الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مساكن الإيواء تسقط من حسابات المسئولين.. مقبرة الإهمال تحاصر 22 أسرة تعاني شبح الموت.. والأهالي: ذهبنا لرئيس الحي فقال لنا: "الحل عند المحافظ"

مساكن الإيواء تسقط
مساكن الإيواء تسقط من حسابات المسئولين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مساكن الإيواء أزمة تعانى منها محافظات مصر، والتى تواجه فى أغلب الأحيان تجاهلا واضحا من المسئولين عن تطويرها وتنميتها، ومن ثم تبقى عالقة، بينما يسارع المسئولون التنفيذيون فى التهرب من مسئوليتها وإلقائها على رئيس الحى أو مجلس المدينة، فيما يحملها رئيس الحى ومجلس المدينة للمحافظ والأجهزة العمرانية ووزارة الإسكان.


ففى محافظة الفيوم، يعانى سكان الإيواء من الأهمال وتجاهل مطالبهم وأصواتهم التى تئن من الأمراض والفقر والأمية وانتشار الفاحشة وتعاطى المخدرات، وغيرها من المشكلات اليومية التى تطرأ من تكدس شقق الإيواء، حيث يعانى أكثر من ٣٠ فردا يعيشون فى شقة واحدة بشكل غير آدمي، على أن تكون الشقة مقسمة إلى ثلاث غرف، كل أسرة وأكثر بغرفة والحمام مشترك.
٢٢ أسرة داخل مساكن الإيواء بمحافظة الفيوم، وتحديدا فى عمارة ١١١ بمساكن الشيخ حسن القديمة بحى جنوب، يعيشون حياة غير آدمية، يذوقون من العذاب كل ساعة ويلاته، حيث يعملون طوال اليوم فى حرف مختلفة وتجمعهم آخر النهار شقة صغيرة مكونة من ٣ غرف، وتسكن بكل غرفة أسرة تضم ما بين ٥ و٩ أفراد ليناموا فيها وسط وعود وهمية من المسئولين بتغيير الأحوال بعد صدور قرارات إزالة لمساكنهم التى كانوا يعيشون فيها، إلا أن الأهمال والتجاهل سيد الموقف


يقول «قرنى شعبان» عامل، والدموع فى عينيه من ضيق الحال: «أسرتى مكونة من ٦ أفراد ونعيش معا فى حجرة واحدة بشقة مكونة من ٣ غرف ويسكن بكل غرفة أسرة مثلنا، وقد يئسنا من الذهاب إلى مكاتب المسئولين من أجل الحصول على شقة تؤوينا، ورغم ذلك لم نجد من يقف بجوارنا ويرحمنا من عيشة الذل التى نعيشها، متسائلا: «كيف لـ٦ أفراد ومنهم ٣ فتيات قد بلغن ونعيش فى حجرة واحدة» الأطفال ينامون على الأرض حتى أصابهم المرض».
وتحلم «ملكه فكرى» مسنة، والتى تعيش مع ابنتها وزوجها المريض وأحفادها داخل غرفة بشقة مساكن الإيواء بأن تعيش داخل شقة قبل أن ترحل إلى الآخرة بلا رجعة، لافتة إلى أنهم قاموا بعمل أبحاث اجتماعية وتجهيز كل الأوراق التى تثبت حقوقهم فى الحصول على شقق من المحافظة، لكن المسئولين «ودن من طين والأخرى من عجين» ورئيس الحى يقول لهم «الحل عند المحافظ».
وانفجر «طارق خالد»، أحد المقيمين بغرفة بمساكن الإيواء، كالبركان غاضبا بأنهم يعيشون كالأموات رغم أنهم أحياء يرزقون، ولكن الحياة غير الآدمية التى يعيشونها هى التى جعلتهم هكذا بعد قرار الإزالة لمنازلهم التى كانوا يعيشون فيها من قبل، وأصبح الشارع مأوى لبعضهم بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة.