الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"مستلزمات مغشوشة تسبب الوفاة".. أجهزة قياس ضغط وسكر وسرنجات "بير السلم" بالأسواق تهدد حياة المصريين.. "عيسى": تؤثر على جرعات المرضى.. و"خليل": حقنة مقلدة أنهت حياة نجل وزير الصحة الأسبق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط غياب ضمائر البعض وسعيهم الدائم خلف الأرباح ولو على صحة الإنسان، انتشرت المستلزمات الطبية المغشوشة، والتي يأتي في مقدمتها؛ أجهزة قياس الضغط والسكر والحرارة الديجيتال وغيرها من المستلزمات التي تعطي مؤشرات خاطئة تمامًا مما تتسبب في وفاة العديد من المرضى إثر اتخاذ إجراءات على أساسها.

وبين حين وآخر تُطالعنا الأخبار بالقبض على أصحاب شركات ومصانع "بير سلم" تبيع مسلتزمات طبية مغشوشة بعد أن تطبع على عبواتها معلومات خاطئة منسوبة لشركات المستلزمات الطبية الكبرى وبدون تكليف من مصلحة التسجيل التجاري ثم تطرحها في الأسواق لتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب صحة عشرات الآلاف من المرضى.
وتتعدد المستلزمات الطبية المغشوشة المضبوطة ما بين أجهزة شفط دم وسرنجات وجونتات طبية ووصلات شريان وريدي وعبوات خيوط جراحة والكانيولا الخراطيم التي تستخدم في نقل المحاليل للمريض وعبوات بلاستيكية لتصنيع الكانيولات والتي يتم توريدها لبعض المستشفيات على أنها من إنتاج شركات كُبرى ذات ثقل في سوق الدواء.

ويقول الدكتور نادر جابر عيسى، إخصائي طب وجراحة الفم والأسنان: إن خطورة المستلزمات الطبية المغشوشة أنها لا تحقق الخدمة الطبية الصحيحة للمريض. موضحًا أن بعض أدوات حشو العصب المغشوشة التي تستخدم داخل جذور الأسنان تُكسر داخل فم المريض، كما أن بعض أدوات جراحة الأسنان المتاحة في السوق تُباع على أنها ألمانية المنشأ رغم كونها باكستانية الأصل أو مجهولة المصدر فضلًا عن؛ أن خامات تركيب وحشو الأسنان المغشوشة لا تعطي النتيجة المرجوة منها وقد تتسبب في أمراض الفم في وقت لاحق للمرضى.
ويُضيف عيسى لـ"البوابة نيوز" أن بعض أجهزة الضغط أيضًا المتوافرة في السوق غير صالحة للاستخدام، حيث أنها تُباع بأسعار مُنخفضة لا تتعدى 180 جنيهًا وأيضًا "سماعة طبيب" لا يتخطى سعرها 20 جنيهًا، تعطي، عن استخدامها، قراءات خاطئة تؤثر بالتالي على جرعات علاج المرضى. منوهًا بضرورة استخدام مستلزمات طبية معروفة المصدر يصعب تقليدها حتى لا تودي بحياة المرضى.

من جانبه يقول محمد حسن خليل، منسق لجنة الدفاع عن الحق في الصحة، إن المستلزمات الطبية لا يصح أبدًا أن تُصنع من المخلفات البلاستيكية لأن تركيبتها تكون غير مطابقة للمواصفات، حيث إنه من المفترض أنه بعد تصنيع المستلزمات الطبية يتم تعقيمها بأشعة "جاما" لكن في حالة المستلزمات إنتاج مصانع بير السلم فهي لا تخضع لأي تعقيم أو رقابة أو فحص.
ويستطرد خليل: "أتَذَكر أن نجل الدكتور إبراهيم بدران، وزير الصحة الأسبق، وهو مدرس شاب في كلية الطب كان لديه التهابات فتناول حقنة مضاد حيوي في الوريد تسببت في وفاته في التو واللحظة، وبعد بحث وتحقيق وتواصل مع الشركة المنتجة لعبوات المضاد الحيوي اتضح أنها مغشوشة وتعود لمصنع بير سلم يملكه صيدلي، حيث يصنعها من بودرة مجهولة المصدر وزجاجات فارغة ثم يطبع علبة باسم إحدى الشركات ويوزعها في السوق، وبالتالي فإن المستلزمات الطبية تتسبب في حالات وفاة في حالة كانت غير صالحة للاستخدام".
ويُشير خليل، إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن متوسط الأدوية والمستلزمات الطبية المغشوشة تمثل نحو 10% في السوق العالمية، وأن تلك النسبة تتفاوت بين المناطق والدول المختلفة، ففي سويسرا تبلغ 2% فقط بينما في الشرق الأوسط تبلغ 18%. مؤكدًا أن ما يقارب من 1/5 الأدوية والمستلزمات في مصر غير صالحة للاستخدام، شكلًا فقط، وهي ظاهرة خطرة جدًا ناتجة عن سعى البعض وراء حافز الأرباح على حساب صحة المصريين.
ويتابع منسق لجنة الدفاع عن الحق في الصحة، أن مسئولية السيطرة على المستلزمات الطبية المغشوشة يقع على عاتق الدولة، متمثلة في جهاتها الرقابية المختلفة، وذلك من خلال الرقابة على المصانع التي تصنع وتنتج وتوزع تلك المستلزمات، كما أنها مسئولية الجهات والأشخاص الذين يشترون تلك المستلزمات بهدف بيعها للمواطنين لأنه من المفترض أن يلجأون لشراء مستلزمات لجهات معتمدة.