الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الخبرات الدولية في مكافحة الإرهاب".. تجربة 14 دولة أوروبية

كتاب الخبرات الدولية
كتاب "الخبرات الدولية فى مكافحة الإرهاب"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعانى عدد من الدول العربية منذ عام ٢٠١٣ من تزايد العمليات الإرهابية، الذى صحب صعود التيارات الإسلامية إلى الحكم فى بعض الدول العربية عقب ثورات الربيع العربى، انتقلت آثار الإرهاب من دول الربيع العربى إلى دول أخرى لم تشهد وجود احتجاجات، مثل العراق، وكذلك للدول الأوروبية. فأصبحت قضية الإرهاب تتصدر الخطاب الرسمى للعديد من دول العالم، بشكل متزايد، فى الشرق والغرب، مثلما كان الوضع أثناء أحداث الحادى عشر من سبتمبر. لكن الوضع يختلف كثيرًا الآن بسبب تزايد العمليات الإرهابية من ناحية، بالإضافة إلى التحول النوعى فى طبيعة الإرهاب نفسه، وذلك حسبما يقوله مصطفى كمال باحث مساعد بوحدة الدراسات الأمنية والعسكرية، تعليقًا على صدور دراسة «الخبرات الدولية فى مكافحة الإرهاب» للدكتورة إيمان رجب. 
ويضيف كمال لـ«البوابة»: «إن الدراسة ورغم ما تحتويه من دراسة الإرهاب كظاهرة من إشكاليات تتعلق بعدم وجود تعريف شامل له، وعدم تحديد الكيانات التى توصف بالإرهابية الأمر الذى أدى فى النهاية إلى تعقيد عملية مجابهة الأنماط الجديدة للإرهاب». 
تشير الدراسة إلى أن الصورة الجديدة للممارسات الإرهابية تعبر عن نوع جديد من الإرهاب يعرف باسم الإرهاب بلا قيادة، وأصبح هذا هو النمط الأكثر انتشارًا إلى جانب النمط التقليدى الذى يعبر عنه تنظيما القاعدة وداعش. وتعرف الدراسة الإرهاب بلا قيادة بأنه ممارسة الفرد أو مجموعة من الأفراد للفعل الإرهابى دون أن تكون هناك قيادة تنظيمية، أو قيادة ميدانية تخطط لتنفيذ العمليات الإرهابية على الأرض، أو مخيمات لتدريب العناصر الإرهابية، أو انتماء العناصر الإرهابية لتنظيم معين أو تبنيهم عقيدة/أيديولوجية معينة.
صدرت الدراسة ضمن العدد التاسع والثلاثين من سلسلة دراسات استراتيجية ومستقبلية الصادرة عن معهد البحوث والدراسات العربية، بعنوان «الخبرات الدولية فى مكافحة الإرهاب». حيث تناولت الدكتورة إيمان رجب بالدراسة والتحليل أربع عشرة خبرة دولية أوروبية وآسيوية وأمريكية فى مكافحة الإرهاب، كما قدمت تحليلًا للخصائص الاجتماعية لعينة من العناصر الإرهابية التى تم القبض عليها فى العمليات الإرهابية ما يضيف خبرة عملية لدى الدول العربية التى تواجه الإرهاب.
تنطلق الدراسة من مفهوم رئيسى، وهو القدرة على مكافحة الإرهاب ويقصد به توافر الأطر المؤسسية بمكافحة الإرهاب على المستوى الوطنى، والتى تهدف إلى الحد من وقوع العمليات الإرهابية ومنع تجنيد إرهابيين جدد. ورغم عدم وجود تعريف شامل للإرهاب، وعدم تحديد للكيانات التى تعد إرهابية، فإن هناك شبه توافق حول ما المقصود بالإرهاب، وهو تضمنته تعريف الأمم المتحدة للإرهاب بأنه كل فعل ينطوى على استخدام، أو التهديد باستخدام القوة يهدف إلى التسبب فى قتل أو إلحاق الضرر بالمدنيين أو غير المقاتلين، بغرض بث الرعب بين الناس، أو إرغام الحكومة أو أية منظمة دولية على فعل شيء ما.
وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة فصول رئيسية، يتناول الفصل الأول الصورة الجديدة للإرهاب، فيما يتناول الفصل الثانى الإرهاب على الأجندة العالمية، بينما يحلل الفصل الثالث الخبرات الدولية فى مكافحة الإرهاب، وانتهت الدراسة بعدد من الدروس المستفادة للدول العربية فى مجال مكافحة الإرهاب.
ويضيف مصطفى كمال: إن الدراسة تحلل ١٤ خبرة دولية فى مجال مكافحة الإرهاب هى الاتحاد الأوروبى وألمانيا وبلجيكا وروسيا وفرنسا وإيطاليا والدانمارك وسنغافورة وماليزيا وفنلندا وبريطانيا وهولندا والولايات المتحدة وسريلانكا، وتجمع هذه الخبرات بين الخبرات الجماعية والخبرات الفردية. كما تكشف هذه الخبرات عن أن الأطراف المعنية بمكافحة الإرهاب لم تعد هى مؤسسات الدولة الرسمية فقط، وإنما أصبح التوجه هو الشراكة بين هذه المؤسسات والمؤسسات غير الرسمية بما فى ذلك منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الدينية، فضلًا عن المواطن، ويعد إشراك المواطن الفرد فى عمليات مكافحة الإرهاب خطوة متقدمة لم تكن موجودة فى فترات سابقة، لا سيما فى ظل التطوير الذى لحق بكيفية إشراك المواطن فى عمليات المكافحة.
استقت الدراسة من خبرات الدول الأربع عشرة، التى تم تحليلها، مجالين مفيدين للدول العربية فى مجال مكافحة الإرهاب، وهما: كيفية تعزيز قدرات المؤسسات الأمنية على مكافحة الإرهاب، ويتعلق بكيفية التخطيط لسياسات المكافحة من حيث موضوعها.