الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قصة امرأة.. عاشت مرة وماتت مرتين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"مارجوري مكال" كانت تعيش مع زوجها جون وأطفالها في مدينة لورغان شمال أيرلندا في مطلع القرن الثامن عشر، أصيبت في أحد الأيام بحمى شديدة، دخلت على إثرها في إغماءة طويلة فظن الجميع أنها فارقت الحياة، ولأن ذلك العصر تميز بتفشي ظاهرة نبش القبور وسرقة الجثث، لذلك أرادت عائلة مارجوري نزع خاتم الزواج الذهبي من إصبعها لئلا يطمع فيه سارقو القبور فينتهكوا حرمة قبرها، لكن عبثا ذهبت محاولاتهم، فالخاتم أبى أن يترك إصبعها، وفي النهاية قرروا يائسين أن يدفنوه مع الجثة.
في مساء نفس اليوم الذي دفنت فيه مارجوري، قام لصين بنبش قبرها، وكم كانت سعادتهما عظيمة حين لمع خاتمها الذهبي على ضوء قناديلهم الخافتة، حاولا انتزاعه في الحال، بذلا جهدا كبيرا في ذلك، لكنهما باءا بالفشل، فالخاتم كان أضيق من أن يترك أصبع مارجوري، إلا أن ذلك لم يفت بعضدهما، لكنهما لم يتركوا فرصة مثل هذه، لذا قررا قطع أصبع مارجروي لاستخراج الخاتم، وما أن قاما بذلك وأخذ الدم يسيل من الأصبع المقطوع حتى فتحت مارجوري عينها فجأة وأطلقت صرخة مرعبة مدوية سقط أحد اللصين على أثرها ميتًا في الحال من شدة الخوف، أما الآخر فقد أطلق ساقيه للريح وكان ذلك آخر عهده بالمقابر، إذ لم يجرؤ على دخولها ثانية حتى آخر يوم في حياته.
أما مارجوري نفسها فقد تركت قبرها المفتوح وسارت بخطى مترنحة عائدة نحو منزلها حتى وصلت إليه وطرقت بابه، كان المنزل مكتظًا في تلك الليلة بالأقارب والأصدقاء الذين أتوا لمواساة زوجها جون الذي ما أن سمع الطرقات على الباب حتى أمسك عن البكاء وقال لأطفاله بصوت متهدج حزين:
"لو كانت أمكم على قيد الحياة لأقسمت بأن هذه هي طرقاتها"، ثم قام وفتح الباب، ويا ليته لم يفعل، فعند الباب كانت زوجته الميتة تقف منفوشة الشعر يعلوها التراب وهي ترتدي الأكفان وتقطر يدها دمًا، وقف جون المسكين يتأملها للحظات من دون أن ينبس ببنت شفة ثم خر إلى الأرض ميتًا من دون حراك، لقد توقف قلبه من هول المفاجأة، ويقال بأن الأقارب الذين أتوا إلى منزله تلك الليلة ليعزوه في زوجته، هم من حملوه على أكتافهم إلى المقبرة ودفنوه في نفس القبر الذي غادرته زوجته قبل ساعات قليلة، أما مارجوري نفسها فقد استعادت عافيتها تمامًا ويقال بأنها تزوجت مرة ثانية وعاشت حياة سعيدة مع أولادها وأحفادها حتى وافتها المنية بعد سنين طويلة، لكن هذه المرة لم يدفنها أولادها فورًا وإنما انتظروا لعدة أيام حتى تأكدوا وتيقنوا من موتها ثم حملوها إلى المقبرة ودفنوها في قبر نقشوا على شاهده: "مارجوري مكال، عاشت مرة وماتت مرتين".