السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دقة المعلومات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"اعرضوا الحقائق، وهى ستهزم الشائعات" هذه العبارة أطلقها الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في اجتماعه الأول مع المستشارين الإعلاميين والمتحدثين الرسميين للوزراء والجهات الحكومية المختلفة، ويكاد يكون الأول من نوعه، ولكنه ليس بجديد على سياسات الحكومة التي تسعى منذ سنوات للتواصل مع المواطن بشكل مباشر وتسعى لمواجهة الشائعات التي يتم إطلاقها ضد الاقتصاد والأمن المصري وإظهار المجتمع المصري بحالة الفشل سياسيًا واجتماعيا وصولا لنشر الروح الانهزامية، وبث حالة الإحباط بين المواطنين للتشكيك في الدولة ومؤساساتها وصولا لإفشالها وإسقاطها وفق ما يعرف بحروب الجيل الرابع.
في الفترة الماضية شهدت اهتمامًا حكوميًا كبيرا بمنصب المتحدث الإعلامي والمستشار الإعلامي وبعض الجهات الحكومية لجأت للاستعانة ببعض الصحفيين والإعلاميين في هذه المناصب، وبعض الجهات اكتفت بمحاولة تصعيد أحد أبنائها للقيام بهذه المهام، وشهدت السنوات القلية الماضية دخول كثير من الصحفيين والإعلاميين في هذا المجال لمساندة الحكومة في مهامها بشكل مباشر، وبعض هؤلاء الإعلاميين والصحفيين لم يحسنوا استغلال السلطات التي منحت لهم، ولم يخدموا الأفكار والتوجهات الحكومية التي كان منتظرا أن يحققوا طفرة في تحقيقها وتوصيلها للإعلام والجمهور بشكل أفضل، وهناك مجموعة فضلت الانزواء والاختفاء والظهور على فترات متباعدة، وهناك من أصبحوا نجوم وواجهة تتحدث باسم الحكومة المصرية بالكامل وليس باسم الجهات التى يعملون بها، هؤلاء الذين اختاروا المواجهة والاقتحام والظهور المستمر وتحمل تبعات الصراعات والخلافات في مجال الإعلام وبين الصحفيين والإعلاميين على اختلاف تنوعهم وانتمائهم واختلاف تبعية المؤسسات الإعلامية التي يتعاملون معها.
ما تتبناه الحكومة والنظام السياسي حاليا من قواعد جديدة للتواصل مع الجمهور والشفافية ومشاركة المواطن في تحمل المسئولية من اطلاعه على كافة التطورات في جميع الملفات السياسية والاقتصادية والخدمية، تفرض على الحكومة، وأجهزتها المختلفة أن تلجأ لخبرات ذات كفاءات في إدارة التواصل مع الجمهور ومع الإعلام، وأن يكون لدى جميع هذه الجهات استراتيجيات إعلامية واضحة الأهداف والأدوات، ومن ثم يجب أن تكون كافة الجهات الحكومية لديها وضوح تام للفرق بين مهام المتحدث الرسمي والمستشار الإعلامي والمسئول الإعلامي عن الأمور التنظيمية.
الأمر لم يعد يحتمل أن يكون في هذه الأماكن من لا يحسن استغلال سلطاته ويتسبب في المتاعب والمشكلات يتصادم مع الإعلام، بالشكل الذي يسبب حالة من فقدان جسور التواصل مع الجمهور، فبدلا من بناء حالة من التكامل بين دور المستشارين الإعلاميين والمتحدثين والجمهور من خلال الإعلام، ينشغلوا بصراعات جانبية لا تخص الحكومة ومهامها في شيء.
تحية للدكتور مصطفى مدبولي على مبادرته وعلى لقائه مع أحد أهم أذرع الحكومة في التواصل مع المواطنين بشكل مباشر، ولكن هؤلاء المستشارين الإعلاميين والمتحدثين الرسميين، يجب أن يتم وضعهم دائمًا تحت الاختبار والتقييم ومراجعة ما يحققونه من أهداف، وما قدرتهم على تحسين الصورة والسرعة في التواصل مع المواطنين، ومواجهة الشائعات، وقدرتهم على نقل الأرقام والحقائق دون لبس.