إنه «بطل مصر الأسطورى» حسبما وصفه زميله، وأحد الضباط الأحرار الراحل لطفى واكد.
فى مذكراته يقول يوسف صديق: «لئن كانت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م تعتبر بمثابة الشرارة الأولى التى اندلعت فى حركة تحرير الشعوب.
بعد الحرب العالمية الثانية ـ فإننى أسجد لله شكرًا على أن هيأ لى مع ضعف صحتى وقوتى أن أكون الشرارة الأولى التى اندلعت فى هذه الثورة الخالدة».
قبل الموعد المحدد بقليل تحرك البكباشى يوسف صديق مع مقدمة كتيبته مدافع الماكينة من العريش إلى مقر الكتيبة الجديد فى معسكر هايكستب ومعه معاونه عبدالمجيد شديد.
ويروى أحمد حمروش فى كتابه «قصة ثورة يوليو» فيقول: اجتمعت اللجنة القيادية للثورة وقررت أن تكون ليلة ٢٢ ـ ٢٣ يوليو ١٩٥٢ هى ليلة التحرك وأعطيت الخطة اسمًا كوديًا (نصر) وتحددت ساعة الصفر فى الثانية عشرة مساءً، إلا أن جمال عبدالناصر عاد وعدل هذا الموعد إلى الواحدة صباحًا، وأبلغ جميع ضباط الحركة عدا يوسف صديق لكون معسكره فى الهايكستب بعيدًا جدًا عن مدى تحركه ذلك اليوم فآثر انتظاره بالطريق العام ليقوم برده إلى الثكنات، وكان لهذا الخطأ البسيط أعظم الأثر فى نجاح الثورة، ووفقا لذلك فقد تم إبلاغ يوسف صديق أن ساعة الصفر هي ٢٤٠٠ أى منتصف الليل وكان يوسف قائدًا ثانيًا للكتيبة، ولم يخف الموقف على ضباطه وجنوده، وخطب فيهم قبل التحرك، وقال لهم إنهم مقدمون هذه الليلة على عمل من أجل الأعمال فى التاريخ المصرى، وسيظلون يفتخرون بما سيقومون به تلك الليلة هم وأبناؤهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم.