كرم الدكتور طايع عبد اللطيف مستشار وزير التعليم العالى للأنشطة الطلابية ومدير مركز إعداد القادة بحلوان، الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر، على جهوده المخلصة والحثيثة فى سبيل تبصير الشباب بما يحاك من أخطار تستهدف النيل من الأمن القومي للبلاد.
وألقى المحرصاوى، محاضرة على طلاب جامعات مصر والمعاهد العليا بمقر مركز إعداد القادة بحلوان، مؤكدًا أن الشائعات سلاح يستخدمه أعداء الوطن بخبث، مشيرا إلى أنها تعد واحدة من أخطر وسائل الحروب والتدمير قديمًا وحديثًا، حيث إنها من أخطر وسائل التدمير المعنوي والمادي للأفراد والمجتمعات والشعوب.
وأشار رئيس جامعة الأزهر للطلاب إلى أن الشائعة تطلق على نقل خبر مكذوب أو فيه جزء من الصحة فيضاف إليه ما ليس فيه أو تهويل الأحداث وتضخيم الوقائع واختلاق الأخبار، ونقلها بين الناس بقصد نشر الفوضى، وإثارة الأحقاد وتفريق الصف أو الانتقام من شخص أو فئة أو جماعة وقد يكون سبب نشرها تحطيم الروح المعنوية وبث الرعب وزرع الخوف بين أفراد المجتمع.
وأكد أن الشائعات لا تنتشر في بيت إلا دمرته ونزعت الخير منه، ولا تنتشر في مجتمع إلا أضعفته، ولا تنتشر في أمة إلا مزقتها وفرقت أبنائها وقضت على مقدراتها، حيث أنها تنتشر بين الناس بسرعة مذهلة ويتناقلوها دون تفكير أو روية.
ولفت إلى أن الإسلام اتخذ من الشائعات موقفا حاسما؛ لخطورتها الكبيرة على الفرد والمجتمع، فحذر منها وأمر المسلم بحفظ لسانه ونهى عن الكذب وقول الزور والغيبة والنميمة وأمر بالتثبت من الأقوال والأخبار وعدم التسرُّع في نقل الكلام، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6]. وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} [الإسراء:36]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع".
وطالب رئيس جامعة الأزهر شباب مصر بالتمهل وإعمال العقل والتفكر بحكمة في الأهداف الخبيثة لمن يروجون الشائعات، موضحا أن الشائعة واختلاق الأكاذيب وتصوير الأمور على غير حقيقتها سلوك يتصف أصحابه بالضعف وخبث النفس وقلة الحياء وانعدام المروءة، مؤكدا ثقته الكاملة بأن شباب مصر على درجة عالية من الفهم والوعي والثقة في قيادته ومؤسساته الوطنية ولن تنطلي عليه خدع ومؤامرات الحاقدين من أعداء الوطن.
