لم تزل ثورة 23 يوليو التي تحل ذكراها 66، تشغل حيزا كبيرا من اهتمام وأحاديث المصريين، باعتبارها أحد أهم الأحداث التي غيرت شكل مصر في العصر الحديث، فمنذ بداية "الحركة المباركة"، ساهمت الأغاني الوطنية في ثورة 23 يوليو التي ستظل من أهم الثورات في تاريخ مصر العربية في حماس جنود الجيش ومن ضمن الأغاني التي حققت نجاح كبير أثناء حدوث الثورة، وشارك في الأغاني الوطنية التي قدمت في تلك الفترة كبار المطربين منهم الراحل عبد الحليم حافظ الذى كان له النصيب الأكبر منها، وكوكب الشرق أم كلثوم.
وتعد أغنية "ع الدوار" للمطرب صاحب الصوت المميز محمد قنديل أول حلقة في سلسلة الأغاني الوطنية، والذي سجلتها الإذاعة عام 1952، وكانت أول أغنية تذاع للمستمعين عن ثورة يوليو، من كلمات حسين طنطاوي.
"أكبر من ده حب ما فيش غير حب الله وحبيب الله"... هكذا بدأ عبد الوهاب في أغنيته ناصر كلنا بنحبك، وكان الأوبريت الأول الذى هنَّأ به محمد عبد الوهاب الرئيس جمال عبد الناصر بعد تواليه الحكم في أولى أيام الثورة، مؤكدًا بموسيقاه الراقصة وصوته الرخيم أن عبد الناصر استحوذ على أكبر حب من قبل الشعب، ألحانه وكلمات الشاعر حسني السيد، وكانت قد أُنتجت الأغنية في مطلع ستينيات القرن العشرين.
تعددت ألقابه من "صوت الثورة" كما لقبه البعض و"الصوت المدافع عن جمال عبد الناصر" كما لقبه البعض الأخر، بدأ مشوار غنائه للثورة مع بدايتها بأغنية "العهد الجديد" عام 1952، وتعد أول نشيد وطني من ألحان عبد الحميد توفيق زكى، وكلمات محمود عبد الحى، وبعدها كانت أول أغنية يغنيها عبد الحليم حافظ للرئيس عبد الناصر "إحنا الشعب" في عام 1956، وكانت من كلمات صلاح جاهين، وكانت هذه الأغنية هي بداية سلسلة من الأغاني التي أهداها حليم في كل عيد للثورة.
"ضربة كانت من معلم خلت الاستعمار يسلم"...هكذا وصف حليم في أغنيته حكاية شعب عام 1960، قصة بناء السد العالي، ووجَّه فيها رسالة مباشرة لعبد الناصر، وبعدها توالت أغنياته الوطنية مثل أغنية "صورة" والتي تعد أشهر أغاني عبد الحليم حافظ للزعيم، وقد غناها في عيد 1966، وأغنية "مطالب شعب"، وهى الأغنية التي وضع فيها أحمد شفيق كامل مجموعة من المطالب التي غناها العندليب في عيد الثورة العاشر.
أما الفنان فريد الأطرش والذي كان تربطه بعبدالناصر علاقة وطيده، وهو من أوائل من ذكر اسم جمال عبد الناصر في الأغاني الوطنية فلقد قدم عددًا كبيرًا من الأغنيات للثورة ولجمال، فلقد تغني بـ 52 أغنية وطنية، منها "يا مرحبا بك يا جمال" والتي غناها في عيد الثورة سنة 1964، وقد كتب كلماتها الشاعر أنور عبدالله، ولحنها فريد الأطرش، وقدم نشيد الشباب من كلمات الشاعر بيرم التونسي ومأمون الشناوي يوم 27 سبتمبر.1952
وكان لكوكب الشرق أم كلثوم دورًا كبيرًا أيضًا في تمجيد ثورة يوليو حيث قامت بغناء أغاني وطنية كثيرة في أعياد الثورة كل عام، مثل أغنية على باب مصر التي غنتها عام 1964 وقدمت للرئيس الراحل جمال عبدالناصر عدة أغاني، من بينها "بعد الصبر ما طال نهض الشرق وقال حققنا الآمال برياستك يا جمال"، و" يا جمال يا مثال الوطنية أجمل أعيادنا المصرية برياستك الجمهورية".
ووهبت شادية مصر حب غير حدود، وأودعت له صوتها من خلال 8 أغانٍي وطنية تغنت بها في كل المناسبات الوطنية التي مرت ببلدها مصر، وجعلت من الغناء الوطني عشقا له مذاق مختلف، وفى ثورة 23 يوليو غنت الفنانة شادية أغنية "إحنا وياك يا ريس" في إشارة لمساندة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
أما المطرب عبد الغنى السيد فأحيا ذكرى الثورة على طريقته الخاصة واختار أن يجسد فرحة الفلاح بحصوله على الأرض الزراعية كأحد نتائج الثورة فغنى "أديتني الثورة 5 فدادين" في أنشودة مبهجة معبرة عن الفرحة بنتائج الثورة الوطنية، من كلمات الشاعر الكبير أبو السعود الإبياري، وألحان أحمد صدقي.
