الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كِش ملك!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو، وانتشار الحرب الكلامية بين مؤيدين يدافعون عن الملكية ومعارضين لها، فالبعض يرى مصر فى حكم الملكية كانت فى أبهى وأزهى عصورها، والبعض الآخر يرى أنها فترة الظلم والقهر والفساد والاستعباد للمصريين، وسنعرض سلبيات وإيجابيات الملكية فى فترة حكم الملك فاروق الأول لنعرف لماذا قامت ثورة 23 يوليو؛ فمن إيجابيات الملك أنه أنشأ مدرسة الطيران، والكلية البحرية، ونجاح تجربة إطلاق أول صاروخ مصرى الصناعة، وإنتاج أول طائرة تدريب مصرية بمحركات توربينية، وإنشاء سلاح المظلات ومدرسة المهندسين العسكرية، ومدرستى أركان الحرب وضباط الصف، وتجنيب مصر ويلات الحرب العالمية الثانية، وإنشاء الإدارات المحلية ووزارة الاقتصاد، ثم وضع حجر الأساس لمبنى نقابة المحامين، وأنشأ نقابة الصحفيين، وديوان المحاسبة ثم الجهاز المركزى للمحاسبات، وتمصير قادة الجيش، وتوقيع اتفاقية مونتريه لإلغاء الامتيازات الأجنبية، كما طلب من الحكومة إلغاء كافة امتيازات المندوب السامى البريطانى ليصبح بذلك سفيرًا عاديًا، كما أنشأ جامعة فاروق الأول، وجامعة إبراهيم باشا، وقناطر إسنا والدلتا وأسيوط، خزان جبل الأولياء فى السودان، وانضمام مصر لعصبة الأمم، ثم توقيع بروتوكول جامعة الدول العربية، ثم جلاء الإنجليز عن مصر، وتشييد مجمع التحرير، والمجلس الأعلى للشئون العلمية والصناعية، وافتتاح نادى القضاة ومبنى اتحاد الغرف التجارية، افتتاح بنك القاهرة؛ كل هذا عظيم، ولكنه الزامًا عليه وليس جبايةً أو منحةً منه، فهو الحاكم وتلك الأمور لابد أن يقرها وينشأها أى حاكم فى بلاده، ولكن سلبياته كانت فادحةً ما بين الإقطاعية والاستعمار وفساد حاشيته وعائلته والفساد السياسى، وله واقعة فى إحدى رحلاته لأوروبا، حين ذكرت (فرانس بريس) هذا الخبر (فاروق ينتزع النصر فى السباق فى دوفيل ويخسر أربعة ملايين ونصف مليون فرنك فى نصف ساعة)، وهذا الخبر يوضح مدى السفه وحال الحكم آنذاك، حيث كان الشعب منقسمًا إلى طبقتين ما بين باشوات وبهوات، يعيشون فى أحياء راقية فلل وقصور ومزارع بمئات الفدادين ومتاح لهم كل الخدمات وفرص التعليم والوظائف، والطبقة الأخرى يسيرون فى الشوارع حفاة، وهم الفلاحون وسكان الأحياء الشعبية، لعدم القدرة على شراء حذاء.
وبدأت وقتها الحملة القومية لمقاومة الحفاء وكان المشروع قائمًا على التبرعات، وجاءت سياسات الإقطاع والفساد فى مصر بسبب تجميع ثروة الملك المهولة، هذا غير ثروات عائلته، فلقد ورث عن والده الملك فؤاد 15 ألفًا و400 فدان، وفى نهاية حكمه وصلت لأكثر من 96 ألف فدان، ومليونًا و315 ألف جنيه، عندما كان الجنيه المصرى أعلى قيمة من الدولار، وكان وقتها الفلاح المصرى يعمل فى الإقطاعيات أجيرًا ذليلًا مقابل الأكل والشرب فقط، وفى عهده كان عدد سكان مصر 18 مليون مصرى كانت ملكية الأرض الزراعية لـ 280 شخصًا فقط من الحاشية والمعارف، وكان الاقتصاد المصرى تحت سيطرة مجموعة من الإقطاعيين والأجانب، وكانت نسبة الأمية 80%، ونصف الشعب مريض بالبلهارسيا، وأكثر من هذا، ولكن المقال لن يكفى ما سنسرده من فساد؛ وهذا ما جعل الضباط الأحرار ينتفضون ويثورون لكرامة المصريين، ويقومون بثورة 23 يوليو، ثورة الجيش التى أيدها وساندها الشعب، وانتفضت مصر بأكملها تؤيد وتبارك لأول رئيس مصرى من جذور مصرية يحكم مصر، وتخلص الشعب من الملكية «الأجنبية» التى نهبت خيرات الوطن، وجعلت مصيره فى يد عائلة واحدة تتحكم به، وأصبح للمصريين الحق فى الحياة الكريمة وتقرير مصيرهم بأنفسهم، فتحيةً لأرواح الضباط الأحرار، وعلى رأسهم خالد الذكر الزعيم جمال عبدالناصر الذى سنتحدث عن إنجازاته فى المقال المقبل.