الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

وسط إهمال المسئولين.. تصدعات في "برج الناسك" في موقع أم الرصاص

تصدعات في برج الناسك
تصدعات في "برج الناسك"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط إهمال ملحوظ وغياب تام للجهات المعنية في اتخاذ أي إجراءات حتى الآن لحماية البرج الوحيد المتبقي بمنطقة أم الرّصاص بوسط الأردن، والمعروف باسم برج "الناسك" رغم ظهور تصدعات التي على مرأى ومسمع العيان وتُنبئ بسقوط البرج قريبًا إذا لم تتدخل الجهات لإنقاذه.
وقبل عدة سنوات كان أحد الأبراج القريبة من "الناسك" تعرض للسقوط، ويؤكد مسئولون أن أسباب السقوط بسبب عوامل الطبيعة والزلازل، ويعد هذا الأثر التاريخي المثال الوحيد من نوعه للأبراج العامودية للتنسك الرهباني المسيحي في الأردن والتي تنفرد بها منطقة أم الرصاص الأثرية دون غيرها من المواقع الأثرية في الأردن بوجود برج الناسك فيها.
من جانبه، قال مدير آثار مدينة مادبا باسم العبادي: إن دائرة الآثار العامة وبالتنسيق مع الوزارة ومنظمة التراث العالمي لليونسكو تعمل ما بوسعها للحفاظ على الآثار التاريخية القيمة بمنطقة أم الرصاص بشكل عام وتولي أهمية كبيرة للحفاظ على سلامة هذا البرج الفريد والوحيد في الأردن.
وأوضح "العبادي" أن برج الناسك كان أحد العوامل المهمة إلى جانب اللوحات الفسيفسائية التي تحتوي على معلومات تاريخية قيمة والتي بسببها أدرجت المنطقة على قائمة التراث العالمي لليونسكو وتعتبر مزيجًا حضاريًا فريدًا يعكس التعايش الديني في تلك الحقبة التاريخية الإسلامية إبان دولة الخلافة الأموية والتي بنيت أغلب الكنائس في تلك الفترة، وبين أن منطقة أم الرصاص الأثرية كان فيها برجان عاموديان إلا أن البرج الآخر الذي حدد مكانه من قبل عالم آثار فرنسي من خلال الإشارة إلى موقعه من إحدى اللوحات الفسيفسائية بمنطقة أم الرصاص لكنه هُدم بالكامل منذ زمن بعيد إما نتيجة للزلازل أو عوامل طبيعية.
وأشار إلى أن برج "الناسك" هو الوحيد في الأردن في حين أن هناك أكثر من 264 برجًا مماثلا منتشر أغلبها في شمال سوريا نظرًا للاقتداء بالقديس سمعان السيرياني السوري الذي تشير بعض المصادر التاريخية والدينية المسيحية أنه مكث أكثر من 30 عامًا متنسكًا في برجه ويطلق عليه راهب حبيس عامودي والذي يقال إنه توفى وهو في حالة التنسك هذه وعرف باسم القديس سمعان العامودي.
وقال الراهب الأـشمندريت إينو كينديوس، الأب السابق للكنيسة الأرثوذكسية في مادبا، إن الرهبنة في الديانة المسيحية بدأت قديمًا وانتشرت في مصر وبلاد الشام الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وخاصة عند الرهبانيين المسيحيين الشرقيين. وتذكر المصادر التاريخية الموثقة أن هذا البرج أنشئ خلال الفترة البيزنطية في القرن 16 الروماني ويبلغ ارتفاعه 15م، بقاعدة مربعة تبلغ أبعادها 2.5 × 2.5م، وبني في أعلاه غرفة كانت مسقوفة بقبة.
يشار إلى أن هذا البرج لا يوجد فيه درج يؤدي إلى قمته وكان الزاهد المتنسك يرفع نفسه بالحبال إلى أعلى البرج حيث الغرفة المقببة بالأعلى حيث يتعبد ويمكث فيها فترة طويلة تصل إلى شهور وأحيانا إلى سنوات عدة ويقام وسط ساحة يحيط بها سور وفي الزاوية الجنوبية الشرقية من تلك الساحة تشاهد بقايا كنيسة صغيرة ترتبط بغرف جانبية رصفت أرضيتها بالحجارة والكلس.