السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"الدفن".. اللوحة الأكثر جدلًا لـ"مايكل أنجلو" حول المسيح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المكان: حجرة رقم 8 بالمتحف الوطني في لندن، الاسم: لوحة "الدفن"، الزمن: عام 1500، الأدوات المستخدمة: ألوان زيتية على خشب. أبعاد اللوحة 161.7* 149.9 سم.. تتواجد لوحة استثنائية للفنان الإيطالي مايكل أنجلو.
يقول الموقع الأجنبي المعني بالفنون "JOURNAL OF ART IN SOCIETY" إن هذه اللوحة تصور السيد المسيح محمولًا بعد صلبه إلى مدفنه من قبل مجموعة أشخاص صاعدين بضع درجات صخرية توصل للمدفن. وأول ما يلفت انتباه الناظر إلى هذه اللوحة هي حقيقة أنها غير منتهية الرسم، حيث إن أقسامًا كبيرة من اللوحة تبدو فارغة تمامًا حتى من أي رسم أولي!
ولكن هذه الحقيقة ليست جزءًا من الغموض الذي يشمل هذا العمل الفني ويطرح أسئلة عدة بداية من أين أتت هذه اللوحة؟ ولم يتم إنهاء رسمها كاملةً؟ ولم يبد بعض الأشخاص الموجودين بها غريبي الشكل بدرجة ملحوظة؟ أحقاَ مايكل أنجلو هو من رسمها فعلًا؟ 
من الملاحظ في اللوحة الغموض الذي يحيط بالأشخاص الموجودين بها أو في حتى جنسهم.. حيث يبدو الشخص الذي يحمل المسيح من جهة الشمال ليس إلى القديس يوحنا (أحد من كتبوا الإنجيل في العهد الجديد) وذلك للون ثوبه الأحمر الطويل وشعره، وهو ما يميزه عادة عند تصويره في الأيقونات واللوحات بالكنيسة.
أما الأشخاص الآخرون هم غالبًا نيقوديموس (عضو المجلس اليهودي كما ذكره إنجيل يوحنا) ويوسف الرامي (الذي أعطى قبرًا كان قد أشتراه لنفسه ليدفن به المسيح) ويعتقد أن الشخصية الجاثية في الجانب الأيسر من اللوحة هي مريم المجدلية، والمرأة التي في الجانب الأيمن العلومي هي (التقية مريم سالومة وهي من أتباع المسيح ومذكورة في الأناجيل الأربعة وهي أم إثنين من تلاميذ السيد المسيح) كما تظهر اللوحة في زاويتها اليمينية السفلية رسمًا أوليًا غير مكتمل لمريم العذراء. 
لم يعرف الكثير عن أصل هذه اللوحة لسنوات عديدة إلى أن تم في 1971 العثور على طرف خيط من خلال دليل وثائقي، فقد تبين أنه في عام 1500 تم دفع مبلغ مالي لمياكل أنجلو ليقوم برسم أيقونة لكنيسة القديس أغوسطينوس في روما، لم يقم أنجلو بتسليم أي لوحة من هذا النوع للكنيسة وقام لاحقًا بإعادة المال المدفوع له، ويعتقد أن هذه المهمة التي لم تنجز هي لوحة الدفن، المعروضة حاليًا في المتحف الوطني في لندن. 
الجميع اتفق على أن هذه اللوحة هي بالفعل من أعمال مايكل أنجلو، وذلك للصلة الموجودة بين شخصيات هذه اللوحة مع أعماله الأخرى في تلك الفترة. 
وما يزيد من غموض هذه اللوحة هو التعابير المرتسمة على وجوه الأشخاص في هذه اللوحة، أو إن صح القول إنعدام التعابير، في حين تظهر مريم التقية (سالومة) حزينة بعض الشئ، ويظهر الأخرون ملامح وجه إما طبيعية أو منغمسة بالتفكير أو حتى ضجرة. ومن الممكن اعتبار هذا التكتم والغموض في إظهار المشاعر من خلال تعابير الوجوه على أنه فضيلة وليس عيبًا في اللوحة وهو ما يزيدها غموضًا.