامية والممثلة فى المشربيات والأسقف المفتوحة وذات الشقوق الصغيرة التى تسمح بدخول الهواء والنور، أيضًا الأبواب والدواليب الخشبية ذات الزخارف أو التعشيقات، وفنون الرخام المزخرف بالألوان المبهجة، كذلك وجود فناء خلفى به نافورة لأهل المنزل، وطاحونة للقمح، وغيرها من المحاصيل. ويكتمل السحر لحظة السير بجانب البيت، حيث تجد نفسك خارج الزمن، فتشعر أنك عدت إلى العصر الفاطمي، بجمال القاهرة وسحر التاريخ، والرجوع للأصول الإسلامية القديمة فى استحضار جميل وساحر لعالم لم تعشه من قبل. ونظرًا لأهمية البيت وقيمته التاريخية، قررت الحكومة استغلاله وفتحه للجمهور ليس فقط كمزارٍ إسلامى إنما ليكون محفلًا ثقافيًا متنوعًا، حيث يعتبر نموذجًا فريدًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة فى آنٍ. وحفاظًا على الطابع الأثري، تقام داخل جدران البيت حفلات موسيقى شرقية وإنشاد ديني، إلى جانب التنورة والمولوية التى توصل الوجد والعشق الإلهي، وتأخذ السامع إلى عالم روحانى بعيد عن الماديات والموجودات.