الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"رحلة البحث عن توفير البنزين.. فشلت في «الكيكي» ففاتني الأتوبيس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كعادة الناس تمنيت أن يكون لدي وأنا صغير دراجة وحلمت أن تتحول يوما ما إلى موتوسيكل.. وفي وقت متأخر كنت أرى نفسي وأنا عائد من العمل وأولادي ينتظروني في «شرفة المنزل» فاضرب «كلاكس السيارة» فيهللون وينزلون مهرولين، اعطيهم «البطيخة وكيس الجوافة» من ع الكنبة الخلفية، ثم أركن السيارة التي تطورت معي من «السيات» دون أن تفقد الترتيب فمن الـ«25» مرور بالـ«27» والـ«28» والـ «31»، كان في مخيلتي أحلام كثيرة للتنزه مع أبنائي وزوجتي وأشقائي ووالدتي، لكن زيادة أسعار البنزين قضت عليها ولم يعد متاح منها إلا الضروري، بحثت عن بنود للتوفير حتى تمر الأزمة فكان لزاما أن أقفز بعض الأيام في «الأتوبيس» كان لي سابق عهد به قبل سنوات وشاءت الظروف أن أعود إليه، لكن وكأن الناس جميعا اتجهوا إلى نفس الفكرة.. حملت كتابا وزجاجة مياه وذهبت إلى المحطة في انتظار قدوم «الأتوبيس» وجدت هؤلاء الثلاثة في الصورة، فاستبشرت خيرا أنني سأتنقل بين مقاعد الأتوبيس الفارغة «كما تنقل اللمبي في عزاء والد عم بخ»، جلست بجوار الرجل وسألته «الأتوبيس جاي إمتى» فأجاب: «شوية» وأخذ يضحك بهيستريا وهو ينظر إلى «شاشة الموبايل» اختلست النظر فوجدته يشاهد «كيكي»، فأحببت أن أقتل الوقت بالحديث، أظهرت الكتاب قليلا ليُدرك أنني مثقف ثم وضعت ساقا على ساق وقلت: «مش عارف الناس جرالها إيه.. بنتعلق ليه بالهيافات.. فقدنا القدوة»، فنظر إليّ الرجل كتلك التي نظرها «علي بيه مظهر لشحاتة المعفن»، ثم قال: «انت يا أستاذ بتعرف ترفس»، اندهشت وقلت له: مش فاهم.. ضحك كما ضحك على «الكيكي» وقال: «ترفس لا مؤاخذة زي الجحش»، تصبب العرق مني وقلت له ليه حضرتك.. فأجاب: «علشان تركب الأتوبيس»، قلت له: «المحطة فاضية» وهنا دخل الأتوبيس وكأنه «سندوتش تم حشوه بالناس» قفز الرجل ودخل بين الناس، حاولت «الشعبطة» ففشلت، مد الناس على الأبواب أيديهم إليّ ما وصلت، جريت كالأرنب فما لحقت، فوقفت «أرقص الكيكي وأتعلم الرفس».