الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"الكارتة".. عشق المصطافين على شواطئ مطروح

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«يا بتاع الكارتة استنى.. استنى بيش توصلنا.. تعبانين نريدوا هلنا.. يا بتاع الكارتة استنى»، بهذه الكلمات تغنى المطرب البدوى فى صحراء مصر الغربية، والتى كانت تعد وسيلة المواصلات الرئيسية بمحافظة مطروح خلال النصف الثانى من القرن الماضى، وظلت تحتل الصدارة فى عملية الانتقال ما بين المناطق المتفرقة والمتباينة المسافات، لا سيما داخل نطاق مدينة مرسى مطروح.
«الكارتة» عربة بسيطة تستخدم لنقل الأفراد والأمتعة من مكان إلى آخر، يجرها الحمار، وتصنع غالبًا من الخشب، عدا الهيكل والأعمدة من معدن الحديد، وهى ثنائية الأرجل، حيث تسير على إطارين من إطارات السيارات القديمة، وقوامها أربعة أعمدة من المواسير قطر بوصة واحدة، وعدد من الزوايا الحديدية التى ترص عليها ألواح الخشب الصغيرة، ويكون لها فتحة صغيرة من الخلف يركب منها الأفراد، وحمولتها نحو ٦ أفراد، يجلسون على مقعدين من الخشب تكسوها وسائد من القش أو أى مادة لينة وتكون مريحه للركاب.
كما يتم تركيب عرقين من الخشب يعلق بدايتهما فى مقدمة الكارتة بحلقتين من الحديد، ورباط مقوى من القماش، يوضع على بطن الحمار، وتربط بالحلقتين المعدنيتين، وتوضع قطعة من القماش القوى أيضًا على ظهر الحمار مباشرة قبل وضع السرج الخشبى على ظهره، وهو مشابه لسرج الخيل، وتبلغ التكلفة الإجمالية لصناعة الكارتة بالحمار ما بين ٥ إلى ٦ آلاف جنيه، وبالرغم من حدوث تطورات عديدة وسريعة فى عالم وسائل النقل، إلا أن صناعة الكارتة لا تزال موجودة ولكن بشكل ضئيل.
ظلت الكارتة تحتل المركز الأول فى دنيا وسائل النقل والمواصلات، وكان يقبل عليها ويركبها الكبير والصغير فى جميع أنحاء المحافظة، حتى بدأت السيارات الأجرة (التاكسى)، تنتشر بصورة كبيرة، وقابله تراجع فى أعداد الكارتات، حيث تحول الكثير من سائقى الكارتة، لشراء السيارات الأجرة بالتقسيط، فهى وسيلة سريعة ومريحة أكثر بكثير من الكارتة، ولكن هناك عددًا من أصحاب تلك العربات رفضوا التخلى عنها، ومع تولى أحد المحافظين المسئولية فى مطلع القرن الحالى، أصدر قرارًا بمنع سير الكارتة فى شوارع مدينة مرسى مطروح، ولكن بعد نهاية ولايته عادت الكارتة مرة أخرى إلى الشوارع.
يقول أحد عواقل القبائل البدوية، الحاج عطية شتا، رئيس مجلس إدارة القرية البدوية، إنه رغم وجود وسائل نقل ومواصلات حديثة بكل أنحاء مطروح، إلا أن الكارتة لها مظهر ومتعة مختلفة، ويقبل عليها المصطافون ورواد المحافظة، حيث يوجد عدد من الكارتات على الكورنيش الغربى، وتشهد إقبالًا ملحوظًا من المصطافين.