داخل شقة سكنية حديثة البنيان ترك الأب وزوجته أطفالهم الصغار بمفردهم، وذهبوا إلى عملهم كالمعتاد، ولم يكن يعلم "الأب" عندما خرج تلك المرة أنها ستكون الأخيرة التي يري بها أطفاله، فلم يضع بالحسبان أن حياتهم ستنتهي في هذا اليوم وبتلك الطريقة المأساوية.
واستيقظت منطقة مساكن المحمودية القديمة بمدينة السلام على خبر تفحم طفلين عقب نشوب حريق هائل بالشقة التي يقيمون بها أثناء جلوسهما بمفردهما.
وانتقلت "البوابة نيوز" إلى بلوك 9 موقع حدوث الحريق والتقت بأحد شهود العيان ويدعى "محمد أحمد حسن"، صاحب مقهى أسفل العمارة التي بها الشقة المحترقة، وروي تفاصيل الحادث قائلًا: "فوجئت من هول ما شاهدته عندما رأيت حريق ضخم يلتهم شقة جارنا "سيد" فأثناء جلوسنا بأسفل العمارة شاهدنا دخانا كثيفا يخرج من "البلكونة الخلفية للشقة" وبمجرد أن شاهدنا هذا الدخان ذهبنا مسرعين نحوه وقمنا بالصعود إلى الطابق الخامس، حيث مكان تواجد الدخان، وهنا كانت الفاجعة، وجدنا نيران كثيفة تلتهم الشقة".
وأضاف: "حاولنا فتح الباب لكننا وجدناه "مكهربا" فقد كان بابًا حديديًا ولكن بعزيمة شباب المنطقة استطعنا كسره لكن لم يجدِ ذلك نفعًا، فلم يستطع أحد في بادئ الأمر دخول الشقة لكثافة النيران، وبالرغم من ذلك إلا أن شجاعة وشهامة أبناء المنطقة لم تحول بينهم وبين دخولهم الشقة من خلال إحدى بلكونات الجيران الملاصقة للشقة التى بها الحريق.
وأوضح شاهد العيان أنه بعد أن تسللوا إلى الداخل من خلال البلكونة استطاعوا إخراج أحد الأطفال لكنه كان مصابًا بإصابات بالغة لكننا لم نستطع إسعافه فبمجرد وصول الطفل الأول الى المستشفى وافته المنية.
وتابع "محمد حسن": "الأسرة تتكون من ٣ أطفال والأب والأم، وتم استدعاء 3 سيارات الإطفاء وأخمد رجال الحماية المدنية الحريق واستغرقوا وقتًا حوالي ساعة ونصف الساعة، وعثر رجال الإطفاء على الطفلة الثانية ولكنها كانت قد تفحمت و"كانوا منزلينها في كيس كبير".
وأوضح أن الطفلة الثالثة كانت مريضة في صباح يوم الحادثة وأتت عمتها لتأخذها إلى المستشفى، ثم قررت أن تبيت معها لليوم الثاني، فتعرض الطفلة للمرض في نفس يوم الواقعة أنقذها من الموت المحتم.
